سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
محمد شيبار رئيس فريق بلدية الخميسات لكرة القدم: كرة القدم المغربية تطورت لكن العقليات الرياضية لم تتطور بالشكل الذي يؤسس لبطولة احترافية.. "الفريق الوطني يضم نجوما كبارا لكن النجومية لا تحقق النتائج التي ينتظرها الجمهور المغربي"
تعيش الرياضة الزمورية بشكل عام أوضاعا جد مقلقة بالنظر إلى النتائج المتواضعة المسجلة في مختلف الأنواع الرياضية، وتعد رياضة كرة القدم واحدة من الرياضات التي أصابها العقم والجدب بشكل كبير، بفعل الإكراهات المرتبطة في شموليتها بالتدبير العقلاني الشفاف والنزيه، وانعدام رقابة قبلية وبعدية على مالية النادي الزموري من الجهات المسؤولة على الرياضة محليا ووطنيا... وبغية تسليط الضوء على الإخفاقات الرياضية بالمنطقة، استضافت جريدة "النخبة" محمد شيبر رئيس فريق بلدية الخميسات لكرة القدم الذي يمارس ضمن أندية القسم الأول هواة، وتناولت معه مجموعة من القضايا الخاصة التي تهم الوضع العام للرياضة الزمورية والوطنية وكيفية النهوض بالرياضة، وتحقيق النتائج المتوخاة، فكان الحوار التالي. • كيف ترون مستقبل الرياضة بإقليم الخميسات ؟ - الحديث عن مستقبل الرياضة بإقليم الخميسات، يجرنا بالضرورة إلى استحضار الرياضة على المستوى الوطني وقراءة مستواها الفني والتقني، فلا يمكن بأية حال الحديث عن الرياضة الزمورية بمعزل عن الرياضة الوطنية، فألعاب القوى الوطنية مثلا لم يعد يسمع لها أي خبر باستثناء بعض النتائج الباهتة التي لا تكشف بطبيعة الحال مستوى الأندية الوطنية، والمجهودات المبذولة، وحجم العدائين الموهوبين الذين تزخر بهم المملكة، كما أنها لا تعكس الإرادة الحقيقية والقوية للجامعة الملكية المغربية لألعاب القوى التي تسعى لإعداد أبطال عالميين من وزن سعيد عويطة، وإبراهيم بوطيب، وهشام الكروج، ونزهة بيدوان، وكذلك الحال بالنسبة للرياضات الأخرى، إذن، فالإشكال لا يخص منطقة بعينها بقدر ما هو نتاج سياسة رياضية وطنية تجريبية عمرت لأكثر من عقدين من الزمن، فالرياضة الزمورية لن تستطيع الإقلاع والإشعاع دون تخليصها من الشوائب والإكراهات التي تسيطر عليها وأعني هنا جانب التسيير والتدبير العقلاني لمواردها المالية والبشرية، وفتح الباب أمام الفعاليات والأطر المتمكنة والمتمرسة والنزيهة لتولي المسؤولية. * من خلال جوابكم نلمس أنكم تحملون رؤساء الأندية مسؤولية الإخفاقات الرياضية، فهل تعيبون عليهم طريقة التسيير...؟ - في الحقيقة ثمة رؤساء أندية وطنية يستحقون التنويه والتشجيع لما يبذلونه في سبيل النهوض بالرياضة الوطنية، ويتعاملون مع أعضاء المكتب بأخلاق عالية، مما يجعل من النادي أشبه بخلايا لصناعة الأفكار، والبحث عن السبل لنشر الفرحة بين الجماهير والمحبين، لكن هناك أيضا من ينشر القرحة بدل الفرحة، وهؤلاء هم من أشارت إليهم المناظرة الوطنية للرياضة بشكل مباشر، غير أن هذه الفئة من المسيرين والرؤساء الذين تجاوزهم الواقع، لم يستوعبوا بعد الدرس وانسحبوا في هدوء، وحتما سينقرضون من الساحة الرياضية بفعل الزمن أو باكتشاف فضائح مالية، مما يشجع على التمرد والانقلابات ضدهم، وهذه الفئة لم يعد لها مكان في مشهد رياضي متجدد يعتمد على التقنيات الحديثة والأساليب المتطورة في التسيير الجماعي المعقلن، الذي يستمد مرجعيته