هذا الغريب الحامل لأسرار الأفق العابر للحجب القابض على الجمر المبتل بماء الشعر هذا الغريب التائه يحمل في جرابه رؤى الحلاج ودررالكلمات وقصص الغرباء ويخطب في الناس بالحكم هذا الشاعر العاشق الهائم المتورد الأحلام والقصائد صوته يشبه هذيل الحمام عند الهجر هذا الشاعر غيم مثقل بالبرق وبالمطر وبالسنابل يلهمه الوقت نفائس القول وقلق السؤال عن السر وحين تضيق به المدن بما رحبت ويقذف الصغار أحلامه بالوهم يحمل في عينيه أطياف الأحبة ووجه صبية كطلعة القمر ويشد الرحال إلى الوهاد هذا الشاعر من بياضه يتوهج وطنه كلمات وأهله يمام يلتقط الحب من يد المحبوب عند اللقاء سفر سفر ومابين الحجب غوايته وعشقه للسفر هذا الغريب يرقد حيث ظل النخيل وهسيس العشق وهفيف اللقاء وناي الراعي ويطلق العنان للشدو لحظة الإشراق هذا الشاعر العاشق المتبتل لوجه المحبوب الغريب النحيف الحالم الهائم شعره منسدل كالليل على ظهر القصيد يتلهى به الريح من فرط الغواية ويرفرف كالفراش في سما الشوق هذا الغريب العاشق للقصيد المتعالي عن اللغو قول هادر يحمل معه إلى نهر الشوق حدائق وشجر التين والزيتون ورطب ورمان لعابري السبيل هذا الغريب يغار منه الصبح والشجر والقمر وتمشي خلفه الزرقة والنوارس والأحلام الخضر هذا الشاعر قال لظله ذات فجر وبعد جهل اقرأ لتصعد سلم الحجب اقرأ لتنير ظلمة الروح وليزهر الشوق في عيون الغرباء وليمطر هذا الغيم ماء الشعر