ذكرت متحدثة من الإقامة الرئاسية بإسرائيل، المعروفة بتسمية بيت حناسي، أن الملك محمد السادس رفض اللقاء بالرئيس الإسرائيلي، شمعون بيريز، مما دفع هذا الأخير إلى إلغاء زيارته للمغرب. وأضاف ذات المصدر، الذي رفض الكشف عن اسمه، كما أوردت ذلك مجموعة من الصحف الإسرائيلية، أن بيريز كان قد تلقى دعوة لحضور أشغال الدورة الثالثة للندوة الدولية للحكامة، التي احتضنتها مدينة مراكش متم الأسبوع الماضي، حيث كان من المرتقب أن يلقي خطابا وصفته الأوساط الإسرائيلية بالمهم. ولقد أعرب مكتب الرئيس الإسرائيلي عن اعتقاده بأن الرفض المغربي جاء احتجاجا على السياسة الإسرائيلية، وكذا بسبب تعثر محادثات السلام مع الجانب الفلسطيني، وأضاف أن من حق الرئيس الإسرائيلي رفض الدعوة لزيارة أي بلد إن لم يكن سيلتقي بقائد ذلك البلد. وذكرت صحيفتا «هآريتز» و»جوريسالم بوست»أن الملك محمد السادس وجه يوم الجمعة الماضي «رسالة» إلى بيريز قال فيها إن بيريز يظل شخصية إسرائيلية تحظى بتقدير كبير في المغرب، وأنه سيكون سعيدا بلقائه في الظروف العادية، لكن الأمر غير ممكن في الوقت الراهن. وكان شمعون بيريز قد زار المغرب في فترتين سابقتين، أولاهما كانت بتاريخ 23 يوليوز 1986، حيث استقبله، بمدينة إفران، الملك الراحل الحسن الثاني، الذي اعتبر أن ذلك اللقاء جاء ليراعي الظروف العربية الإسرائيلية في تلك الفترة، مشيرا إلى أن مقررات جامعة الدول العربية لم تكن تمنع اللقاء بأي مسؤول إسرائيلي. وناقش الحسن الثاني مع بيريز، الذي كان يشغل حينها منصب رئيس وزراء إسرائيل، مسألة الاعتراف بمنظمة التحرير الفلسطينية والانسحاب من الأراضي المحتلة. أما الزيارة الثانية لبيريز إلى المغرب فكانت سنة 1993، مباشرة بعد التوقيع على اتفاق أوسلو، الذي انبثقت عنه السلطة الوطنية الفلسطينية، حيث حل بالدار البيضاء لحضور أشغال الدورة الأولى لمنتدى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.