لم يجد الكثير من الأطر التقنية المغربية، تبريرا واحدا وواقعيا لقرار جامعة كرة القدم الخاص بتأجيل البطولة لمدة تزيد عن الأسبوعين. وعبر الكثير من المهتمين بالشأن الكروي عن امتعاضهم من مثل هذه القرارات التي تكسر في العمق الإيقاع والريتم الذي كانت عليه المنافسات، خاصة وأن العديد من الأندية الوطنية أخرجت النفس الثاني والجديد استعدادا لمرحلة الإياب التي ستكون محددة بشكل كبير لخريطة الموسم الكروي. ولم يخف العديد من المهتمين، أن مثل هذه القرارات تستعصي على الفهم، وأن أي مبتدئ في مجال التسيير والبرمجة، لايمكنه أن يتخذ مثل هذه القرارات التي تسير في اتجاه توقيف الآلة وتعطيلها إلى حين يفتقد الكثير من اللاعبين جاهزيتهم وقدراتهم البدنية والفنية. ولم يستبعد الكثير من المراقبين أن تكون بعض اللوبيات النافذة داخل الجامعة، هي التي دفعت نحو اتخاذ هذا القرار الذي يضر بأندية ويخدم مصالح أندية أخرى لها وزن خاص داخل المكتب الجامعي، وما الإشارة إلى أن توقيف البطولة، جاء استجابة لطلب الأندية، دليل على أن هذه اللوبيات هي التي ضغطت في اتجاه أن تتوقف البطولة، وهو توقيف لم يكن مسطرا من قبل، ولم يكن على الأجندة التي وضعتها لجنة البرمجة منذ انطلاق البطولة، وهذا يعني أن الارتجالية التي جاء من أجل محاربتها الوافدون الجدد، مازالت قائمة، بل أضحت مبرمجة على حواسيب الأعضاء الجامعيين الذين أصبحوا يجدون التخريجات الدقيقة والحلول السريعة للمشاكل والضغوطات والمصالح التي يجرون من أجل تحقيقها. ودفع الكثير من المهتمين، بأسئلة كثيرة لم يجدوا لها جوابا، من قبيل ما الفائدة التي ستجنيها الكرة الوطنية من خلال هذا التوقف؟ علما أن الأندية المغربية التي شاركت في الواجهات الإفريقية ظلت بعيدة عن المستوى البدني الذي أظهره الخصوم. مما يفيد أن الكرة المغربية مازال أمامها الكثير من المسافات للوصول إلى المستوى الذي بإمكانه أن يفتح باب التأهيل أو الانتقال إلى الأدوار المقبلة. لكن مع الأسف الشديد، نجد أن الجامعة ولجنة البرمجة تحديدا هي التي تعمل على نسف المجهودات التي تقوم بها الأندية والأطر التقنية المشرفة عليها. ومن هذا المنطلق، ينتصب السؤال الكبير المتعلق بالدخول إلى عالم الاعتراف، فالمعطيات المتوفرة تؤكد أن الوصول إلى هذه الغاية الكبرى بالتأكيد لن يكون بمثل هذه القرارات التي تعيق السير العادي للمنافسات، وأن الشرط الأول الواجب توفره قبل الحديث عن دفتر التحملات والعقد مع اللاعبين والتجهيزات والبنيات التحتية، أن يكون هناك التزام بالتواريخ والمواعيد، وهذا أمر ظل غائبا سواء في التجارب السابقة أو في التجربة الحالية التي ظلت على خط مستقيم مع الارتجالية وبعيدة عن عقلية الاحتراف الذي لن يكون بالتوقيع على الوثائق أو بإلزام الأندية على تنفيذ القرارات الإجرائية، بل إن الاحتراف هو مرتبط أساسا بدرجة الوعي وبدرجة فهم واستيعاب المرحلة الانتقالية قبل الوصول إلى أكبر الغايات التي هي احترام المواعيد.