تلقى انفصاليو الداخل، وعلى رأسهم أمينتو حيدر وعرابوهم الاسبان، درسا بليغا في الوحدة الوطنية، وذلك على خلفية محاكمة ما يعرف بمجموعة «التامك ومن معه» نهاية الاسبوع الماضي في محكمة القطب الجنحي بمدينة الدارالبيضاء بعين السبع. وتميز يوم الجمعة بتوافد حوالي عشرين من أنصار «التامك» وضعف هذا العدد من الاسبان لمتابعة أطوار المحاكمة، حيث بدأ منذ الصباح الباكر توافد عدد من انفصاليي الداخل وعرابيهم الاسبان على المقاهي المجاورة للمركب الاداري لعمالة عين السبع الحي المحمدي. وحوالي الساعة الثانية بعد الزوال توجه الجميع إلى القاعة 8 من المحكمة، حيث التحق بها سواء الانفصاليين أو الاسبان بطريقة سلسة دون تسجيل أي حركة يمكن أن تفهم على أنها عرقلة لهم. مباشرة بعد التحاق القضاة بالجلسة تحولت القاعة إلى فضاء للشعارات من طرف أحد الانفصاليين الذين صعد على المقاعد وبدأ يردد بأعلى صوت شعاراته المناوئة للوحدة الوطنية. وعلى إثرها انسحب القضاة لتؤجل الجلسة إلى غاية 5 نونبر المقبل نظرا لحالة الفوضى التي شهدتها قاعة المحكمة. وهكذا تحولت قاعة المحكمة إلى حلقة للشعارات بين الوحدويين و«انفصاليي الداخل ». إذ تجمع زوار المحكمة والمحامون في مسيرة وحدوية تردد « الصحراء صحراؤنا ، والملك ملكنا «، و «ملكنا واحد ، محمد السادس « لتختتم المسيرة برفع النشيد الوطني المغربي أمام الحضور الكثيف للاسبان الذين وقفوا على حقيقة الايمان القوي للشعب المغربي بوحدة ترابه من طنجة إلى الكويرة، وأنهم صادقون في نداءاتهم وليسوا مجرد أبواق لأجهزة الدعاية الجزائرية والاسبانية. حيث توجه أحد المواطنين إلى سيدة اسبانية سائلا إياها عن سر هذه الحماسة الزائدة في هذه القضية في الوقت الذي لايزال مصير أحد الصحراويين الأحرار هو مصطفى سلمى ولد مولود مجهول المصير. وقد وقف الجميع على حقيقة المسرحية المكشوفة، حيث بمجرد وصول أمينتو حيدر، حتى أخرج بعض الاسبان كاميراتهم وميكروفوناتهم لتبدأ ما أطلق عليها ندوة صحفية. وهنا سألها أحد الصحفيين المغاربة لماذا فقط تحضر وسائل إعلام اسبانية دون غيرها من وسائل الاعلام الدولية، فما كان منها إلا أن ابتسمت ساخرة مركزة على الكاميرات الاسبانية. ويذكر أن محاكمة التامك ورفاقه جاءت على خلفية زيارة قام بها رفقة مجموعة من انفصاليي الداخل لمخيمات تندوف ما بين 26 شتنبر و 6 أكتوبر من سنة 2009 ، والتقوا فيها مسؤولين بالاستخبارات العسكرية الجزائرية. وقد تم إيداعهم السجن المحلي بسلا ، بعد إحالتهم على المحكمة العسكرية بالرباط ، مباشرة بعد وصولهم مطار محمد الخامس بالدارالبيضاء .