ماذا يجري بالضبط بفريق الدفاع الحسني الجديدي، عقب الأحداث المتواترة والمتسارعة التي صارت ملتصقة به منذ رحيل المدرب جمال السلامي خلال السنة الماضية، وعقد الشوط الأول من الجمع العام هذه السنة، الذي صادق على التقريرين الأدبي والمالي، في انتظار عقد شوط ثان لإنتخاب الثلث الخارج من المكتب، والذي لم ينعقد لحد الآن، بل انعقد جمع عام آخر أسفر عن انتخاب مكتب مسير آخر، مرورا بانتداب العديد من اللاعبين الذين قيل حولهم الكثير، وحتى قبل التعاقد مع المدرب فتحي جمال، الذي وجد نفسه عرضة للعديد من «المقالب والمشاكل»، كما وجد نفسه مضطرا لتبني عدة طروحات انتهجها المكتب المسير للهروب إلى الأمام جراء بفعل الخلل في التدبير اليومي لشؤون الفريق. اختلط الحابل بالنابل وانقسم المنخرطون إلى مجموعات وشيع، وانتشر القيل والقال وسط المحبين، قبل المنخرطين، ليمر الفريق من فترة بيضاء لم يستطيع خلالها الحصول على أي انتصار، بل كانت الهزيمة / الفضيحة ضد فريق الشباب الحسيمي النقطة التي أفاضت الكأس، وكشفت عن المستور، حيث أغلق فتحي جمال هاتفه النقال وأخبر البعض من المكتب أنه مريض، فيما اعتبر آخرون أن الأمر بداية الطلاق مابين فتحي جمال والدفاع الحسني الجديدي، وهو ماوقع في منتصف الأسبوع الذي ودعناه. ذلك أن البريد الإلكتروني للفريق توصل باستقالة إلكترونية من فتحي جمال، وهي الرسالة التي اختلط فيها العاطفي بالرياضي والشخصي، وأكد فيها أنه في حاجة إلى الراحة لمدة قد تستغرق سنتين، بعيدا عن ضغط الملاعب والمسؤوليات، كما نصحه بذلك أقربائه وعلى رأسهم زوجته حتى لا يصاب بشلل نصفي. الإستقالة، وإن كانت غير رسمية، فإنها رسالة واضحة المعالم تؤكد انتهاء العلاقة بين فتحي جمال والدفاع، تلتها استقالة الرئيس التي تراجع عنها خلال اجتماع عاصف للمكتب المسير، معتبرا أن السبب الرئيسي الذي كان وراءها هو الاتصالات التي يجريها بعض أعضاء المكتب مع المنخرطين الغاضبين. وتقرر في الأخير البحث عن مدرب جديد، بعد أن صدت كل الأبواب في وجههم من طرف فتحي جمال، الذي رفض استقبال أي أحد من اللجنة، التي فوض لها فتح نقاش معه من أجل العودة لتدريب الفريق، مما عجل بالبحث عن مدرب جديد، حيث وقع الاختيار على بادو الزاكي، الذي اشترط مبلغا ماليا، مع إضافة 20 بالمائة إلى المبلغ الذي كان يتقاضاه فتحي جمال خلال مدة تعاقده مع الدفاع، إضافة إلى اشتراطه استقدام طاقمه التقني والطبي والإداري إلى الجديدة، مع تعيين مخاطب واحد له بعيدا عن تدخل أي عضو من المكتب، وهو ما اعتبره البعض تهديدا خطيرا لمصالحه بالفريق، حيث عقد اجتماع سري صباح السبت وضعت فيه كل السيناريوهات المحتملة ليخلص الإجتماع الى التخلي عن فكرة استقدام الزاكي والإتصال مجددا بفتحي جمال لقيادة الفريق، بشرط أن ينتصر الفريق في مبارة السبت، وهو ما حصل حيث يريد البعض أن يحوله إلى حاجز لوقف أي إصلاح حقيقي للرياضة بالجديدة، فمباشرة بعد أن سجل الفريق إصابتين في مرمى شباب المسيرة، أعلن الناطق الرسمي للفريق على لسان معلق القناة الثانية مصطفى طلال أن المكتب المسير قرر تنظيم رحلة جماعية، تضم المكتب واللاعبين والطاقم التقني مباشرة بعد نهاية المباراة، لزيارة المدرب فتحي جمال، وإهداء هذا الإنتصار إليه، مع ثنيه عن تقديم استقالته والعودة إلى تدريب الفريق، إلا أن لاشيء من ذلك قد حدث، وأعلن عن تأجيل الرحلة إلى بداية الأسبوع الجاري. اللاعبون الذين توجه لهم أيضا أصابيع الإتهام فيما يجري بصفوف الفريق من طرف بعض المسيرين والمحبين قرروا زيارة المدرب فتحي جمال لوحدهم دون أي أحد، حتى لايتم استغلال الرحلة الجماعية في أشياء أخرى، إلا أن العديد من المصادر أكدت أن فتحي جمال لايريد فتح هذه الصفحة من جديد، معتبرا أن علاقته مع الفريق الجديدي أصبحت منتهية منذ أن راسل الفريق إلكترونيا، وهو ذات المصدر الذي أضاف أن بعض أعضاء المكتب، الذين يعتبرون الانخراط داخل النادي مجرد برستيج بالمدينة، لاعلاقة لهم بالرياضة ولا بالتغييرات التي ستعرفها الرياضة ببلادنا وخاصة الإحتراف، وبالتالي فإنهم سيبحثون لامحالة عن مدرب يخضع لتعليماتهم ونزواتهم ويتستر على هفواتهم، وتلك قصة أخرى لواقع الرياضة بالجديدة.