احتضنت دار الشباب المسيرة بمدينة العيون مؤخرا الدورة التكوينية الخامسة لتنمية وتقوية القدرات التي تنظمها المبادرة الوطنية للتنمية البشرية وفق مخططها الإقليمي للتكوين لسنة 2010 . وقد أشرف على هذه الأيام التكوينية خمسة أطرمن شبكة خبراء المبادرة وبعض الأطر الأخرى ينتمون إلى جهتي سوس ماسة درعة وكلميم السمارة لشرح وتسهيل موضوع الدورة المعنون ب: « دليل الأنشطة السوسيو ثقافية ، الرياضية والبيئية للقرب». فبعد تسجيل 133 رئيسة و رئيس جمعية أو أحد أعضاء مكتبها ومجموعة من رؤساء المصالح الخارجية والمنشطين أعطيت الانطلاقة الرسمية بتقديم الورشات والمشاركين حيث تم شرح وتسهيل الأهداف الأساسية وفق القواعد التي بنيت عليها المبادرة الوطنية للتنمية البشرية منذ خمس سنوات خلت وتقديم عام لمحاور هذه الدورة التكوينية للأيام الثلاثة التي حددت في تقنيات ومكونات التواصل التشاركي في المجال التنموي وتقنيات التنشيط التواصلي وأنواعه، الحياد في عملية التواصل التشاركي و تكوين الكبار، واختتم اليوم الأول بتقييم عام والتذكير بأهم المحاور. وفي اليومين المواليين تم تقسيم كل المشاركين إلى أربع ورشات للتمرن على كيفية خلق وإعداد الأنشطة التي تتميز بها كل جمعية حسب التدريب ، حيث حددت أربعة مواضيع تم تبسيطها وشرح مضامينها من طرف الأطر المشرفة على التكوين وهي كالتالي: التنشيط الاجتماعي، التنشيط الثقافي، التنشيط الرياضي والتنشيط البيئي، وهي مواضيع تم التوسع فيها بشكل عام من طرف المشاركين في شكل جمعيات كل حسب شعار جمعيته أثناء هذا التمرن من اجل خلق مشاريع افتراضية لها صلة ببرامج مدرة للدخل أو ذات المنفعة العامة ، حيث دافعت كل جمعية عن برنامجها الافتراضي مع الأخذ بعين الاعتبار بآراء وملاحظات المكونين والمشاركين في الورشة لتعميم الفائدة والخروج بنتيجة ايجابية. وفي الختام تم تقييم عام لمحاور هذه الدورة الخامسة في أفق انعقاد الدورة السادسة قبل متم السنة الحالية بمدينة العيون. وفي إطار هذا الملتقى التكويني أوضح عبد السلام بن اسعيد منسق الشبكة الإقليمية للاتحادات الجمعوية لعمالة انزكان ايت ملول عضو اللجنة الاقليمة ورئيس جمعية التنمية بتاراست لجريدة الإتحاد الاشتراكي، أن«مخطط التكوين هذا تشرف عليه اللجنة الاقليمية لولاية العيون حول تكوين فرق و اطر جمعوية أو حاملي المشاريع وفرق التنشيط بالإضافة إلى رؤساء المصالح الخارجية خاصة ذات الصلة بالمبادرة الوطنية للتنمية البشرية واليوم جئنا لنشرف على الحلقة الخامسة التي ركزنا من خلالها على تقنيات التواصل التشاركي وكذا لتقديم دليل مساطر الأنشطة السوسيو ثقافية الرياضية والبيئية للقرب». وأضاف في تصريح للجريدة أن « لكل إقليم مخططه التكويني الخاص بالأطر والجمعيات التابعة لنفوذ ترابه وأن الأهداف المتوخاة من هذا التكوين واضحة جدا أهمها تمكين المشاركين والمشاركات من ميكانيزمات التنشيط في المجال الثقافي والتربوي والرياضي، وهي مجالات مهمة تلعب دورا كبيرا وأساسيا في حركية المجتمع المدني المغربي إضافة إلى التمكن من تقنيات و أدوات التواصل التشاركي حتى يتمكنوا من المساهمة الفعلية في تنمية هذه المدينة بشكل خاص والمناطق الصحراوية الاخرى بشكل عام ». وفي نفس الإطار صرح الدا اعلي أحمد مدير الأعمال الاجتماعية بجمعية إليغ للتنمية والتعاون بأكادير ، أنه «إذا كان حضور النساء في محاربة الأمية متواجدا بشكل مهم في الأقاليم الصحراوية فهذا مؤشر جيد يمكن تفسيره بأنه إصرار من النساء الصحراويات من أجل الدخول في عدة مجالات وخاصة العمل الجمعوي وهي إشارة قوية يجب أن تلتقطها الجهات المعنية وتفتح المجال للمرأة الصحراوية من أجل الإبداع في مختلف المجالات »مضيفا أن« العنصر النسوي بهذه الجهة لم يدخل العمل الجمعوي بجدية الا في المدة الأخيرة لان هذا المجال لايزال محتشما بشكل كبير على عكس الأقاليم الصحراوية، لكن بفضل المساهمة الفعلية لأبناء وبنات المنطقة المحليين والأطر العليا المتواجدة في كل المدن المغربية تم التغلب على هذا العائق حيث تم التركيز على ضرورة تمدرس الفتاة في العالم القروي وتشجيع الشباب من اجل الانخراط الفعلي في العمل الجمعوي لانجاز مشاريع مهمة لصالح السكان كتزويد المنازل بالماء الصالح للشرب وفك العزلة عن العالم القروي بإنشاء طرق معبدة والقيام بعمليات التشجير وتحسيس المواطنين بأهمية التعليم والمحافظة على البيئة ومحاربة النفايات الفلاحية السامة ، والفضل في ذلك يرجع إلى المبادرة الوطنية للتنمية البشرية وكل الشركاء الداعمين مما زاد في تحسين وضعية السكان الاجتماعية والفكرية مما منحهم ثقة كبيرة لتقديم مشاريع تنموية أخرى».