الفكرية والاجتماعية والتأطيرية والتربوية من المناظرة الوطنية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، فلا يمكن أن تصرف الملايين من السنتيمات دون تحقيق النتائج والأهداف المسطرة، وطبعا النتائج الجيدة تحتاج إلى الدعم المالي وبنيات تحتية وتظافر جهود الجميع، والعمل الجماعي هو ما نحتاج إليه لتحقيق إقلاع رياضي. يظهر أنكم ضد المسير الذي يشتغل بشكل فردي، هل تطبقون أنتم هذه المعادلة داخل فريق بلدية الخميسات لكرة القدم ؟ - هذا السؤال يجب أن تحمله إلى أعضاء المكتب المسير للنادي البلدي للخميسات وهم القادرون على الإجابة عنه، وفي اعتقادي أنه لممارسة سليمة لأي إطار يجب الاحتكام إلى الديمقراطية الداخلية باعتبارها المرجعية الأساسية في كل تعامل، لأن غياب الديمقراطية والشفافية يعمق الأزمات ويزيد من حدة الشرخ والتوترات السلبية داخل المكاتب المسيرة، وهذا طبعا يؤدي إلى حصد النتائج السلبية والدوران في حلقات مفرغة وتوزيع الاتهامات يمينا وشمالا، وهي كلها أمور لا تخدم الأندية ولا الرياضة في شيء، وهذه الآفة تعيشها الأندية التي تدار بقبضة من حديد ويشتغل رؤساؤها في جنح الظلام ويتلذذون بضرب القوانين والأعراف والأخلاق عرض الحائط...إنهم صورة سيئة متنقلة عبر التراب الوطني، إذن فالتسيير الفردي شكل من أشكال اضطهاد الفكر الآخر، وعلى النادي أن ينفتح على الفعاليات الرياضية لخلق تنوع فكري، وهذا ما نعمل به داخل النادي البلدي لكرة القدم، ولا يمكن أن نجزم أننا حققنا الآمال المنتظرة لكننا ساهمنا بمعية من سبقونا من المسيرين الأكفاء في خلق نواة كروية يتغذى عليها فريق الاتحاد الزموري الذي "سرق" منا في بداية الموسم الكروي الحالي تسعة (9) لاعبين عزز بهم التشكيلة الأساسية، وأضيف هنا أن كرة القدم المغربية تطورت لكن العقليات الرياضية لم تتطور بالشكل الذي يؤسس لبطولة احترافية، إذن فموازاة مع تطوير القوانين والأنظمة لابد من تنقية الأوعية الرياضية من مصاصي الدماء. على ذكر الفريق الزموري كيف تنظرون إلى مشاكله الداخلية...؟ - صراحة لا أريد الخوض في هذا النقاش حتى لا يقال أنني أزكي واستقوي جهة معينة على أخرى، لكن لا بأس بأن أدلي بدلوي في هذه القضية المفتوحة على جميع الاحتمالات، فأوضاع الفريق عموما لا تشرف أحدا، فالسلطات الإقليمية والمحلية والجماهير والمحبين واللاعبين القدماء يعرفون أسباب هبوط الفريق وتردي أوضاعه، وأسباب تفشي المشاكل العميقة، ويجب أن تؤخذ الأمور بجدية، فقد حان الوقت ليقول الجميع "كفى"، حان الوقت لتصحيح الأخطاء القاتلة، حان الوقت لتطهير الأجهزة الرياضية من الممارسات العبثية، ولابد للكرة الوطنية أن تتنفس الهواء النقي وتنهل من التقنيات الحديثة في التسيير والتطبيب والتمريض والترويض وحتى من التأهيل النفسي، لقد تغيّر الجهاز المشرف على الكرة الوطنية وأطل علينا طاقم شاب يجمع بين الخبرة والتسيير العقلاني، وهذه إشارة لنهاية زمن الجاهلية الرياضية لم يعد هناك مكان لعبدة الأصنام والأوثان وصناعهم، الفريق الزموري يقدم عروضا جيدة منذ انطلاق الدوري الثاني لكن هل هذه النتائج الطيبة والمستحسنة ستطبعها الاستمرارية إلى حين الصعود إلى قسم الصفوة ؟؟، ذلك سؤال عريض الزمن كفيل بالإجابة عليه. لكن هناك من يعتقد أنك تخطط لوضع اليد على فريق النادي الزموري والإطاحة بمحمد الكرتيلي ؟ - الكرتيلي لديه مشاكل مع الجميع، والحركة التصحيحية التي انبثق عنها مكتب من ضمن تلك المشاكل، وأعضاء الحركة من خريجي مدرسة الكرتيلي، لقد انقلب المريد على الشيخ، وأشير هنا بأنني بعيد كل البعد عن مشاكل النادي الزموري، وغالبا ما يتم إقحام إسم محمد شيبر لأسباب غير بريئة، والتاريخ يشهد أني لا أطمع في خلافة أي كان، فرئاستي للنادي البلدي كافية ولم أسع إليها كما يفعل البعض، بل ثمة مسؤولين وجماهير وضعوا ثقتهم في شخصي، وأنا مستعد للتخلي عن الرئاسة في أي وقت، لأن ميزانية الفريق لا تكفي ولا تتعدى في الغالب 20 مليون سنيتم، وصرفنا في السنة الماضية ما يقارب 127 مليون وكلها من مالي الخاص، فهل هناك تضحية أكبر من هذه ؟؟، هل هناك رئيس في هذه الأرض يصرف من ماله على النادي ؟؟، فبعض الرؤساء اغتنوا من مال الأندية بتحوليهم ماليتها إلى صناديق سوداء في غياب المراقبة والمحاسبة، وأظن أن تغيير الحرس القديم الوصي على كرة القدم كفيل بوضع حد لهذه العوائق والشوائب. هل تعتبرون ظهور جهاز جديد مشرف على الكرة الوطنية قادر على رفع التحديات وتحقيق الإنجازات والآمال المحبطة ؟ -لست عرافا أو كاهنا لقراءة المستقبل، لكن لدي حدس قوي بأن تجديد الدماء سيعطي دفعة قوية لعملية التسيير والتدبير الرياضي، نحن في أول الطريق ولا يمكن الحكم على التجربة من خلال بضعة أشهر، ولا يمكن جني الثمار بين عشية وضحاها، علينا الانتظار، والانتظار لا يعني بالضرورة الجلوس والمشاهدة، هناك عمل كبير يتم انجازه ويتم تصريف بعضه بين الفينة والأخرى، لأن العمل الذي يقوم به رئيس الجامعة السيد علي الفاسي الفهري هو إعادة البناء لمنظومة كروية وفق منهجية ومعايير علمية مدروسة، وكما تعلمون مجموعة من القوانين الخاصة باللاعب والمدرب والمسير رأت النور إلى جانب القوانين الخاصة بالجماهير والحكام، هذه الترسانة من القوانين تعد قمة الإصلاح الكروي، إذن فالعشوائية في التسيير والتدبير الرياضي لم يعد لهما مكان في مغرب اليوم، مغرب محمد السادس الرياضي الأول. وأعتقد أن وضع القوانين وتطبيقها يعد أكبر تحد، ونظن أنه لوقف الشغب الذي يجتاح الملاعب لابد من تطبيق القانون، ولا يمكن السماح لبضعة أشخاص تخريب ممتلكات عمومية تقدر بالملايين، ولوقف هدر الملايين بدون وجه حق من قبل بعض رؤساء الأندية يتطلب تطبيق القانون، وإخضاع مالية الأندية إلى الافتحاص السنوي الذي أصبح أمرا ملحا تفرضه طبيعة المرحلة وتقتضيه متطلبات بطولة احترافية، إنه تحد كبير في وجه المكتب الجامعي الجديد، إضافة إلى تحديات كبرى، وهي تحديات مشروعة. تعيش بعض الملاعب على إيقاع الشغب، كيف تفسرون ذلك ؟؟ وما هي أسباب تفشي ظاهرة الشغب لدى بعض الجماهير ؟؟ - الشغب ظاهرة عالمية، وليست خاصة بجمهور دون آخر، وبدأت في السنين الأخيرة تتفشى في أوساط الجماهير الرياضية وتكتسح الميادين وتلبس عدة أقنعة، هناك شغب ناتج عن تصرفات طائشة لبعض المسيرين، و القرارات المتسرعة لبعض الحكام، و حركات لا أخلاقية لبعض اللاعبين، إضافة إلى شغب جد خطير يكون داخل المدرجات، يبتدئ في الغالب بالشعارات والسباب والشتائم، وينتهي بإلقاء القارورات ثم بالحجارة والضرب والجرح، ويستمر إلى خارج الميدان بإتلاف وتكسير أملاك خاصة وعمومية، وهي نفس المشاهد والصور تتكرر هنا وهناك، فما حدث مؤخرا في