استأنفت السكرتارية الوطنية للفضاء الحداثي للتنمية والتعايش برنامجها «الحدائق الفكرية»، الذي سبق وأن أعطت انطلاقته قبل ثلاثة أشهر بحديقة «مردوخ»، حيث تناولت آنذاك موضوع «الأدب في مواجهة الإرهاب»، وذلك بتنظيم الحديقة الفكرية الثانية بفضاء حديقة الادريسية، السبت الاخير، بتنسيق مع المجلس العلمي لعمالة مقاطعات الفداء مرس السلطان، والمقاطعة الجماعية الفداء، في موضوع «القيم السمحة في الإسلام». هكذا اعتبر السكرتير الوطني للفضاء الحداثي للتنمية والتعايش أحمد هازم، أن برنامج الحدائق الفكرية يهدف إلى تحقيق مجموعة من الأهداف، من بينها إعادة الاعتبار للفضاءات الخضراء التي طالها ويطالها الإهمال والنسيان بالمدن الكبرى، دون إغفال الجانب الأدبي والفكري الذي تميزت به الحدائق لقرون وما تزال تتميز به في مجموعة من المجتمعات التي تقدر قيمة هاته المتنفسات الخضراء، فضلا عن كون «الحدائق الفكرية»، اختيرت لها مجموعة من المحاور للنقاش، تهتم بقيم المواطنة وحقوق الإنسان، ومحاربة العنصرية والكراهية، مع معالجة إشكاليات الإرهاب والتطرف، لأجل ترسيخ قيم التسامح والتعايش والاختلاف، عبر الابتعاد عن الإطلاقية في الأحكام، انطلاقا من مقاربات متعددة. كما صرح السكرتير الوطني للفضاء الحداثي ل «الاتحاد الاشتراكي» بأن الجمعية تتوخى من خلال هذا اللقاء الذي استمر إلى ما بعد منتصف الليل، وعرف حضورا جماهيريا متنوعا خاصة من جانب العنصر النسوي شابات ونساء، العمل من خلال مداخلة الأستاذين الدكتور محمد موشان رئيس المجلس العلمي والأستاذ عبد الرحمان عليوي عضو المجلس ذاته، على استجلاء مبادئ ومراتب الدين الاسلامي الحنيف في دعوته إلى تخطي الفوارق والحدود بين المذاهب والتسامح بين الديانات، وما إلى ذلك من قيم يحبل بها من قبيل التضامن والحق والحرية والعدل والاعتدال والوسطية.. كما هي مبيّنة في القرآن الكريم وفي السّنة النبوية الشريفة، وإبراز تعارضها مع الأفكار السوداوية المسيئة إلى الإسلام. من جانبه تناول الأستاذ عبد الرحمان عليوي عضو المجلس العلمي في محور مداخلته «مظاهر التسامح والرحمة في حياة سلف الأمة» التي طالما طبعت حياة الرسول (ص)، ومعاملاته مع المسلمين ومع باقي أهل الكتاب سيما اليهود منهم، الذين كانت له معهم معاملات تجارية وإنسانية، بينت غير ما مرة عن عمق نبل ومكارم الأخلاق التي يدعو الاسلام المسلمين إلى التحلي بها، مستدلا على ذلك ببعض الأحاديت النبوية والآيات القرآنية.. وفي محور «أدب الحوار في الإسلام» تناول الكلمة الدكتور محمد موشان رئيس المجلس العلمي، الذي اعتبر أن هناك صورة مكذوبة عن الإسلام والمسلمين يتم تسويقها عبر نعت شكل المسلم بالارهابي، العنيف والمتطرف، مشيرا إلى أن مصيبة هذا الدين تكمن في من يحاول أن يفرض صورة نمطية للإسلام والمسلمين، وهم الدخلاء المتطفلون، معتبرا أنه لو سكت من لايعلم لقل الخلاف، إذ أنه لكل مقام مقال ولكل فن رجاله، كما للشأن الديني أهله... وأضاف رئيس المجلس العلمي بأن من أراد أن يتكلم في الدين يجب أن يكون مؤهلا للكلام فيه، لأن مثل هذه الممارسات بدأت تظهر بأنه أصبح عندنا إسلامات لا إسلام واحد ؟ كما تطرق إلى ما يطلبه الاسلام من بذل الجهد قصد التعرف على الغير والاتصال به، مشيرا إلى الفرق بين نعت الآخر والغير.. وفي تصريح له ل «الاتحاد الاشتراكي» صرح الدكتور موشان بأنه «بتنا في حاجة إلى تكرار مثل هذه المبادرات التي قد تصحح مجموعة من المغالطات حول قيم الدين الاسلامي السمحة، داعيا في ذات الوقت إلى التصدي لبعض المتطفلين والمتطاولين على الإسلام، مضيفا بأن من أراد أن يتحدث في الجانب الديني لا بد أن يتمكن من علم الحديث و القرآن تم الفقه و النحو .. نقاش فكري متقدم تأتى بتنظيم الحديقة الفكرية الثانية ضمن برنامج الحدائق الفكرية الذي سطرته جمعية الفضاء الحداثي للتنمية والتعايش، التي ستعمل على تقليص مدة تنظيم كل حديقة فكرية من ثلاثة اشهر إلى شهرين، بالنظر إلى التجاوب الكبير الذي لقيته، وبالنظر إلى غنى وتنوع المحاور المطروحة للنقاش..