«بركاتك يا مول البركي» فبين ظهرانيك صفقات و خدمات وأشياء أخرى ستكشف الأيام عنها لاحقا لامحالة مادامت الصدفة وحدها كشفت الفضيحة التي سنوردها اليوم.. لم يصدق أحد المواطنين عينيه وهو يتسلم ثلاثة «بونات» مازوط من يد بائعة الهوى بإحدى حانات مدينة الدارالبيضاء، قيمة كل بون 150 درهما وباعتهم له بمبلغ 50 درهما للبون الواحد فقط! .. كما لم يصدق عينيه عندما اكتشف أن البونات الثلاثة صادرة عن جماعة مول البركي بإقليم آسفي وتحمل توقيع رئيس الجماعة شخصيا..! استفسرها عن مصدر البونات فامتنعت عن الكلام وأبدت تراجعها عن إتمام «الصفقة» قبل أن يسلمها المائة وخمسين درهما مقابل بونات قيمتها الأصلية أربعمائة وخمسون درهما. ترى كيف حصلت بائعة الهوى هاته على هذه البونات؟ وماهي «الخدمات» التي قدمتها مقابل «المازوط» ، وكم هو عدد بونات المازوط المسلمة لها أو لهن والتي لم تتدخل الصدفة للكشف عنها؟ بونات المازوط عادة تقدم لمن يتحمل المسؤولية داخل المجلس الجماعي، والذي يتنقل لقضاء مصالح المواطنين. في هذه الحالة، فإما أن «بائعة الهوى» هاته «سفيرة» المجلس المتنقلة بين المدن تمثل «مول البركي» في المنتديات الليلية وهو أمر مستبعد لكون بائعة الهوى أو بائعة البنزين - لايهم الصفة في هذه الحالة - ليست من المنطقة أصلا، وإما أن بائعة الهوى قدمت خدمات «خليلة» جدا لأحدهم ممن يسهل عليه الحصول على بونات البنزين، ولربما لم يجد معه مايؤدي به أجرة «الخليلة» فلم يجد بدا من تعويضها بالوقود مادامت مثل هذه الخدمات تحتاج إلى «طاقة إضافية»!!.. شخصيا لم أستغرب لكون بونات المازوط الصادرة عن الجماعات والمؤسسات العمومية تباع في السوق السوداء، لم أستغرب لأنني عاينت جزءا من هذه الصفقات عندما كانت البونات تسلم بحق أو من دون حق لمنتخبين وموظفين وعمال واللائحة طويلة، وكانت تسلم كرشوة مقابل بعض الخدمات، لكن أن تسلم لبنات الليل في الحانات مقابل خدمات ما، فذلك مالم يكن في الحسبان إلى أن فاجأنا «الشيخ بركي آسفي» بذلك. بونات المازوط هي العملة الصعبة داخل المجالس الجماعية ومجموعة من المؤسسات العمومية. هي الرشوة التي تقدم داخل بعض الجماعات لكسب الولاءات، هي الحلاوة التي تحول كتابات البعض إلى عسل في حق ولي النعمة أو علقم في حق من لايساير رغبة ولي النعمة هذا.. هي الوقود الذي يُبسط الروتين الإداري أو يدفع إلى غض الطرف عن خرق مدونة السير بكل بساطة. هكذا إذن كسر «الشيخ البركي» العرف وأصبحت البونات تقدم مقابل خدمات لانعرف كيف وأين تمت، المهم أنه لم يكن حاضرا سوى البائع والمشتري لكن الشيطان كان ثالثهما...!