بعض الملاعب (الدارالبيضاء- مراكش- الحسيمة....) يعد عملا غير مسؤول لأنه يشوّه صورة المغرب خارجيا، وهنا لا نوجه اتهاما لجهة معينة، إننا جميعا مسؤولون على الأحداث والوقائع التي تشهدها الملاعب كل حسب موقعه، وتحمل المسؤولية يعني التفكير العميق والهادئ بدون تشنج وبدون تلفيق التهم، فلمعالجة هذه الظاهرة الآخذة في الاستشراء والاكتساح في شموليتها وأبعادها السوسيولوجية، لابد من فتح نقاش معمق داخل النوادي والبحث عن الحلول الجذرية عبر إشراك جميع الفاعلين من جمعيات محبين وقدماء لاعبين ومسيرين، ثم لم لا التفكير في مناظرة وطنية للإجابة عن الأسئلة الملحة والخروج بخلاصات عملية، وأعتقد أن الجامعة باشرت هذه العملية سابقا لكنها توقفت لأسباب ظلت مجهولة. كيف ترى مستوى البطولة الوطنية في ظل تنامي ظاهرة الشغب وفي ظل تطبيق قانون الشغب؟ - مستوى البطولة يمكن قياسه بمستوى الفرجة والنتائج المسجلة والفرق المتنافسة على الصدارة، ومن خلال هذه الزوايا مجتمعة يمكن تقييم درجة حرارة البطولة، التي نعتقد إنها ما تزال في بدايتها ولم تفرز بعد فريقا متفوقا من الناحية التكتيكية والتقنية والأداء الجماعي، فجل الفرق تلعب بنفس المستوى باستثناء بعض الفرق التي تبحث عن ذاتها بسبب المشاكل الداخلية ولا داعي لإعطاء الأمثلة، ونعتقد أن ظاهرة الشغب تثبط العزائم وتعمق أزمة الفرق المستقبلة في ميادينها، لأن تطبيق القانون كفيل بحرمانها من عائدات مهمة ناهيك عن الغرامات، إذن فتطبيق القانون على الفريق المستقبل وحرمانه من الجماهير لكون هذه الأخيرة مارست الشغب يعد انتصارا لممارسي الشغب والجهات التي تختفي ورائه، كما أنني أرى أن تطبيق العقوبة السالبة للحرية لمكافحة الشغب لن تأتي بأية نتيجة اللهم إغراق السجون بالشباب، لو كانت العقوبات السالبة للحرية ذات مفعول لما كان هناك مجرمون أصلا، وأعتقد أن أفضل وسيلة لمكافحة ظاهرة الشغب في الميادين تكمن في فرض الخدمة الاجتماعية على ممارسي الشغب لمصلحة المجتمع لمدة محددة وبدون مقابل. * العقوبة السالبة للحرية في نظركم لا تقدم حلولا لظاهرة الشغب....؟ - إنها تقدم حلولا، لكنها أنصاف حلول، وتترك أثارا اجتماعية سلبية على العائلة والمحيط الكروي، ولا يمكن أن تسمح بعدها عائلة لابنها بارتياد الملاعب، وثمة عقوبات تهدد حريته وقد يكون بريئا وهنا ستفقد الميادين الرياضية لاعبها رقم 12، إنها وجهة نظري، وأحترم وجهات النظر الأخرى، لأن مكافحة الشغب بإنزال عقوبات تصل إلى خمس سنوات على المتهم كفيلة بإضاعة مستقبله المهني أو الحرفي وتشريده، ثم أن ثمة مشاغبين تخلقهم الصدف نتيجة الحماس الزائد والتهور والاندفاع أو ما يطلق عليهم (fanatiques les) ، نحن مع مكافحة الشغب لكن بطرق لينة، طرق تجعل من كل محب لنادي رياضي أشد الحريصين على مصالحه، وعلى الجامعة التفكير في خلق جائزة سنوية تقدم للجماهير المثالية والمنضبطة بتنسيق مع جمعيات المحبين، وخلق مسابقة مماثلة في كتابة الشعارات الهادفة والرسومات، هناك العديد من الوسائل الأخرى التي بإمكانها المساهمة في الحد من ظاهرة الشغب. لنتحدث عن الفريق الوطني ما هي تخميناتكم للمباريات المقبلة ضمن تصفيات كأس إفريقيا للأمم؟ - المنتخب الوطني ينتظر منه الجميع الشيء الكثير، فالمباريات المقبلة لن تكون سهلة، والناخب الوطني السيد غيريتس يعي جيدا هذه المسالة، ولا يجب أن نحلم كثيرا لأن الفريق الوطني لا زال في طور التكوين بالنظر إلى التشكيلة الرسمية، صحيح أن بعضهم نجوم كبار، لكن النجومية وحدها لا تكفي ولا تحقق النتائج الإيجابية، إذن هناك عمل كبير ينتظر الناخب الوطني، والعمل يبدأ بوضع اللاعب المناسب في المكان المناسب، ولا يجب أيضا الاعتماد على اللاعبين المحترفين مائة بالمائة، فلابد من الاستعانة بلاعبي البطولة الوطنية التي تتوفر على لاعبين في المستوى وبإمكانهم الدفاع عن القميص بكل قوة، صحيح أن الجامعة الملكية لكرة القدم لديها مخطط وخريطة الطريق تعمل على تصريفها وفق برنامج معد سلفا، لكن هذا لا يمنع من إعادة النظر في بعض البنود خدمة للرياضة الوطنية، ثم أن الإحباطات التي عاشها الشعب المغربي مع الفريق الوطني لا يجب تكرارها لأنه إجهاض لحلم 30 مليون مغربي، وعلينا أن نتعلم عملية المساءلة وتقديم الحساب بطريقة مؤدبة. كيف ترون المجموعة المشكلة للفريق الوطني ؟؟ وهل المدرب الجديد قادر على تحقيق نتائج جيدة في المنافسات القارية والدولية ؟؟ - كما قلت فالفريق الوطني يضم نجوما كبارا لكن النجومية لا تحقق النتائج التي تنتظرها الجماهير العريضة، نحن بحاجة إلى فريق متجانس ومتكامل في صفوفه، يلعب بحماس وقتالية ورجولية، فريق لديه شهية لتجاوز العقبات وتحقيق الأهداف المسطرة له، فالنتائج الجيدة لن تسقط علينا من السماء بالحلم والتمني، ولكن بالعمل الدؤوب والاجتهاد والعرق "وقل اعملوا فسيرى الله عملكم"، لقد عشنا انتكاسات متتالية للفريق الوطني، ولا نريد أن يتكرر نفس السيناريو وندخل في حروب كلامية غير مجدية، إذن على الجميع أن يتحمل مسؤوليته الكاملة، بخصوص مقدرة المدرب الجديد على تحقيق الرهان والذهاب بعيدا في المنافسات القارية والدولية، أعتقد أن لديه إمكانات مهمة، وعلينا أن ننتظر نتائج المباريات المقبلة لتكون لدينا فكرة واضحة عن مقدراته التقنية والتكتيكية على خلق الفارق، كما أن الفرق الإفريقية تطورت بشكل كبير وأصبحت لديها منتخبات محترمة تلعب كرة متطورة وعصرية، وهذه المعادلة يجب وضعها في الحساب، ثم إنه لم تعد هناك منتخبات قوية ومنتخبات ضعيفة. مع بداية كل موسم كروي يكون هناك احتجاج على الحكام والتحكيم بصفة عامة ما رأيكم في ذلك ؟؟ - الاحتجاج على التحكيم أصبح رياضة مفضلة من قبل بعض المدربين وحتى رؤساء الأندية وحتى اللاعبين، صحيح أن ثمة حكام يرتكبون بعض الأخطاء التي تغير من نتيجة المباراة، لكن تلك الأخطاء غالبا ما تكون عفوية وبدون قصد، غير أن ما لا يمكن تقبله أن تكون النية المبيتة عند الحكم ويصدر قرارات جائرة ويتم التعامل معها بحزم، والأدلة كثيرة على حكام عوقبوا من طرف الجامعة الملكية لكرة القدم، ويجب الإشارة أيضا أنه لا يجب تعليق النتائج السلبية على ظهر الحكام تهربا من المسؤولية وخوفا من حساب الجماهير. ماذا عن فريق النادي البلدي للخميسات..يبدو أنه لم يجد توازنه بعد ولم يحقق النتائج المرجوة، كيف تفسرون ذلك ؟؟ - صحيح أن النادي لم يقدم عروضا جدية وجيدة مند انطلاق البطولة، لأنه كما قلت سابقا لقد "سرق" منا الفريق الزموري تسعة لاعبين من أجود العناصر مباشرة بعد بداية الموسم الرياضي والنتائج المهمة التي يحققها الاتحاد جاءت بفضل هؤلاء اللاعبين، وهذا شيء يفرحنا رغم أنه خلق لنا فراغا قويا في أغلب المواقع، فكان لابد من تجربة لاعبين آخرين بحثا عن الانسجام والتناغم داخل الميدان وهذه العملية تتطلب وقتا، فلا يمكن بين عشية وضحاها خلق فريق قادر على المنافسة على المراتب المتقدمة والصعود إلى القسم الموالي أي القسم الوطني الثاني للنخبة، وأشير هنا أن فرق الهواة بمثابة خزان مهم لأجود اللاعبين ، وعملية التنقيب التي قمنا بها عبر الإقليم أثمرت عن استقدام لاعبين يتوفرون على تقنيات ومهارات مهمة لكنها بحاجة إلى التدريب المكثف والعناية اللازمة لتحضيرهم وإعدادهم الإعداد الجيد لخوض المباريات بدون مركبات نقص. هناك من يتهمكم بكونكم تعملون على إبعاد لاعبي الإقليم من النادي والاعتماد على لاعبين من أندية أخرى..ما ردكم ؟؟ - هذه إدعاءات غير صحيحة، إن فريق النادي البلدي يضم 96 % من أبناء المنطقة، لدينا أربعة لاعبين من نوادي أخرى من أصل 24 لاعبا، وهذه الافتراءات يتم الترويج لها مع بداية كل موسم رياضي لأغراض غير مفهومة، وبقراءة سريعة للخريطة العامة للاعبي الفريق يتضح أن أغلبهم من أبناء المنطقة من مدينة تيفلت، ومدينة سيدي علال البحراوي وجماعة ايت يدين، ولا عيب في سد الثغرات الحاصلة في بعض الأمكنة بلاعبين من نوادي أخرى يتوفرون على الكفاءة المطلوبة وقادرين على تقديم خدمات في المستوى للفريق، وهذا تصرف حكيم يخدم في العمق الفريق ولا يسيء له. لكن الفريق يعاني صعوبة كبيرة في فرض الذات ويوجد في مرتبة مؤخرة ما قولكم ؟؟ - بالفعل لم نستطع بعد العمل وفق وتيرة معنية، ولا زلنا نتعثر لعدة مشاكل أغلبها الموارد البشرية، لكن هذا لا يعني أننا سلمنا بالأمر الواقع، فلازلنا نقاوم، ونبحث عن مكان لنا في دائرة الضوء، ونطمح إلى الصعود إلى القسم الموالي، وهذا طبعا لن يتأتى إلا بتكاثف الجهود وبذل المزيد من التضحيات، ولابد من الجميع المساهمة في صنع الحدث، وإقليم الخميسات بتنوعه الجغرافي وموارده المالية والبشرية القوية بحاجة إلى فرق أخرى، كما هو الحال بالنسبة للدار البيضاء وفاس ومراكش وغيرها من المدن التي يوجد بها أكثر من فريق وتتلقى الدعم المادي بشكل يسمح لها بالتواجد في الساحة الرياضية وبقوة. ما هي في نظركم أنجع وأنجح وسيلة لتطوير كرة القدم بإقليم الخميسات ؟؟ - الحديث عن التطوير يعني البحث عن معايير جديدة داخل منظومة كروية تعاني اختلالات أو أصبحت متجاوزة، فلتطوير مجال كرة القدم علينا تنقية الأجواء من رموز الفساد والحرس القديم، وعندما نوفر الأرضية السليمة لابد من نقاش معمق وهادئ حول شكل كرة القدم التي نريد، وماذا نريد أن نحقق على المدى القريب والمتوسط والبعيد، وهذا يحتاج إلى مناظرة إقليمية لتشريح الوضع والخروج بتوصيات تكون ملزمة بإشراف السلطات الإقليمية خاصة عامل الإقليم السيد عبد الرحمان زيدوح، الذي لمسنا فيه المقدرة والرغبة في إصلاح القطاع الرياضي بشكل عام، وأشير هنا أننا بصدد البحث عن الصيغ الملائمة لتنظيم دوري إقليمي تشارك فيه أغلب الفرق النشيطة والمتواجدة بالساحة. وأعتقد أن تنمية كرة القدم بإقليم الخميسات بحاجة إلى رجة قوية لإخراجها من النفق المسدود. كلمة ختامية أملي وطموحي كبير في رؤية فرقنا الوطنية تنتج الفرجة وتفرخ لاعبين في المستوى قادرين على المنافسة القارية والدولية والعالمية، وأشكر جريدة "النخبة" على اهتمامها بالشأن الرياضي بطريقة احترافية ومهنية.