قال وزير الشؤون الخارجية والتعاون ، الطيب الفاسي الفهري ، إن موقف المغرب « واضح وثابت» ، بالنسبة لموضوعي إصلاح المنظومة العربية وتقوية هياكل وآليات العمل العربي المشترك ، وكذا بالنسبة لمسألة الجوار العربي . وأوضح الفاسي الفهري ، الذي مثل المغرب في أشغال هذه القمة العربية الإستثائية بسرت الليبية في تصريحات لوكالة المغرب العربي للانباء، أن موقف المغرب بالنسبة لموضوع إصلاح المنظومة العربية ، « يرتكز على ضرورة تحقيق الاندماج الاقتصادي ، في المقام الأول ، بين الدول العربية، حتى يعود ذلك بالنفع ، على المواطن العربي في أرض الواقع » . وأعرب الوزير عن أسفه لكون العمل العربي المشترك بقي ، منذ عقود ، منحصرا في بعض القضايا السياسية ، على أهميتها ، بحيث أن المغرب معروف بمواقفه « القوية والثابتة» مع القضية الفلسطينية ... لكنه يلح دائما على ضرورة إضفاء البعد الاقتصادي والتنموي على العمل للعربي المشترك ، الأمر الذي يتطلب العمل على تحقيق الاندماج العربي وضمان حرية تنقل الأشخاص والسلع» . وفي هذا السياق ، أعرب وزير الشؤون الخارجية والتعاون ، عن أسفه لكون الحدود المغربية الجزائرية ما زالت مغلقة من الجانب الجزائري ، وتساءل « كيف يمكن أن نبحث ونتحدث عن تطوير هياكل ومؤسسات العمل العربي ، ونحن حتى الآن ، لم نتغلب على هذه الصعوبات ذات الطابع السياسي ؟» . وخلص إلى التأكيد على أن المغرب مع الاندماج ، سواء على المستوى المغاربي أو العربي ، حتى يعود ذلك بالفائدة على المواطن المغربي والمواطن المغاربي والعربي» . من جهة أخرى أبرز الوزير أن موقف المغرب واضح أيضا بالنسبة لمسألة الجوار العربي ، مشددا في هذا الصدد على ضرورة العمل في المقام الاول على تحقيق الاندماج ووحدة التصور والمواقف السياسية العربية ، قبل التقدم لحوار جاد مع الجيران ، مشيرا إلى أن هؤلاء الجيران « ليسوا هم الأتراك فقط أو بلدان بعينها في آسيا ، بل كذلك ، البلدان الإفريقية جنوب الصحراء ، جوارنا المباشر ، خاصة نحن في المغرب » . وشدد على أن مسألة الجوار العربي ، لكي تحقق أهدافها ، يجب قبل ذلك إحراز تقدم في مجال التنمية والاندماج العربي، والتوصل إلى وحدة في الرؤى ، بالنسبة للقضايا السياسية، « حتى لا نكون متفرقين أمام مخاطبينا في الجوار العربي» .