الفاضل الكريم والشاعر الجميل الصديق المبدع عبد السلام بوحجر تحايا مدججة بالمحبة الكبيرة وبعد، صديقي العزيز، صدقني أن اللحظة تملأني بالاطمئنان، وتملأ جوانحي بالغبطة والسرور، هي الأخرى لحظة كتابة تجتاحني حرارتها، لست أدري كيف أتخلص من رعشة الشعر وأنا أكتب إلى شاعر، ولكن سأحاول أن أشاكس الكلمات كي أراوغ تفاعلاتي في هذه الرسالة. صديقي العزيز، كلما تخاطبت القلوب إلا واتسعت مساحة البوح الجميل، ونشطت العبارات التي تقودنا إلى معاريج الشعر والجمال والصفاء، فالشعر معراج الإنسان للبحث عن أخيه الإنسان، وها أنا أجدك في تربة القصيد وقد رسخت قدماك وأنت تلفت إليك زمانك بقوة شعرك، والدليل فوزك مؤخرا بالجائزة الأولى في المسابقة الدولية للشعر عن القدس بقصيدة «مقام القدس الأعلى» فهنيئا لك مرة أخرى وأنت لهذه الجائزة الأهل، لأنك يا أخي لا تستريح على ضفاف المستحيل، وحين تحاصر تزيد في الاشتعال وتنشد الحرية والعيش كما تريد، أعرفك جيدا، فأينما حضرت إلا وتحضر القصيدة بمواجعها ومسراتها وهي مضمخة بعبق الوجدان، لكن العبور إليها هو الشرود الساحر في مروج الشعر حيث الهدأة الممتعة والشهوة المنعجنة بطيب الوجد ولحن الود، والإسراء إلى ملكوت الاندهاش حيث تنسكب الكلمات من أباريق الحب على أفاريز القلوب. صديقي العزيز، لك السطور والأبيات اللامعة بلغة الحلم والخيال وجوهر الكلام، يا هذا الذي يمضي إلى الإغماء ويترك القصيدة تنام في حراسة القمر أو تمشي إلى القلب على حبل الجنون ... أخي عبد السلام، أراك صاحب ذاكرة مضيئة، وقلب كبير نابض تحرسه عين الشعر و يتسع لكل معاني الحب والتسامح والوفاء، يبقى الشعر ساكنا فينا وفي محرابه نصلي للقصيدة وندعو للعالم ... أتمنى لك الصحة، والعطاء الذي لا ينضب، ولك مني مشاعر التقدير والمودة .والسلام. هذه الزاوية مفتوحة للمبدعين وعموم القراء، يوجهون عبرها رسالة إلى كاتب مغربي أو أجنبي، حي أو متوفى. عنوان المراسلة: [email protected]