طلبت من الزميل محمد غفغوف مدير ورئيس تحرير جريدة الرياضية التي توزع مجانا و الصادرة من مدينة فاس العاصمة العلمية للمملكة المغربية ، اجراء حوار صحفي معه للحديث عن هاته التجربة الفريدة و الأولى من نوعها في العالم العربي وخصوصا في مجال الصحافة الرياضية ، وكذا مناقشة عدد من القضايا التي تهم الاعلام و الرياضة المغربيين ، فكان رده بالايجاب وبتواضع كبير كما عهد فيه و فيمايلي نص الحوار الذي أنجزته مع شخصه الكريم لفائدة موقعنا الاليكتروني : عالم برس - حاورته - سلوى القدميري * لماذا خضتم تجربة اصدار صحيفة رياضية بالمجان ؟ قرار اصدار صحيفة رياضية بالمجان جاء بعد تفكير عميق ومدروس مع مجموعة من الاخوة الذين لهم دراية بالمجال الاعلامي ، والصحف الصادرة بالمجان هو تجربة عالمية ومنتشرة بشكل ملفث عبر أنحاء العالم ، وللتوضيح فان الصحف المجانية تحقق أرباح تفوق ما تحصل عليه الصحف التي تباع داخل الأكشاك ، وهدفنا في هاته التجربة هو تشجيع القارئ المغربي على القراءة وتقديم خدمة جيدة تميزنا على الآخر و هذا من حقنا ، وشخصيا بحكم تجربتي المتواضعة التي راكمتها في مهنة المتاعب ، فانني لاأعتقد أن توزيع الجريدة بالمجان يقلل من شأن ومكانة جريدتنا وسط هذا الزخم الكبير من الصحف ، واسمحي لي أختي أن أقول لك بأننا ننشر أخبارا لا تقدر صحف سبقتنا لنشرها و أحيانا تكون لاذعة . * ما هي الأهداف التي تعملون من أجلها داخل جريدة الرياضية ؟ بكل صراحة ، لنا مجموعة من الأهداف داخل الرياضية التي سنعمل باذن الله من أجل تطبيقها وهي كالتالي /- نشر ثقافة الرياضية وسط كل مكونات المجتمع وخاصة بين المسيرين و الممارسين و الأطر التقنية و الجمهور- جعل الرياضية فضاءا مفتوحا لكل مكونات المشهد الرياضي لطلرح العديد من القضايا الرياضية بشفافية ووضوح- الاهتمام بالتوثيق وذلك باصدار كتب حول الرياضة و الرياضيين المغاربة .- تنظيم ندوات ولقاءات وتظاهرات رياضية كبرى لرد الاعتبار لقدامى الرياضيين - تبادل الخبرات و التجارب مع المؤسسات الاعلامية والرياضية التي لها نفس الأهداف * انتم بصدد تنظيم ندوة وطنية في موضوع أي مسير رياضي نريد؟ ، هل تسمح لنا بالحديث حول أهداف هاته الندوة ؟ بكل موضوعية ، منذ الرسالة السامية التي وجهها الملك محمد السادس نصره الله الى المناظرة الوطنية حول الرياضية خلال أكتوبر 2008 ، أخذت على عاتقي كمواطن مغربي و كصحفي تفعيل ان لم أقل لك تطبيق ماجاء في هاته الرسالة السامية نظرا لأهميتها من أجل رد الاعتبار للرياضة الوطنية التي تعيش انتكاسة كبيرة على أكثر من صعيد ، وذلك بتنظيم ندوات و موائد مستديرة لدراسة مجموعة من القضايا الكبرى التي تهم الشأن الرياضي الوطني ، ومن هنا جاءت فكرة تنظيم ندوة وطنية في هذا الموضوع وخاصة أنه في السنوات أصبح الجميع يتحدث عن التأهيل الرياضي ، ولهذا سنطرح التساؤل عن المسير الكفء القادر على تأهيل الرياضة المغربية .. أملي أن تخرج الندوة بعدد من التوصيات التي من شأنها الدفع بعجلة الرياضة الوطنية واخراجها من غرفة الانعاش . * الزميل محمد غفغوف ، كيف ترون واقع الصحافة الرياضية المغربية ؟ بعيدا عن أية حسابات وخلفيات ضيقة ، فان الصحافة الرياضية المغربيةأصبحت تعيش هي الأخرى انتكاسة كبيرة نظرا للتشرذم التي أصابها في السنوات الأخيرة ، وذلك بفعل غياب المسؤولية المهنية لدى عدد من الصحفيين الرياضيين الذين جعلوا من هاته المهنة وسيلة للاسترزاق والبحث عن قضاء مصالح خاصة ، وهو ماأساء لهاته المهنة ولم تعد لها تلك القوة التي كانت لديها في السابق ، بحيث كانت تؤثر مقالات الزملاء وتحليلاتهم في عدد من القضايا و المشاريع التي تهم الرياضة الوطنية ، وهنا فانني أستثني أسماء صحفية أعطت الشيء الكثير للاعلام الرياضي الوطني عبر سنوات وتركت بصمات واضحة في هذا المجال ، ولهذا التمس من كل الشرفاء العمل على توحيد الصف واعادة المياه الى مجاريها وبالتالي قطع الطريق على أشباه الصحفيين الرياضيين ، وهذا ما أتمناه من كل أعماق قلبي . * وما هي وجهة نظركم لواقع الرياضة المغربية ؟ أعتقد أن الجميع في هاته البلاد العزيزة علينا جميعا، يعلم جيدا المآسي و الآزمات التي تتخبط فيها الرياضة الوطنية بجميع أنواعها ، و ذلك نتيجة غياب لاستراتيجية واضحة المعالم لدى مسؤولي كل الهيئات الرياضية من جامعات وعصب وفرق و جمعيات رياضية الا من رحم ربك من بعض الغيورين على المشهد الرياضي الوطني ، و أعتقد كذلك أن الرسالة الملكية السامية الموجهة للمناظرة الوطنية للرياضة أجابت بكل جرأة عن أسباب هاته الأزمة و في نفس الوقت أعطى جلالته حفظه الله البديل للخروج من هاته المآزق للنهوض بالمشهد الرياضي الوطني و اعادة أمجاد الرياضة المغربية ، وهذا لن يتحقق الا اذا ماطبق المسؤولون ماجاء في الرسالة الملكية وكل من يدعي أن الامكانيات غير موجودة فانه اما كذاب ومنافق أو مسير فاشل لايبحث الا على مصالحة ، ولمثل هؤلاء أقول ومعي ملايين المغربة ارحلوا عن الرياضة المغربية واتركوها تتنفس بدماء جديدة . * علمنا ، أنكم تشتغلون في الحقل الاعلامي الاليكتروني ..فأي موقع للصحافة الاليكترونية ضمن باقي مكونات الاعلام ، و أقصد المكتوب و المسموع و المرئي ؟ نعم أكتب في عدد من المواقع الاليكترونية العربية المعروفة ، ولي ارتباط وطيد بالاخوة الذين بصدد تأسيس نقابة وطنية تدافع عن حقوق الصحفيين الذين يشتغلون في هذا المجال ، والاعلام الاليكتروني أصبحت له قاعدة جماهيرية كبيرة تواكب هذا النوع من الصحافة بشكل مكثف ، والصحافة الاليكترونية أصبحت وسيلة لكل وسائل الاعلام بشتى أجناسها للحصول على المعلومات ، وبات من الضروري أن يتم تنظيم العمل الصحفي في هذ المجال حيث تحرك مجموعة من الزملاء المشتغلين في هذا الجنس الصحفي برئاسة الزميل عبدالله ساورة لتأسيس اطار نقابي في اطار قانون الحريات العامة .وأعتقد أن المستقبل كله لهذا المجال الاعلامي الذي أصبح يتقدم بشكل ملفث للنظر، بحيث أن كل المواقع الاعلامية تواكب الحدث بالكلمة والصورة والكاريكاتور..مما يسهل المامورية للمبحر عبر الشبكة الاليكترونية لتكوين رؤية مختلفة دون التأكيد الالزامي للحقيقة الواحدة. * هل صحيح ، أنكم قدمتم استقالتكم من من اللجنة التحضيرية لتأسيس الجامعة الملكية المغربية لرياضة الطايبو ؟ شخصيا ، لم أقدم أية استقالة من هاته اللجنة ولكن جمدت نشاطي منها لاعتبارات مهنية وعائلية والتزامات جمعوية أخرى ، وليكن في علم الجميع فاللجنة برئاسة عبدالله عبدلاوي تعمل وفقا للقانون وملفها موجود بين يدي معالي الوزيرة التي نتمنى أن تفك سراح هاته المؤسسة الرياضية التي عانت عبر 12 سنة .. ومع ذلك فالاخوة يعملون بجدية ووطنية عالية من أجل نشر هاته الرياضة عبر التراب الوطني .