تحول حي الملاح بمدينة الصويرة المشهور بنشاط الكرابة وباعة الخمور والمخدرات، إلى نقطة أمنية ساخنة إثر وقوع مجموعة من الأحداث ، آخرها جريمة القتل التي ذهب ضحيتها شاب يبلغ من العمر 23 سنة إثر تلقيه طعنة بواسطة سكين على مستوى القلب من رفيقه الذي أفرج عنه حديثا. لكن حي الملاح ارتبط مؤخرا بقضية اعتقال واتهام احد سكانه على خلفية قضية احتجاز واغتصاب مدعمة بشهادة شهود يتابع لأجلها أمام محكمة الاستئناف بأسفي. كان يمكن للقضية أن تبقى في حدودها الأمنية في انتظار كلمة العدالة، غير أن حركة استنكار وتضامن بمبادرة من ساكنة الحي مؤطرة من طرف وداديته السكنية، أعادت الملف إلى واجهة النقاش اعتبارا للحيثيات التي يصر جيران المتهم على أخذها بعين الاعتبار في هذا الملف الذي بات يطرح أكثر من علامة استفهام حول استمرار نشاط الكرابة في مجموعة من النقط بأزقة المدينة العتيقة على الرغم من الأحداث التي ارتبطت بهذه النقطة السوداء بالمدينة العتيقة للصويرة. فحسب رسالة لودادية الحي، وعريضة موقعة من طرف السكان، توصلت الجريدة بنسخة منهما، المتهم س-ح ضحية عملية تصفية حسابات عقابا له على الحرب الشرسة التي خاضها ضد تجار الخمور والمخدرات بحي الملاح منذ سنوات. حيث تؤكد الرسالتان على أخلاقه الحميدة والتزامه مع التأكيد على ضلوع احد تجار الخمور في نسج سيناريو هذه القضية. فما هي حقيقة العلاقة التي تربط بين المشتكية وبين بائع خمور تتهمه الودادية ومعها السكان بالوقوف وراء هذه المؤامرة التي تستهدف س- ح؟ وهل ستؤخذ علاقة العداوة بين المتهم والشاهد، حسب الرسالتين، بعين الاعتبار في هذه القضية؟ ولماذا لم يتم الاستماع إلى شاهدة نفي أدرج اسمها في محضر الضابطة القضائية وتم حصر الاستماع إلى شاهد إثبات فقط؟ أسئلة ضمن أخرى تطل برأسها من الرسالتين اللتين تحاولان إثارة الانتباه إلى مجموعة معطيات يرى السكان ضرورة أخذها بعين الاعتبار في هذه القضية التي تبقى بين يدي العدالة . لكن السؤال الحقيقي الذي يهمنا في هذه القضية بعيدا عن مواقف جميع الأطراف، ما الذي أوصل س-ح إلى مرحلة المواجهة مع تجار الخمور والمخدرات؟ ما الذي جعل ودادية سكنية تتعبأ لمواجهة المشاكل الأمنية في العديد من المناسبات؟ أليست هذه القضية برمتها مجرد نتيجة طبيعية لمشكل أمني لم يجد حله منذ سنوات خصوصا وان نفس الحي كان قد عرف مواجهة بين أعضاء من الودادية وبين أحد تجار الخمور قبل سنتين تقريبا؟