أعلنت السلطات الإسبانية أول أمس، عن إحباط 6 عمليات لتهريب المخدرات، قدمت من ميناء طنجة، زوال أمس الأول الاثنين ومرت عبر نقط التفتيش بأقدم ميناء بشمال إفريقيا بسلام، حيث قال بلاغ مصالح الحرس المدني الإسباني، بأنه ألقى القبض على شخصين وبحوزتهما 5 كلغ من مادة الشيرة، كانت مخبأة تحت ملابسهما على متن حافلة للنقل الدولي. وأضاف نفس البلاغ بأنه تم القبض على خمس سيارات كانت تحمل كميات مختلفة من مادة الشيرة، تراوحت ما بين 29 و 30 كلغ. كل هذه الكميات التي تم ضبطها، دخلت ميناء الجزيرة الخضراء على متن باخرة واحدة، وتمت إحالة ملفاتها على مصالح الحرس المدني بكاديس للتحقيق مع المعتقلين في هذه القضايا. وعن هذا الموضوع، يقول متتبع لميناء طنجة، بأن أباطرة المخدرات تفتقت عبقريتهم عن تغيير خطط التهريب، خاصة بعد الفضيحة الأخيرة بخصوص تهريب «بني آدم»، والتي أودت بحوالي 30 أمنيا من رتب مختلفة، إلى ما وراء القضبان بسجن «عكاشة». لذلك، اتفق المهربون الكبار على تغيير الاستراتيجية، وذلك بتهريب المخدرات عبر كميات لا تتعدى 100 كلغ في كل سيارة بتواطؤ مع مسؤولين أمنيين بالميناء، مازالت هوية بعضهم مجهولة، خاصة الذين دخلوا الميناء خلال الشهور الأخيرة بهدف الاغتناء السريع، وجمع ثروة، شأنهم شأن باقي رجال الشرطة الذين غادروا ميناء طنجة في اتجاه سجن «عكاشة»، وهم ضمن لائحة أثرياء طنجة. وفي نفس الإطار، أدانت الغرفة الجنحية لدى ابتدائية طنجة، خلال الأسبوع المنصرم، منظفتين تعملان داخل ميناء طنجة، استغلتا عملهما من أجل تهريب كمية 13 كلغ من المخدرات، حيث حُكم على المنظفة الأولى (مليكة)، بسنتين و 6 أشهر حبساً نافذة وغرامة نافذة قدرها 15 ألف درهم، وعلى الثانية (سعدية)، بسنة ونصف نافذة، وغرامة 10 آلاف درهم، مع أدائهما تضامناً مبلغ 774 ألف درهم لفائدة إدارة الجمارك. وأضافت مصادر رسمية بأنه تم العثور على كميات هائلة من المخدرات ببعض البواخر، داخل ميناء طنجة، عبارة عن أكياس كانت مخبأة في إحدى زوايا هذه البواخر، التي عادت إلى المرفأ من أجل إخبار السلطات المحلية للميناء. إن علاقة تهريب المخدرات بميناء طنجة مع بعض «أباطرة الانتخابات» تحتاج إلى تحقيق نزيه، خاصة الأباطرة الذين يملكون نصف هذا الميناء، بتواطؤ مع مسؤولين أمنيين وآخرين من إدارات مختلفة. ولعل كمية 15 طنا التي مرت بسلام، وضبطها الحرس المدني الإسباني بميناء الجزيرة الخضراء، خير دليل على عدم متابعة المتهمين في هذا الملف، خاصة الأمنيين الذين خرجوا كالشعرة من العجين من هذا الملف، ومازالوا يتحملون المسؤولية في نفس الموقع! فهل من تحقيق في ما يحدث بميناء طنجة، قبل فوات الأوان؟!.