وعبر منبركم ، لابد أن أوجه نصيحة للعبدلاوي بأن يعيد أوراقه وحساباته وذلك بابعاد بعض الأميين و المرتزقة الذين يسيئون لهاته الرياضة ، وشخصيا ومعي بعض أعضاء اللجنة لن نبقى مكتوفي الأيدي أمام بعض الممارسات البيروقراطية .. واذا استمرت فاننا سنتدخل بقوة وبالقانون . * ماذا عن الرياضة بالعاصمة العلمية ؟ ماذا عساني أن أقول لك ، الرياضة الفاسية تعيش وضعا مزريا لايطاق ولعدة أسباب موضوعية وذاتية وصلت الرياضة الفاسية للحضيض ، فمنذ سنوات عديدة لم تحقق الأندية الفاسية أي نتيجة ايجابية تذكر اللهم بعض الألقاب القليلة التي حصدها فريق المغرب الفاسي لكرة السلة بقيادة رئيسه السي أحمد المرنيسي .فالأندية و الجمعيات الرياضية بفاس تعيش في فوضى ومشاكل عديدة ، فمثلا هناك فرق رياضية تسير بطرق عشوائية وأتساءل عن السبب في تأسيسها من طرف بعض أشباه المسيرين الذين جعلوا من الرياضة بقرة حلوب ، وأندية أخرى رغم ماضيها العريق تسلط عليها عصابة من الانتهازيين والوصوليين الذين فشلوا في تدبير مقاولاتهم ومشاريعهم وآخرون كانونا عاطلين عن العمل فجاؤوا للتسيير الرياضي من أجل البحث عن وظيفة ، وبهؤلاء لايمكن السير بعيدا بالرياضة هنا بفاس .. بالاضافة الى غياب بنيات تحتية في المستوى ملاعب كرة وقاعات مغطاة الخ ..فكيف يمكننا أن نتحدث عن تطوير الرياضة عامة وكرة القدم وفرق فاس تفتقد لملاعب لكرة القدم ، لأن المنتخبين حولوا فاس الى مدينة اسمنتية بامتياز مع غياب منح مالية وموارد قارة و أصبح الدعم المالي يوزع على ذوي القربى . * باعتباركم ابنا لمدينة فاس ، هل أنت محب للمغرب الفاسي أو الوداد الفاسي ؟ يضحك كثيرا ، يا أنستي أنا رياضي وصحفي قبل كل شيء ، وعلى الرغم من كوني ابن لمدينة فاس الحبيبة على قلبي ، فأنا محب وعاشق لكل الأندية و الجمعيات الرياضية بالعاصمة العلمية بما فيها المغرب و الوداد الفاسيين ، وصدقني كم أكون سعيدا حينما تفوز المغرب الفاسي لكرة السلة أو اتحادفاس للريكبي أو ناد لفنون الحرب ينتمي لهاته المدينة و نفس الشيء حينما يحقق الوداد الفاسي انتصارا و بالمناسبة أتمنى كامل التوفيق لهذا الفريق العريق حتى يعود لمكانه الطبيعي بالمجموعة الوطنية الأولى وكذلك عندما تفوز الماص فرع كرة القدم على الرغم من اختلافي في التوجهات فقط مع مسيريه الحاليين وهذا يدخل في اطار مهني لاغير . * ختاما ، ماهي الآفاق المستقبلية لجريدة الرياضية ؟ لنا طموح كبير في السير بهذا المشروع الاعلامي الى أرقى المستويات على الرغم من المعاناة و العوائق التي تعترض مسيرتنا المهنية ، وهذا لايمنعنا من أجل مواجهة كل هاته التحديات ، أما عن آفاقنا المستقبلية فهي كثير ونتمنى أن تتحقق بفضل ارادتنا وعزيمتنا ، ومن بينها التوزيع عبر أنحاء تراب المملكة وخاصة في المدن الكبرى مع الوصول الى سحب 50ألف نسخة ، فتح مكتب لنا بمدينة الدارالبيضاء وهو مانقوم به حاليا في اطار وكالة للاعلان و التواصل بالاضافة الى الاصدار الأسبوعي واطلاق موقع اليكتروني بشكل احترافي في غضون الأسابيع القادمة بحول الله . * هل من كلمة أخيرة الأستاذ محمد غفغوف ؟ أشكرك أختي عن هاته الاستضافة الطيبة ، من أجل التواصل مع زوار موقعكم الاليكتروني الذي أعتبر نفسي من رواده ، متمنيا لك مسيرة موفقة في مهنة المتاعب ، وأعتذر ان كنت قد أطلت عليك في اجابتي المتواضعة .