جاء قرار تأجيل الكأس الممتازة، ليربك الجميع وليضع مجددا السؤال حول الجامعة الجديدة وقدرتها على تدبير الشؤون الكروية البسيطة، وبالأحرى تلك التي تتعلق بالبناء وبتحديد استراتيجية بعيدة الأمد. ففي أقل من شهر، تعلن جامعة السيد الفهري عن تنظيم كأس ممتازة، وعن آليات التنظيم وترتيبات النجاح، لكنها تراجعت عن ذلك بشكل كلي، وكلفت نفسها عناء الاتصال الهاتفي، لتقول لطرفي النزال أن كل شيء تأجل إلى تاريخ لم يحدد بعد. بالطبع، عندما قررت الجامعة إجراء الكأس الممتازة، وضعت لذلك جدولة زمنية، توقفت على إثرها البطولة الوطنية، ودخلت الأندية في قاعة الانتظار بشكل لم يكن منتظرا، بعد أن فرضت الجامعة على الأندية الخروج من دائرة التنافس لمدة 21 يوما، وهو أمر استغرب له الجميع، بالنظر إلى أن هذه المدة طويلة وغير مبررة ولاتستقيم مع ما ينتظر من البطولة الوطنية ومن اللاعبين لتطوير الاداء العام، لذلك نجد قرار التوقيف وتأجيل الكأس الممتازة، قرار غير سليم ولا مبرر له على الإطلاق. فتوقيف البطولة ستكون له آثار سلبية على الجميع، خاصة وأن مثل هذه القرارات غير المتزنة تتخذ بعيدا هناك في مقر المنظر الجميل، بدون أن يستحضر أصحابه آراء وملاحظة الفرق التي تضررت بشكل كبير، ولم تجد تفسيرا معقولا لقرار التوقيف. والخطير في هذه القرارات المفاجئة والغريبة، أنها تحد من وتيرة الإيقاع، إيقاع الأندية المغربية المشاركة في مختلف الكؤوس الإفريقية وتحديدا فرق الدفاع الجديدي والرجاء ثم الجيش الملكي والفتح، التي من المنتظر أن تخطو الخطوات الأولى خلال الأشهر المقبلة. لذلك فالجامعة أربكت الجميع ولم تر بعيون مستقيمة هذه الأجندة الإفريقية. إن الجامعة وبمثل هذه القرارات، تؤكد مرة أخرى، أنها مازالت بدون أفق وبدون أجندة حقيقية، لأنها معزولة عن باقي الفاعلين داخل هذا المجال الذي أصبح يعرف اتساعا كبيرا بين الأضلاع المكونة له. ومن المثير أن مثل هذه القرارات يجب أن تعرف مشاورات موسعة، خاصة مع مسؤولي الأندية ومع المدربين على وجه التحديد، حتى يستقيم التعامل مع الزمن الذي يعتبر مهما في كل سياسة تروم إلى الوصول إلى الأهداف المسطرة. وعلى هذا المستوى، عبر الكثير من المدربين، عن امتعاضهم لهذه القرارات التي أغلقت الباب على الجميع، وكسرت إيقاع التنافس الذي سيعرف نزولا حادا، في أول دورات الإياب، ورغم ذلك، فإن العديد من الأندية، أدخل بعض التعديلات على برامج استعداداتها ليظل اللاعبون على إيقاع التنافس، الأمر الذي كان من الممكن تلافيه وتلافي إهدار أموال الأندية. ولم يقتصر أمر الخروج من دائرة التنافس على الفرق وحدها، بل كذلك الحكام الذين وجدوا أنفسهم في عطلة خاصة، الأمر الذي سيكون له الأثر السلبي أيضا على عطاءات أصحاب البذل السوداء. إن الجامعة وبهذه القرارات، عطلت أيضا الميادين الرياضية، وظلت مدرجاتها فارغة، خاصة في هذه الظروف التي ارتقى فيها العطاء والحضور الجماهيري، بالنظر إلى الإثارة والتشويق الذي طبع العديد من المواجهات هذا الموسم، وبلغة الأرقام، فإن قرار تأجيل الكأس الممتازة، وقرار توقيف البطولة، فوت على الأندية المغربية مئات الملايين من الدراهم. وعوض أن يشتغل الكل أضحى الجميع واقفا ومتوقفا في انتظار قرار الاستئناف إن تم.