تجوب شوارع وأزقة مدينة العيون منذ الصباح الباكرالى مغيب شمس كل يوم عشرات الشاحنات الصهريجية المعروفة محليا ب (الكوبات) المحملة بعدة أطنان من الماء الصالح للشرب المستقدم من مدينة طنطان (300 كلم إلى الشمال) أو مياه آبار فم الواد الممزوجة بماء البحر المصفى بواسطة محطة التحلية المتواجدة بمدينة المرسى الواقعة جنوب غرب مدينة العيون ب 25 كلم ، وهي وسيلة معروفة لبيع الماء تتميز بها الأقاليم الصحراوية دون غيرها من الأقاليم الأخرى. وهذا راجع بالأساس إلى شح التساقطات المطرية وملوحة المياه الجوفية رغم المجهودات المبذولة في هذا المجال من طرف المصالح المختصة. لكن هذه الشاحنات رغم إيجابياتها المتمثلة في إيصال الماء إلى أبعد نقطة في المدينة خاصة الأحياء الهامشية التي لم تزود بعد بشبكة الربط المائي بالإضافة إلى تمكين أوراش البناء من هذه المادة بأثمان معقولة، كما أنها تشغل عددا كبيرا من العمال وتخلق رواجا ملموسا على مستوى الحركة الميكانيكية وقطع الغيار، إلا أنها تحدث أصواتا مزعجة بشكل لا يحتمل بواسطة منبهاتها القوية المخصصة لإشعار الزبناء مما يخلق نوعا من الإحراج لكل المواطنين، سواء تعلق الأمر بالمتواجدين داخل منازلهم أو الراجلين. أضف إلى ذلك أن أغلب هذه الشاحنات مهترئة ومتلاشية وتفرز دخانا كثيفا وغازات ملوثة أثناء سيرها البطيء بين الأحياء والأزقة الضيقة، كما تشكل خطرا على سلامة المواطنين وتعرقل حركة السير. وقد سبق أن تسببت في عدة حوادث قاتلة داخل المدار الحضري لمدينة العيون، نظرا للحالة الميكانيكية الموجودة عليها. إنها حقا معاناة يومية ملموسة يسببها هذا الصنف من الشاحنات دون أن تتحرك الجهات المسؤولة ، على الأقل، لفرض منبهات على هذه «الكوبات» أقل ضررا للتخفيف من حدة هذه الفوفوزيلا المزعجة التي تقلق راحة عموم الساكنة منذ عدة سنوات في انتظار توفير الماء الصالح للشرب وربط كل المنازل بشبكة هذه المادة بنسبة كافية.