تمكنت مصالح الجمارك بميناء طنجة، من اعتقال ضابطين ساميين ، برتبة «يوتنان كولونيل» من مصالح القوات المسلحة الملكية مساء يوم الثلاثاء، وبحوزتهما مبالغ مالية قدرت حسب مصادر رسمية بحوالي 32 مليون سنتيم ، كانت مخبأة تحت الكراسي ، بهدف تهريبها من نقطة الحدود بميناء طنجة. وأضافت نفس المصادر من الميناء بأن الضابطين كانا على متن سيارة من نوع «باصات» مرقمة بالمغرب، تعود للكولونيل الذي يشتغل على متن باخرة عسكرية بمياه البحر الأبيض المتوسط ، فيما يشتغل الضابط الثاني مسؤولا بمنطقة القصر الصغير. وقد عمدت إدارة الجمارك الى حجز هذه المبالغ المالية، ومصادرتها لفائدة خزينة الدولة مع إرجاع مبلغ لا يتعدى ألف درهم للضابطين المعتقلين اللذين سلما بشكل سري الى مصالح الدرك الملكي قصد التحقيق معهما حول الغاية من تهريب العملة الى الضفة الأخرى. وعلمت الجريدة أن أحد المعتقلين أفاد بأن الهدف كان هو شراء منزل جنوبإسبانيا. وأمام انعدام مصدر الخبر في هذه القضية، علمنا أن الضابطين سيحالان على المحكمة العسكرية بالرباط قصد محاكمتهما مباشرة بعد انتهاء مصالح الدرك الملكي من التحقيق بشأن هذا الملف. وكيف لا يطمع مسؤول عسكري يعمل بالقرب من بؤرة الفساد « ميناء طنجة « من تهريب العملة الوطنية من أجل شراء منزل جنوبإسبانيا، وهو يعلم بأن شرطيا لا تتعدى رتبته «حارس أمن « ، وامتيازه الوحيد هو اشتغاله بهذه البؤرة ، يملك الملايين وعقارات و أرصدة بنكية وغيرها من الامتيازات القادمة من تهريب المخدرات والمتاجرة في « بني آدم « . كيف لا يفكر أي مسؤول بهذا الميناء ، أو بالقرب منه ، وهو يرى المخدرات تعبر الميناء بسلام ، ويتحول الأمنيون ورجال الجمارك ، الى رجال أعمال بامتياز ، يملكون العقارات والأرصدة البنكية ، في المغرب وإسبانيا ، بل من المسؤولين الأمنيين من يتوفر على جنسية إسبانية، والعشرات منهم يتوفرون على بطاقة الاقامة بهذا الجار . هذه حقيقة ، ميناء عروس البوغاز ، بؤرة الفساد الذي تعانيه المدينة ، بالرغم من كل الأوراش التي دشنت بهذه الجهة منذ سنة 1999 . فيكفي أن مصالح الحرس المدني الاسباني، ضبطت خلال 7 أشهر من سنة 2010 أكثر من 6.90 أطنان من المخدرات كلها قادمة من ميناء طنجة ، بغض النظر عن الكميات التي تعبر الموانئ الاسبانية من المغرب ، والتي يكون الأمن الاسباني طرفا فيها .ويكفي أن مسؤولا أمنيا يفتخر بامتلاكه ساعة، يقدر ثمنها ب 25 ألف درهم ، وضابطا آخر أقر في محضر رسمي بأنه سمح لشاحنة كانت محملة بأزيد من 15 طنا من المخدرات ، ضبطها الأمن الاسباني ، بأن ما يملكه قادر على إفلاته من كل التبعات .. والبقية تأتي.