أضحت شوارع الدارالبيضاء فضاء لتجول/مرور العديد من السيارات الحديثة والمتطورة ، والتي تندرج ضمن آخر «صيحات» السيارات على المستوى العالمي، وضعية يطرح معها عدد من المواطنين بشكل عام والمتتبعين بشكل خاص ، العديد من الأسئلة، حول ما إذا كانت الطرقات المغربية مؤهلة لاستقبال مثل هذه السيارات التي تشير عداداتها إلى سرعة خيالية، تجعل من عملية سيرها وجولانها، لحظة مفتوحة على كل الاحتمالات، سيما في غياب أي تكوين إلزامي من طرف الجهات المعنية، سواء تعلق الأمر بشرطة السير والجولان أو بالوزارة الوصية على القطاع، على اعتبار أن التوفر على رخصة سياقة عادية لايجيز عمليا وليس نظريا سياقة مثل هذه السيارات الأتوماتيكية، لأن التكوين أصلا للحصول على رخص السياقة يكون في السيارات الميكانيكية، التي رغم تقادم أسطول بعضها ورغم ما قد يلاحظ بشأنها، إلا أن بعض الحوادث الي قد يتسبب فيها بعضها يظل محصورا عكس السيارات الأتوماتيكية التي يمكن في لحظة واحدة أن تتسبب في العديد من الحوادث! وفي هذا السياق عاش عدد من المواطنين صباح يوم الإثنين الأخير حالة من الذعر والفزع عند تقاطع شارع مولاي ادريس الأول وشارع 2 مارس، وذلك عندما تسببت سيارة أتوماتيكية حديثة جدا، في ارتكاب حادثة سير أسفرت عن إصابة سبع سيارات في وقت واحد، والتي تعود تفاصيلها ، وفق رواية السائق الذي يتجاوز الخمسينات من عمره ، وليس بالفتى الطائش أو الشاب المتهور، والتي يحكيها الشهود على لسانه، فإنه حوالي الساعة العاشرة صباحا عندما كان قادما من شارع 2 مارس متجاوزا ملتقى شارعي أنوال ولامارتين في اتجاه شارع الزرقطوني، كان قد حدد سرعة السيارة تلقائيا بشكل أتوماتيكي، إلا أنه على حين غرة أقدم على لمس زر ما لم ينتبه إليه، «فقفزت» السرعة إلى 120 كلمترا في الساعة، ثم انفلتت من يديه، فكانت النتيجة أن صدم 7 سيارات إحداها سيارة أجرة وسيارة من نوع « راف 4»، وسيارات أخرى مختلفة « كيا بيكانتو» ... وغيرها، كانت متوقفة قرب مقر مقاطعة مرس السلطان، أصاب على إثرها عددا منها إصابات مادية بليغة، ولولا الألطاف الإلهية ولعدم تواجد راجلين خلال تلك اللحظة، لكانت الخسائر أفدح وأكثر كارثية. حادثة ضمن حوادث أخرى يطرح معها السؤال خاصة وأن مدونة السير في صيغتها الجديدة سيتم الشروع في العمل بها انطلاقا من فاتح أكتوبر، حول الكيفية التي يتم السماح بها لمثل هذه السيارات بالتنقل وسط الشوارع والأحياء، التي تحمل بين عجلاتها خطرا محدقا في حال وقوع عطب تقني، أو عند إساءة استعمال تقنية من التقنيات، وحول إن لم يكن من الأجدر ، من باب الحفاظ على سلامة الأرواح والممتلكات، أن يتم تكوين الراغبين في اقتناء هذا النوع من السيارات تكوينا سليما للتعامل بها قبل أن تتم قيادتها وسط المواطنين!