أمام تزايد حالات الفشل الكلوي الحاد بمعدل مريضين بكل أسبوع، والتي تتزايد معها خطورة هذه المشكلة، ووسط استشارات واسعة من خلال لقاءات رسمية وأخرى غير رسمية، للخروج برؤية واضحة تجيب على مسألة إنقاذ أرواح البشرية، وتجنب تهريب الأعضاء وتحمي المهنيين خلال تنفيذ نقل وزراعة الأعضاء، دشن المستشفى الجامعي الحسن الثاني بفاس مؤخرا أول عملية زرع كلية لمريض، وذلك بالرغم من كون قضية ندرة الأعضاء البشرية اللازمة لزراعتها في أجساد المرضى بدل التالفة، تمثل إشكالية كبرى تعرقل جهود المؤسسات الإستشفائية بالمغرب التي تعمل على إنقاذ حياة عدد من مرضاها. وقد دعا مهنيو القطاع الصحي والقانونيين أكثر من مرة وفي أكثر من مناسبة، بضرورة تعميق حوار مع علماء الدين، من خلال المجلس العلمي الأعلى ووزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بغرض تنوير الرأي العام بهذه المسألة ذات الراهنية الشديدة ، كما أنهم مدعوون إلى الإدلاء برأيهم بكل وضوح ودقة حول الإشكاليات التي يثيرها زرع الأعضاء، بين مشروعية أو عدم مشروعية زرع الأعضاء، لتحرير الضمير المهني في هذا الباب. وزارة الصحة، أكدت خلال اللقاء الذي نظم بالمناسبة في وقت سابق بكلية الطب والصيدلة بفاس، على انكبابها على تأهيل المنظومة التي تنظم عمليات زرع الأعضاء، من خلال مراجعة و تعديل عدد من المقتضيات التشريعية، التي تسعى أن تكون إطارا يفتح الباب أمام تطور الطب و البحث في هذا المجال، مشيرة إلى أن مشروع القرار الذي يرمي إلى تحديد قواعد الممارسات الجيدة لاستخلاص الأعضاء و زرعها و نقلها و الاحتفاظ بالأعضاء و الأنسجة البشرية. البروفيسور خالد آيت الطالب مدير المستشفى الجامعي الحسن الثاني بفاس بدوره، أبرز أن عملية نزع الأعضاء لا تتم إلا على متبرعين متوفين أو في حالة موت دماغي، مؤكدا أنه لم تتبث التجارب أن شخصا تأكدت وفاته دماغيا عاد إلى الحياة، موضحا للجريدة أن عملية زرع الأعضاء تتم عبر نقل لأنسجة أو خلايا حية من جسم المتبرع إلى جسم المريض بعد استفاء الفحوصات الضرورية. وتحدث آيت الطالب على الحالات التي تعد فيها زراعة الأعضاء ضرورة ملحة لفئات من المرضى لا تفيد معهم الأدوية و تعجز عن مساعدتهم أنواع الجراحات المختلفة ، في إشارة إلى حالة هبوط وظائف الكلي، حيث أن غسل الكلي لفترة معينة يضر بصحة هؤلاء المرضى، حيث يحتاج مريض الفشل الكلوي إلى ثلاث جلسات الغسيل أسبوعيا ، تستغرق كل واحدة أربع ساعات مما يتسبب عنه إرهاق شديد للمريض و يؤثر سلبيا على بقية أجهزة جسده ، و يبقى الحل الوحيد لإنقاذ هذه الحالات هو زراعة الكلي. للإشارة، أن عددا من الدول المسلمة أصبحت رائدة في مجال نقل وزراعة الأعضاء بل والتبرع بها أيضا كإيران، التي يوجد بها 22 مركزا لزراعة الكلي، و مدة انتظار المريض في هذا البلد، حتى الزراعة لا تتجاوز 6 أشهر .