يعتبر سن اليأس أو الأمل عند المرأة مرحلة فيزيولوجية تقع بين سن 45 و 51 سنة، وهي لحظة هامة في حياة السيدات، بالنظر على التغيرات التي تطرأ خلالها يكون لها من التبعات الشيء الكثير، ففي هذه الفترة يتقلص تدريجيا إنتاج المبيض من الهرمونات حتى ينقطع كليا..، وتتميز بأعراض يمكن أن تؤثر سلبا على المرأة في حياتها الاجتماعية والعملية والجنسية. ومن بين هذه الأعراض نجد تغير انضباط الطمث وصولا إلى انقطاعه، ويعتري خلاله النساء إحساس بحرارة جسمية يمكن أن تتكرر من 8 إلى 10 مرات في اليوم، فضلا عن كونها تكون مصاحبة بعرق ليلي، إضافة إلى الجفاف المهبلي مع ضمور وتأثير سلبي على العملية الجنسية مع عسر الجماع وكذا اضطرابات نومية ومزاجية و قلق ونسيان . . تتوقف المقاربة العلاجية للأعراض المصاحبة لهذه المرحلة على حدتها ورغبات المرأة في العلاج، مع العلم أن هذه الأعراض تتوقف عند غالبية النساء بعد خمسة سنوات من بدايتها، فالطبيب المعالج يقوم بشرح الاقتراحات العلاجية المتاحة مع إطلاع المرأة على الأخطار المصاحبة للعلاج بالهرمونات كسرطان الثدي (ارتفاع الإصابة بسرطان الثدي أقل من امرأة على ألف بعد العلاج بالهرمونات) والمضاعفات القلبية، ثم خشر الدم في العروق، وكذا الحالات الصحية التي لا يمنع فيها للمرأة من المعالجة بالهرمونات . وفي نفس السياق يقوم الطبيب المعالج في البداية بالعلاجات غير الهرمونية من قبيل الدعوة إلى ممارسة الرياضة بانتظام، والعمل على تقليص الوزن، إضافة إلى ترك بيت النوم باردا، كما يشكل اتباع حمية خاصة مع نقص في الدهنيات مع أدوية ضد القلق أو الكآبة، شكلا من أشكال العلاجات، كذا تجنب الكحول والسجائر والقهوة، والرفع من مادة لكلسيوم اليومي والفيتامين د بمعدل 400 وحدة سوميا. ثم هناك العلاج بالهرمونات «استروجين» وال «بروجيسترون» الذي له مفعول ايجابي اذا استعمل في بداية هذه المرحلة من أجل الهبو، والضمور المهبلى، والعسر الجماعي، ومن أجل تحسن المزاج وكذا الوقاية من هشاشة العظام وتخلخلها، إضافة إلى أن الأخطار تكون ضعيفة في حال أخذت هذه الأدوية لمدة قصيرة مع مراقبة طبية مستمرة . وتجدر الإشارة إلى أن العلاج بالهرمونات لا يحظى بتوافق طبي علمي، فالنقاش مع المرأة حول رغباتها في العلاج ومدى معاناتها الاجتماعية والنفسية والأخطار المحدقة بالعلاجات الهرمونية، هو مفتاح علاج سن الأمل عند المرأة (أو سن اليأس )، كما أن كل حالة تستوجب الفحص السريري والبيولوجي والاشعائي والنقاش والتنوير، لتفادي مضاعفات العلاجات وتحسين جودة الحياة، فالمرأة تكون في هذه الفترة ما تزال في حاجة إلى حياة اجتماعية عادية مليئة بالعطاء والإنتاج. وخلاصة فإنه مع ارتفاع نسبة الأمل في الحياة عند النساء المغربيات، يرتقب أن يعشن ثلث حياتهن بعد التوقف الوظيفي للمبيض هي الفترة الزمنية التي يجب أن تعاش في أحسن الظروف الصحية الممكنة. أما بالنسبة للحالة الطبية التي عرضناها في المقال السابق والتي قدمنا الشق الاول من العلاج بالنسبة لهشاشة العظام ، فإن العلاج غير الهرموني بالنسبة لمرحلة سن الأمل التي بدأت في سن مبكرة 45 سنة، يعتبر جد ايجابي في البداية مع إمكانية مناقشة العلاج الهرموني المحلي لمدة قصيرة.