أصبح المهاجم الدولي الإنجليزي واين روني، نجم فريق مانشستر يونايتد، محوراً أساسياً في المقالات والتحليلات الكروية بالصحافة البريطانية خلال الأيام الماضية، والسؤال الذي يطرحه النقاد وكتاب المقالات الكروية هو «أين روني؟». فقد فشل النجم الكبير في هز الشباك في المباريات الرسمية سواء مع المنتخب الإنجليزي أو مع مانشيستر يونايتد منذ مارس الماضي، أي طيلة 5 أشهر مع الأخذ في الاعتبار أن جزء من هذه المرحلة الطويلة يدخل في حسابات فترة التوقف والراحة الصيفية، التي أعقبت المشاركة الإنجليزية المخيبة للآمال في مونديال 2010، والتي جسد روني خلالها رمزاً للخيبة والإخفاق الإنجليزي. الكاتب الإنجليزي بيرس مورجان طرح في مقال له بجريدة الدايلي ميل التساؤل التالي: «ماذا يحدث لواين روني؟، ولماذا لم يسجل أي هدف خلال 18 ساعة من كرة القدم ؟»، في إشارة إلى عدد الساعات التي تواجد خلالها روني داخل الملعب منذ مارس الماضي. وبدأ الكاتب مقاله، قائلاً: «ماذا يمكن للشخص العادي أن يفعل خلال 18 ساعة كاملة؟، إنه وقت طويل للغاية فهي تساوي 1080 دقيقة، و46800 ثانية، وهي فترة كافية للطيران من لوس أنجليس إلى لندن، ثم العودة مرة أخرى إلى أميركا، وإذا كان الأمر كذلك للشخص العادي، فكيف تكون الوضعية للاعب كرة القدم المكلف بإحراز الأهداف بحكم طبيعة مركزه، وكيف يتواجد في الملعب طيلة هذه الفترة دون أن يمارس واجبات مركزه بتسجيل الأهداف؟، فقد حدث ذلك مع وين روني، المهاجم الأول للمنتخب الانجليزي والمان يونايتد، الذي فشل في هز شباك أي فريق منذ 30 مارس الماضي، وتسبب ذلك بشكل أو بآخر في فشل «الشياطين الحمر» من الفوز ببطولة الدوري أو بطولة دوري الأبطال في المرحلة الحاسمة. كما تسبب غياب روني عن التهديف في خروج المنتخب الإنجليزي صفر اليدين من مونديال جنوب إفريقيا، مكتفياً بالوصول بشق الأنفس إلى الدور الثاني الذي تجرع خلاله مرارة الإهانة التاريخية على يد المنتخب الألماني برباعية قاسية. وتابع مورجان في مقاله: «الغريب في الأمر أن روني تتاح له تمريرات يمكنه أن يشكل بها خطورة على المرمى كل 5 دقائق، بفضل مهارات نجوم التمرير مثل بول سكولز وريان غيغز، ولكن روني يرفض الهدايا منذ مارس الماضي، وتحديداً منذ مباراة اليونايتد مع بايرن ميونيخ في 30 مارس الماضي. وعلى مستوى المنتخب لم ينجح في هز شباك منتخبات مثل المكسيك، واليابان، والولايات المتحدة، وسلوفينيا، والجزائر والمجر، الأمر الذي يؤكد مشروعية التساؤل الجماهيري والإعلامي «ماذا يحدث لروني»؟، ولماذا هذا التعثر الكبير على الرغم من أنه قدم موسماً استثنائياً حتى ما قبل مارس الماضي؟، فقد أحرز 34 هدفاً في 44 مباراة في مختلف البطولات، وفي بطولة الدوري الانجليزي بمفردها أحرز 26 هدفاً في 32 مباراة. ولم يجد مورجان توصيفاً دقيقاً للأسباب التي تمنع روني من التسجيل سوى تفسير الأمر بطريقة قد لا تتصف بالمنطق والواقعية، فقد أشار إلى أن الحالة التي يمر بها روني واجهت نجوم المان يونايتد من قبل، وهو مرض نفسي نادر يصيب نجوم هذا الفريق، ويجعلهم يتوقفون عن هز الشباك دون سبب مباشر، وقد حدث ذلك مع إيريك كانتونا، ودافيد بيكهام، وكين، وغيرهم من نجوم الفريق على مدار تاريخه. وتوجه كاتب المقال بنصيحة لوين روني حينما قال له: «عليك أن تتوقف مع نفسك وتطرح هذا التساؤل.. هل هذا اللاعب هو أفضل مهاجم في إنجلترا؟، كما يجب أن تثق أنك أحد المواهب الكبيرة التي مازال الإنجليز يعولون عليها، ومازال عشاق المان يونايتد ينتظرون منك الكثير». من جانبه، دافع المدرب والمحلل الكروي الإنجليزي الشهير تيري فينابلز عن وين روني في مقال له بجريدة الصن، حيث أكد أن روني ليس في أزمة، وتسائل لماذا يحاول البعض تصوير الموقف وكأن اللاعب يواجه شبح الاعتزال لمجرد أنه لم يسجل في بداية الموسم، وأكد أن الأداء الذي قدمه روني في مباراة الدرع الخيرية أمام تشيلسي كان جيداً على الرغم من أنه لم يسجل، كما قدم مباريات لا بأس بها في بطولة الدوري وبذل جهداً كبيراً، وأشار فينابلز إلى ان روني أصبح يدفع ثمن تألقه الموسم الماضي، وطالب فينابلز الجماهير بالحكم على روني عقب نهاية الموسم وليس الآن. كما انبرى كل من اليكس فيرغسون مدرب يونايتد، ونجم الفريق وقائده ريان غيغز للدفاع عن روني، حينما أكدا أنه يحتاج فقط إلى الوقت للعودة إلى سابق تألقه وقدرته على التهديف.