في زيارة لم تكن مبرمجة في السابق ، حل وزير الشؤون الخارجية والتعاون، الطيب الفاسي الفهري بمدريد، حيث عقد لقاء مع نظيرته الإسبانية ترينيداد خيمينيث، في أول لقاء بينهما بعد تعيينها الشهر الماضي خلفا لميغيل أنخيل موراتينوس . ويبدو أن بعض القضايا المستعجلة ، ومنها المباحثات حول الصحراء التي ستعقد الأسبوع القادم بالولايات المتحدة، والتحديات الأمنية بالمنطقة، بالإضافة إلى الحملة المنظمة ضد المغرب من طرف وسائل الإعلام الإسبانية وأطراف مساندة للانفصال، عجلت بهذه الزيارة، حيث جرى العرف أن يبادر من يتحمل حقيبة الدبلوماسية الإسبانية بزيارة المغرب في أول زيارة له خارج الاتحاد الأوروبي . وإذا كانت النتائج التي تمخضت عن المباحثات بين الطرفين قد سجلت الإرادة المشتركة في تعزيز العلاقات الثنائية ، والتأكيد مجددا على أولوية المغرب بالنسبة لإسبانيا في مختلف المجالات ، ومساندة إسبانيا لحل سياسي متوافق عليه بالنسبة للنزاع المفتعل حول الصحراء المغربية ، إذا كان الأمر كذلك ، فإن الزيارة أثارت جدلا إعلاميا في الجار الشمالي بسبب تصريحات الفاسي الفهري ، في ندوة مشتركة مع خيمينيث، والتي تطرق فيها إلى محاولات العديد من الجهات الإعلامية الإسبانية تسميم العلاقات بين البلدين . وفي الحقيقة، فإن تصريحات وزير الخارجية المغربي ، عكست تذمر الرأي العام المغربي من الهجوم الممنهج لوسائل الإعلام الإسبانية على بلادنا ، والذي تؤكد مختلف الوقائع أنه مخطط له من طرف الجهة المعادية للوحدة الوطنية ويخدم مخططاتها وأهدافها . وخلال الندوة الصحافية المذكورة، أشار الفاسي الفهري إلى أن بعض وسائل الاعلام الاسبانية تعمل على « تشويه حقائق المغرب والنزاع الجهوي حول الصحراء المغربية ،» متسائلا عن الاصرار الواضح لبعض وسائل الاعلام الإسبانية على الإضرار بالمغرب . متهما بعض الصحافيين الإسبان بالتضليل بسبب عدم إلمامهم بالنزاع حول الصحراء ، قائلا « أتحداكم إن وجدتم في قرارات مجلس الأمن كلمة استفتاء» . وعوض أن تسائل الصحافة الإسبانية نفسها ، وتجيب عن هذه القضايا ، فقد أقامت الدنيا ولم تقعدها ، معتبرة أن المغرب لا يملك الحق في انتقادها ومتهمة وزيرة الخارجية الإسبانية بالتساهل مع المغرب، وعدم الرد على تصريحات الفاسي الفهري ، مما يؤكد إصرارها على التمادي في الهجوم على المغرب خدمة لمخططات جزائرية مفضوحة .