يواصل الجنرال دوكوردارمي عبد العزيز بناني، المفتش العام للقوات المسلحة الملكية وقائد المنطقة الجنوبية، والأميرال إدوارد جيو، رئيس أركان الجيوش الفرنسية، أشغال اجتماعات اللجنة العسكرية المشتركة بين البلدين، وذلك للتباحث حول التعاون العسكري الثنائي. هذا في الوقت الذي تتواصل أشغال اجتماع رؤساء أركان جيوش الساحل (الجزائر، موريتانيا، مالي، النيجر) بمقر قيادة المنطقة العسكرية السادسة بتمنراست الجزائرية، وذلك لتطويق التهديدات الإرهابية في منطقة الساحل دون الحاجة إلى المساعدات الأجنبية، في إشارة واضحة إلى الجيش الفرنسي. اجتماع الرباط يدخل في سياق تفعيل غرفة قيادة العمليات المشتركة بين البلدين لمحاربة الإرهاب القادم من الجنوب، خاصة أن الجزائر ترفض، بحثا عن زعامة عسكرية في المنطقة، رفضا قاطعا إشراك قوات عسكرية فرنسية أو مغربية في أية عملية تقوم بها دول الساحل في الصحراء لمطاردة الإرهابيين. وكانت السلطات الفرنسية قد حددت، قبل 3 أيام، مكان وجود الرهائن السبعة المختطفين يوم 16 شتنبر الماضي بالنيجر في منطقة تدعى تيميترين تقع على بعد 100 كلم من الحدود الجزائرية، حسب ما أكده متحدث باسم الإليزيه. وقد شرعت السلطات الفرنسية- ضدا على السياسة الجزائرية- في فتح قنوات اتصال مع خاطفي الرهائن، بعدما أعلن وزير الدفاع الفرنسي، ايرفي موارن، عن استعداد باريس لإجراء مفاوضات مع الخاطفين من أجل إطلاق سراح مواطنيها، مما أثار حنق جنرالات الجزائر الذين يعتبرون «التفاوض» تقويضا لمكاسب حربهم على الإرهاب، وإفشال ل«الضربة القاضية» التي يستعدون لتوجيهها لرجال تنظيم القاعدة في الساحل، في حين يعتبره الجانب الفرنسي تفاديا لتكرار ما حدث للمواطن الفرنسي ميشيل جرمانو الذي أعلن تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي عن مقتله انتقاما للعملية الموريتانية الفرنسية التي قتل فيها سبعة من عناصر التنظيم.