بعد التجربة الإخراجية الأولى، الفيلم التلفزيوني «اللجنة»، الذي أنجز في إطار إنتاج مشروع درامي «ضخم» بين الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة و«عليان للإنتاج»، يعود السيناريست والمخرج يوسف فاضل، مرة أخرى، ليطرق باب الإخراج، ليخوض تجربة تلفزيونية ثانية، وهذه المرة مع القناة الثانية، تحت عنوان، «طعم الصداقة»، الذي كانت مناسبة بثه في عرض ما قبل الأول مساء الاثنين الماضي بأحد فنادق الدارالبيضاء، فرصة للحديث عن هذه التجربة الجديدة، التي اعتبرها إغناء لرصيده الإخراجي، ولرصيد القناة في المشهد الدرامي التلفزيوني، وخصوصا ما يتعلق ب «الدراما الهزلية»، كما اعتبر عمله هذا «سهلا وبسيطا» في تيمته التي تتغيا تحقيق البسمة لدى المشاهد المغربي.. لكن مشاهدة الفيلم ومتابعة أحداثه، تقول أكثر من ذلك، ف«طعم الصداقة» يطرح العديد من الإشارات والرسائل.. حافلة بالقضايا الاجتماعية والعاطفية والفنية تعج بها الساحة الوطنية.. ، معظمها يعكس واقعا مريرا يكتوي بلظى ناره العديدون، خصوصا ما يتعلق منها بالوضعية الاجتماعية والمهنية.. للفنان المغربي، هذا الأخير الذي كان محور قصة الفيلم من خلال حكاية صداقة عادية تجمع بين شابين يحترفان التمثيل، كانا يعتزمان إنجاز مشروع عمل مسرحي للتلفزيون، لكنهما يفتقدان للممثلة المناسبة لأداء دور البطلة في المسرحية المذكورة. «ليلى» (ثوريا العلوي) الفتاة العشرينية، المتشككة في كل ما يدور حولها ومن حولها، والمنفصلة، توا، عن خطيبها بإحدى القرى الساحلية، ستتوجه إلى المدينة ( الدارالبيضاء) عند عمها الثري - البخيل «الزَّوَاق» (صلاح الدين بنموسى) للاستقرار والبحث عن عمل يؤمن لها عيشها اليومي، ويحقق لها بعضا من استقلالها المادي.. «ليلى» هاته ستتعرف، عن طريق الصدفة بالشابين المذكرين، «رشيد» (بنعيسي الجيراري) ، و«السيمو» (زكريا لحلو)، اللذين سيعتبرانها الفتاة المناسبة للدور المناسب، لكن هذا التقدير سيتحول مع توالي الأيام، عن طريق اللقاءات المتكررة وحصص التدريب المسرحية المتوالية، التي سيكون مصيرها الفشل، إلى حب جارف يكنه كل واحد من الصديقين الطموحين مهنيا، تجاه «ليلى»، التي ستقع بصدده أكثر من مرة في موقع حرج، حب سيكون موضع «امتحان» واختبار لمتانة علاقة وقوة الصداقة التي تجمع بينهما إنسانيا أولا ، ومهنيا ثانيا.. الصداقة التي سَيُعْلَى من شأنها في النهاية على حساب الحب حتى، ولو كان قد مال قلب الفتاة «ليلى» لأحد الشابين . «طعم الصداقة» ( 90 دقيقة - إنتاج 2010) الذي انتهج فيه المخرج يوسف فاضل تجربة إخراجية نادرة بتجزئ الفيلم إلى فصول خمسة توازيا مع تيمة الفيلم، في محاولة إلى «مسرحة التلفزيون» - على غرارتلفزة المسرح - هو من سيناريو وإخراج يوسف فاضل، وتمثيل كل من ثوريا العلوي، صلاح الدين بنموسى، بنعيسى الجيراي،،زكريا لحلو ..، من المقرر أن يعرف طريقه إلى الشاشة الصغيرة مساء يومه الجمعة ابتداء من الساعة التاسعة وعشرين دقيقة.