افتتحت جمعية التواصل الثقافي بالفقيه بن صالح موسما الثقافي بحفل وتقديم رواية غرب المتوسط للروائي والإعلامي عبدا لعزيز جدير ، وذلك مساء يوم السبت 30 أكتوبر 2010 ، بقاعة المركب الاجتماعي المتعدد الاختصاصات، دار الطالب سابقا. في البداية افتتح اللقاء القاص عبد الله المتقي بورقة مختصرة عن الكتابة السجنية، التي اعتبرها واجهة من واجهات المقاومة ، لكونها تحمل إدانة لكل أشكال التعذيب والتعسفات اللانسانية في سلوك الأنظمة العربية . ولم يفته الإشارة الى أن الحصاد الوطني في هذا الباب وفير ، بالمقارنة مع الدول العربية ، وليكون بذلك نوعان من الكتابة السجنية بالمغرب : كتابة عسكرية وأخرى مدنية تتجسد من خلال العديد من الأشكال التعبيرية من قبيل : الرسائل ، الشعر ، السينما الرسم ، والرواية ، وكنموذج ، غرب المتوسط لعبدا لعزيز جدير. ليعتبر بعدها أن هذا النوع من الكتابة ساهم بالدفع بظهور وعي حقوقي ، وكذا الدفع بتجاوز الماضي وحفظ الذاكرة الجماعية ، وعدم تكرار ما جرى في أفق مغرب تسوده الحرية ، منطلقه الإنسان ومنتهاه الإنسان، وطن بلا دموع ، بلا عاهات ، وبلا أنين . ثم تناول الكلمة المبدع والباحث عبد العزيز جدير الذي شكر الجمعية منوها بحضورها الإشعاعي وطنيا وعربيا ، وفتح قوسا ليتحدث عن الكلمة والمواجهة ، حيث اعتبر الكتابة نملة في مواجهة الفيل ، فبالرغم من ضخامة الأخير فإن الكتابة باستطاعتها اقلاق راحته ، وأخيرا يقول المحتفى به أن روايته جاءت نتيجة الانفراج الذي عرفه المغرب ، باعتبار تاريخ كتابة الرواية يعود الى زمن ماقبل هذا الانفراج. أما القاص عبدا لواحد كفيح فساهم بورقة عنونها ب « انتصار الحكي والتأمل في رواية غرب المتوسط « ، افتتحها بدور الانفراج السياسي بالمغرب الجديد في إماثة اللثام عن مجموعة من النصوص التي فتحت الذاكرة عن تجارب قاسية ومريرة ، زمنها رواية عبدالعزيز جدير التي تتناص مع « شرق المتوسط « لعبدالرحمان منيف من حيث العنونة ، ثم قارب مجموعة من التقنيات التي اعتمدتها الرواية ، كالاسترجاع التاريخي ، شلالات الدارجة التي اعتبرها ضرورة لا مناص منها لانتماء القوى الفاعلة للمغرب الشعبي ، التقابل الساخر اللاذع والجميل، وأخيرا لم تكن الرواية سوى شمعة أضاءت ذاكرة مغرب الأمس. وقبل اختتام اللقاء، أعطيت الكلمة للحضور والذي أثار مجموعة من القضايا، من قبيل الرواية والتجريب ، توظيف الدارجة ، أدب السجون ، الضمير النحوي .... وفي نهاية هذا الحفل الإبداعي ، شكر رئيس الجمعية عبدالله المتقي الحضور المتميز ، على أمل اللقاء نهاية شهر نونبر مع توقيع وتقديم الاصدارات الأخيرة لمجموعة البحث في القصة القصيرة جامعة بن امسيك سيدي عثمان.