تمكن فريق الدفاع الحسني الجديدي من تحقيق أول انتصارله بعد الهزيمة القاسية، التي كان تجرعها في الدورة الماضية على يد شباب الريف الحسيمي، والتي كانت قد ألقت بظلالها القاتمة على محيط الفريق، الذي عاش الأسبوع المنصرم على إيقاع المشاكل الداخلية والاستقالات، لذلك كان الفوز على شباب المسيرة هو الخيار الوحيد للعناصر المحلية لإخراج فارس دكالة من دائرة الشك، وإعادة الاستقرار إلى النادي الذي قاطعته جماهيره في هاته المواجهة، التي لم يتابعها سوى 600 متفرج على أبعد تقدير، وهو أضعف رقم عرفته مقابلات الدفاع في السنوات الأخيرة. ومن المفارقات الغريبة أن مدربي الفريقين غابا عن دكة الإحتياط، فجمال فتحي تعرض لوعكة صحية مفاجئة عقب الخسارة التي حصدها الدفاع بطنجة، بينما تابع فخر الدين، ربان فارس الصحراء، اللقاء من المدرجات بسبب التوقيف. وقد ناب عنهما في تدبير الأمور التقنية مساعديهما محمد منعم والركاع العروسي. وأجرى الطاقم التقني للفريق الدكالي تغييرات كبيرة في تشكيلة الدفاع، فإضافة إلى الحارس لاما، الذي استعاد رسميته بعد عطالة امتدت لست مباريات، تم إقحام المهاجمين مولاي الزاهر الرك ومجيد الدين الجيلاني كأساسيين منذ البداية، بدلا من السينغالي درامي والبرازيلي لوكاس، مما يعكس الرغبة الجامحة للجديديين في القبض على الفوز الهارب، حيث كشفوا مبكرا عن نواياهم الهجومية واندفعوا مبكرا نحو معترك الزوار سعيا وراء إحراز هدف السبق، غير أنهم اصطدموا بدفاع قوي للشباب، نجح في امتصاص حماس المحليين. في المقابل لم يقف الفريق الصحراوي مكتوف الأيدي، وكان بين الفينة والأخرى يرد بمحاولات خاطفة عن طريق الثنائي جنيد والكامروني باتريك. وكان أول تهديد حقيقي للفريق الدكالي في حدود الدقيقة(23) بواسطة الضيفي، الذي تخلص بتمويه جسدي جيد من المدافع الوهابي ومرر في اتجاه المهاجم الرك، الذي فقد توازنه داخل المعترك، قبل أن تنزل الكرة أمام الظهير الأيسر الدولي عادل كروشي، الذي أرسل تسديدة صاروخية مرت محاذية لمرمى الشباب، ليغادر بعدها مكرها الملعب متأثرا بالإصابة، تلتها محاولة أخرى من ضربة ثابتة نفذها المايسترو رضا الرياحي، أبعدها بصعوبة الحارس عفيفي. وانتظر الجمهور الدكالي إلى غاية الدقيقة(34)، حيث نجح المهاجم مجيد الدين بضربة رأسية بديعة في هز شباك شباب المسيرة، وتوقيع أول هدف للدفاع في بطولة هذا الموسم، دقيقة بعد ذلك عاد نفس اللاعب وبنفس الطريقة ليوقع هدفه الشخصي الثاني، ليتحرر اللاعبون من الضغط النفسي الذي كان يلازمهم جراء توالي النتائج السلبية، وكان بإمكانهم إحراز أهداف أخرى لو استغلوا على نحو جيد الإرتباك الكبير في خط دفاع الفريق الزائر. أمام هاته النتيجة السلبية، أدخل المدرب فخر الدين تعديلات بشرية وتكتيكية على فريقه، حيث أدخل على التوالي كل من الصغير وسقيم في محاولة لإعطاء نفس قوي للخط الأمامي، الذي ظهر عليه فتور واضح. وقد أعاد هذان التغييران بعض التوازن إلى شباب المسيرة، الذي حاول جهد المستطاع تقليص الفارق باعتماد المرتدات الخاطفة، غير أن ذلك لم ينه مشكل التهديف، فيما حافظ الدفاع على نهجه الهجومي وواصل بحثه على المزيد من الأهداف لتأمين نتيجة الفوز. فبإستثناء قذفة مولاي الزاهر الرك، الذي تلقى تمريرة ذكية من رفيق عبد الصمد، وتوغل مجيد الدين داخل المعترك، لم يحمل ما تبقى من عمرالمواجهة أي جديد. ومباشرة بعد إطلاق الحكم الدولي خليل النوني صافرة النهاية، معلنا عن فوز الدفاع الجديدي على شباب المسيرة بهدفين للاشئ، عمت فرحة كبيرة داخل مستودع ملابس فارس دكالة، الذي احتفل لاعبوه بطريقتهم الخاصة بأول فوز لهم في البطولة، رفعوا من خلاله رصيد الدفاع إلى ست نقاط، في انتظار تأكيد هاته الصحوة في الدورات القادمة.