توقع مدرب منتخب إسبانيا فيسينتي ديل بوسكي، فوز القارة الإفريقية بكأس العالم يوما ما، نظرا لما تمتلكه من مواهب وقدرات بدنية كبيرة، بينما تفتقد الخبرة اللازمة لذلك، والتي ستكتسب بمرور الوقت، بدليل أن المنتخب الغاني كان قريبا من الوصول للدور قبل النهائي للبطولة الأخيرة. وعن منتخبه، قال مدرب الماتدور، في مقابلة مع « CNN العربية، إن فريقه فاز بكأس العالم لأنه يمتلك أفضل جيل للكرة الإسبانية على مدار تاريخها. في ما يلي نص الحوار : { كيف تقيم بطولة كأس العالم الأخيرة بحنوب إفريقيا ؟ لاشك أني أسعد إنسان بكأس العالم بجنوب إفريقيا، خاصة وأن منتخب إسبانيا قد فاز باللقب لأول مرة في تاريخه، بعدما قدم مستوى أبهر العالم، وأثبت أن المنتخب استحق اللقب العالمي عن جدارة، وهو الفوز الذي أثبت للعالم أن المنتخب الإسباني عندما فاز ببطولة أوروبا قبل عامين كان جديرا بها. والجيل الحالي في الكرة الإسبانية، هو الأفضل مع كامل احترامي لكل الأجيال السابقة، ولكن أن يأتي جيل يفوز ببطولة أوروبا، ثم كأس العالم بعده بعامين، فمن المؤكد أنه يستحق الإشادة والتقدير والاحترام. - هل تخشى على مستقبل المنتخب الإسباني؟ * الفوز بالبطولات الكبيرة، مثل كأس العالم يضع حملا ثقيلا على الفريق، خاصة وأن نظرة العالم تختلف، وينتظر منك المزيد من الانتصارات والألقاب. ولكن كمدرب لمنتخب إسبانيا فأضع أمامي دائما الارتقاء بالفريق للحفاظ على ما وصل إليه. وعندما توليت مسؤولية الفريق بعد بطولة أوروبا عام 2008، قررت تجديد دماء الفريق بضم لاعبين جدد، وبالفعل الفريق الذي فاز بكأس العالم لعب فيه ثمانية لاعبين جدد لم يشاركوا في بطولة أوروبا، وهو ما يساعدني على استمرار الفريق بنفس حيويته. { هل خشيت من فشل إسبانيا في كأس العالم بعد خسارة المباراة الأولى؟ خسارتنا أمام سويسرا في الافتتاح كانت مؤشرا غير طيب، ولكن تعاملت مع اللاعبين نفسيا، وأكدت لهم أن الهزيمة في البداية لابد وأن تكون دافعا قويا للانطلاق نحو الفوز باللقب، وكانت مهمتي النفسية مع اللاعبين أصعب بكثير من مهمتي الفنية، خاصة وأن المنتخب يمتلك لاعبين على مستوى عال، وأكدت ثقتي فيهم وفي قدرتهم على الفوز بلقب بطل كأس العالم، واستنفرت فيهم الجوانب النفسية التي تكون عاملا مؤثرا في البطولات الكبيرة في ظل الضغوط العديدة التي يتعرضون لها. { بماذا تقيم تنظيم جنوب إفريقيا لمونديال 2010؟ لم أتوقع هذا التنظيم الرائع الذي قدمته جنوب إفريقيا، وأثبتت أن القارة السمراء تمتلك القدرات لتنظيم التظاهرات الكبيرة، رغم تخوفي في البداية لتكرار ما حدث في الدورات السابقة، ولكنها أثبتت أنها كانت تستحق الفوز بشرف تنظيم كأس العالم. { كيف تقيم أداء المنتخبات الإفريقية في كأس العالم؟ قارة إفريقيا تمثل جزء كبيرا من مستقبل كرة القدم في العالم، بما تمتلكه من لاعبين موهوبين. وأرى أن لاعبي إفريقيا ينتشرون في أوروبا منذ سنوات طويلة، واكتسبوا من خلالها خبرات كبيرة أثرت بالإيجاب على منتخباتهم الوطنية. وقدمت منتخبات كوت ديفوار وغانا والجزائر مستوى طيبا في البطولة، ولا أستبعد أن يأتي يوما تفوز فيه القارة ببطولة كأس العالم، بعدما تكتسب منتخباتها الخبرات اللازمة لذلك، في ظل امتلاكها الموهبة الكبيرة والفطرية، بالإضافة إلى القدرات البدنية الهائلة، على عكس العديد من نجوم أوروبا. وعلى المستوى الشخصي، فقد فوجئت لغياب منتخب مصر عن المونديال الأخير، بعد فوزه ببطولة الأمم الإفريقية لثلاث دورات متتالية، وهو إنجاز يصعب تكراره لأي منتخب في العالم. { بماذا تفسر فشل المنتخبات الإفريقية من الوصول للأدوار النهائية في كأس العالم؟ الفشل في كرة القدم أمر وارد مثل النجاح، وفشل المنتخبات الإفريقية في الوصول للأدوار النهائية في كأس العالم ليس معناه وجود تقصير ما، ولكن الأمر قد يعود لنقص الخبرات. ولولا وجود لاعبي خبرة كبيرة في منتخب إسبانيا ما نجحنا في الفوز بكأس العالم، لأن الخبرة من الأمور المهمة في كرة القدم. وقد رأينا في المونديال كيف كان منتخب غانا قريبا من التأهل للدور قبل النهائي، وفشل في ذلك في الدقيقة الأخيرة من مباراة أروغواي، عندما أهدر أسامواه جيان ضربة جزاء، ولو أن الفريق الغاني يمتلك الخبرات اللازمة لنجح في الوصول للمربع الذهبي لأول مرة في تاريخ إفريقيا، وهو ما يؤكد وجهة نظري في أن إفريقيا أصبحت قريبة من الفوز بكأس العالم في المستقبل. { ما تفسيرك لتراجع المنتخبين المصري والجزائري بشكل كبير في الآونة الأخيرة؟ لا أتابع عن قرب مستوى المنتخبين، ولكن ما تعلمته من كرة القدم على مدار سنوات طويلة أن هبوط وتراجع مستوى أي فريق أمر عادي ووارد بشدة، خاصة بعدما يصل لقمة مستواه وأدائه الفني، وأتصور أن ذلك هو ما حدث مع «الفراعنة» و «الخضر» مؤخرا. ومن الضروري مساندة المسؤولين والجماهير للفريقين في هذه الفترة، وعدم القسوة على اللاعبين والجهاز الفني، لأن الفترة التالية تشهد استعادة المستوى الفني، ومن غير المقبول الحديث عن تغيير اللاعبين وجهازهم لمجرد تراجع المستوى، والإقدام على هذه الخطوة من شانها التأثير السلبي على مستقبل الفريق، لأن وجود جهاز فني جديد يحتاج لبعض الوقت للتعرف على اللاعبين، وهو ما يؤثر سلبيا على الفريق.