نددت مجموعة من الجمعيات المدنية بعمالة انزگان باستمرار إعدام شجرة الأرگان بهذه المنطقة، وأكدت الجمعيات في رسائل موجهة للسلطات المعنية أنه سبق لإحدى شركات البناء اقتلاع 800 شجرة وهي بصدد ارتكاب عملية إعدام 8000 شجرة أرگان على امتداد 100 هكتار من أجل توسيع إحدى التجزئات بجماعة القليعة. وأكدت الهيأة الوطنية لحماية المال العام في رسالة مفتوحة للوزير الأول عباس الفاسي، أن هذه العملية تعتبر إبادة وجريمة نكراء واستنزافا للثروة الغابوية الوحيدة بهذه المنطقة، وسيرا ضد التوجهات الملكية التي تعلي من قيمة الشأن البيئي، وتتعارض مع مضمون الخطاب الملكي ل 20 يوليوز، والذي أكد فيه الملك محمد السادس على أهمية هذه الشجرة المباركة، حيث دعا إلى المحافظة على الرصيد النباتي والغابوي ولاسيما شجرة الأرگان، باعتبارها ثروة فلاحية مغربية أصيلة ومن مقومات منظومتنا الأيكولوجية. وأشارت الهيئة إلى أن منظمة اليونسكو جعلت من شجرة الأرگان إرثاً غابوياً للإنسانية، لما لها من خصائص فريدة جعلت ساكنة الجنوب المغربي تمنحها مكانة خاصة. وتغطي الشجرة الفريدة 71% من الغطاء النباتي بمنطقة سوس ماسة بالمغرب. وطالبت الهيئة الحكومة بالعمل على منع المؤسسة المختصة في البناء من اقتلاع 8000 شجرة بمنطقة تلعينت وحماية كافة أنواع الأشجار، الأرگان والنخيل بهذه المنطقة الغنية بثرواتها الطبيعية. وتطرقت الهيئة إلى من أسمتهم «المنهشين العقاريين» المستظلين بلوبي الفساد، والذين لهم القدرة على اختراق كافة القوانين والتوجهات التي يسير فيها المغرب رسمياً. ويذكر أن شجرة الأرگان من الأشجار الصنوبرية، والتي تعيش عدة قرون ولها فوائد صحية مهمة، إذ تعمل على خفض نسبة الكولسترول وتحد من أمراض القلب... فهل تتغلب إرادة حماية البيئة، أم ينتصر مقاولو البناء في توجيه طعنة قاتلة للبيئة المغربية؟