كان هناك إذن مناخ ثقافي حيوي، وقد أذكته بشكل بارز المعارك الثقافية التي تحتفظ بها ذاكرة تلك المرحلة، والتي كانت محط انشغال ومتابعة في كل مصر والعالم العربي. كيف تستعيد بعض هذه المعارك؟ فعلا لم تكن تخلو الصحف المصرية من معارك ومشادات أشير إلى اثنتين منها: الأولى: دارت بين العقاد وطه حسين من جهة، وبين محمود أمين العالم وعبد العظيم أنيس من جهة ثانية. أما الثانية فدارت بين رشدي صالح وتوفيق الحكيم. أساس المعركة الأولى كتاب «في الثقافة المصرية» لمحمود أمين العالم وعبد العظيم أنيس، وهما ناقدان متأثران بالمفهوم الماركسي للأدب. وقد هاجما، في هذا الكتاب، النقد التقليدي وتبنيه لجمالية الأدب، حتى ولو كان بلا مضمون اجتماعي يعني بقضايا الناس، ويدفع بهم إلى الوعي الناضج المحفز لتغيير الأحوال، والدفع بعجلة المساواة والعدل. في هذا الإطار، كتب العقاد ساخرا من عبد العظيم ومحمود، منبها إلى أن ما يدعيانه من نقد جديد سبقهما إليه في كتابه الشهير الذي أصدره مع صديقه المازني، وهو كتاب «الديوان». فقد قال فيه بأن الشعر قيمة إنسانية وليست لسانية، وأن القصيدة وحدة في بنيتها، وليست قطعا مفككة. كما تحامل فيه على التقليد، والتعسف في المعنى، والاهتمام بالأعراض بدل الجوهر، واتخذ في شرحه لفكرته النقدية شعراء من عصره في طليعتهم أحمد شوقي. أما طه حسين فزعم أن الفكر النقدي عند العالم وأنيس غامض متعثر. إنه وجد عسرا شديدا في فهمه، وقد جعل لنقده عنوانا هو»يوناني فلا يٍُِقرأ»، وهي جملة استعارها من مثقفي القرون الوسطى، هؤلاء كانوا يجهلون اللغة اليونانية فإذا وجدوا أثرا مكتوبا باليونانية تجاوزوه، وقال بعضهم لبعض «يوناني فلا يقرأ». أما المعركة الثانية فكانت حول كتاب «حمار الحكيم» لتوفيق الحكيم. لقد كتب أكثر من ناقد يقول إن توفيق الحكيم أخذ روح الكتاب وبعض مضامينه من كتاب «حماري» للكاتب الإسباني خيمينيز.. لكن المعركة لم تعمر طويلا، إذ انتهت نهاية غير منتظرة، فقد أعلن جمال عبد الناصر منح وسام رفيع لتوفيق الحكيم، وبذلك أغلق ملف المعركة نهائيا. ومعروف أن عبد الناصر ذكر، في أكثر من مناسبة، أنه تأثر برواية «عودة الروح» لتوفيق الحكيم، لأنها أبرزت أن روح الأمة المصرية لا تموت، مهما توالى على حكمها من دخلاء ومستبدين. تروي من حين لآخر طرائف عشتموها هناك، لذا أسألك بعد الحديث الجدي عن الحياة الثقافية، عن الأجواء الخاصة بين الطلبة المغاربة. لم تخل سنوات القاهرة، فعلا، من مباهج وطرائف . في هذا الإطار أشير إلى أن طلبة المغرب أنشأوا فريقا لكرة القدم يتبارى مع فرق الطلبة الآخرين وكان من أمهر اللاعبين عبد الرحمان الريح، ومحمد برادة، وعبد الكريم بوعجاجة، وحارس المرمى الطيب كحل العيون. كان هذا الحارس متسما بالنظافة والأناقة ولطف المعشر، وكنا جميعا نحبه ونأنس به، لأنه لم يكن من نوعيتنا التي كانت «تقول لإبليس قم من مكانك لنجلس نحن» كما في تعبير بعض المغاربة. ومن لطائف الطيب كحل العيون أنني كنت، ذات يوم، مع برادة والمجاطي عند أحد الأصدقاء مراكش. وكان معنا كحل العيون، فاستمعنا جميعا إلى أحمد البيضاوي وهو يغني مقاطع من قصيدة البوصيري: أمن تذكر جيران بني سلم مزجت دمعا جرى من مقلة بدم فلما انتهت الأغنية سألنا كحل العيون وكان خبيرا بالغناء، وكم أسمعنا من روائع عبد الوهاب وأم كلثوم: ما رأيك أسي الطيب؟ فأجاب بلهجته المراكشية السجية، وبعفوية صادقة: لحنها على قدر إيمانه ومن الطرائف التي حدثت لنا في هذه الحقبة كذلك، تعرض البيت، الذي كنا نسكنه في ليلة من ليالي الصيف الحارقة، إلى السرقة. وقد حاول اللص أن يدخل من نافذة البيت الذي ينام به برادة. سجلت الحادثة في حينها وكتبتها في ما يلي: «استيقظت فجأة على صوت ينادي باسمي من الغرفة المجاورة، وأسرعت بعد أن أضأت المصباح إلى مكان الصوت، فوجدت صديقي محمد يلهث قائلا : إن سارقين حاولا الدخول إلى المنزل من نافذة غرفتي التي كانت مفتوحة بسبب الحر الشديد الذي تعيشه القاهرة. مرت ثوان وإذا الجيران قد استيقظوا، ودبت الحركة فانقلب المنزل متحفا للزوار. انقضت ساعة فجاء البوليس في سيارة مجهزة باللاسلكي وكأنها سرقة في شيكاغو. استدار رئيسهم وسأل: ما خطبكم ؟ قلنا: إنها سرقة كانت ستحدث، ولكنها لم تحدث والأمر كله لله. قال: ألم أقل لكم أن تغلقوا النوافذ قبل النوم؟ قلنا: بلى لكنها حادثة وانتهت، لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت. سار رجال البوليس إلى عين المكان، ورفعوا السلم الذي حاول السارق الطلوع منه، ثم دخل الرئيس إلى غرفة مجاورة بها تلفون وشرع يتحدث، بينما وقف حارسان برشاشتين عند الباب. أما صديقي وأنا فقد جلسنا نتابع المسرحية في فضول. وفجأة سمعنا شخيرا يرتفع خلف الباب فأطل صديقي دون أن يتكلم فخرجت بدوري لأرى ، وإذا الحارسان المحترمان في نوم عميق بشخير، وكأنهما في أوطيل «مرحبا». انتهى الرئيس من كلامه في الهاتف، ثم دخل الغرفة وعاين بكامل الاهتمام السلم الواقف، ثم أمر بأن يحمل في السيارة. إنني أعتقد أن سعادة الرئيس قد أخذ السلم إلى بيته لكنني لم أحتج. ولماذا سأحتج؟ هل السلم سلمنا؟. إلى ميشيل ماريان رجل الفكر زيارتي الأولى كانت في العام الماضي. فوق كل أعمدة المصابيح ، علق «حزب الله» صورا واقعية وملحاحة ل»الشهداء»، كلهم على نمط واحد، كما لو أنها عملية تكبير لصور بطاقة الهوية الوطنية، يرتدون نفس الزي العسكري، لحية قصيرة، والعيون مشوشة. وحدهما الاسم والوجه يختلفان. لقد اختفت اليوم صور هؤلاء الموتى. اعتقدت أنني ولجت جزءا من طهران، أمام هاته النساء المحجبات و المراقبات بشدة من طرف مليشيات متدينة وعصب أخرى هي خليط من شباب ينتمون إلى البروليتاريا الرثة.هذا خطأ. الإناث يتجولن حاسرات الرؤوس. عدد كبير من النساء يعرضن بياضهن للأكسجين الذي تشغفن به اللبنانيات الأنيقات. لقد تبرجز حزب الله (...) الموجه من طرف الجمهورية الإسلامية الإيرانية، التي عظمت من شأن «الثورة الإسلامية في لبنان»، والتي تورطت في العديد من أحداث اختطاف الرهائن الغربيين طيلة عقد الثمانينيات، تحول إلى حزب «المقاومة الإسلامية». كما طرد الإسرائيليين وعملائهم في «الجيش اللبناني بالجنوب»، وحرر البلد، وكسب سمعة وطنية لبنانية حتى عند المسيحيين المارونيين. وهو اليوم، عبر شبكاته الخيرية، تلك المؤسسات التي أنشأها، يعمل على السماح للمهاجرين القرويين الشيعيين بتحقيق ارتقائهم في عالم المدينة والسياسة، إلى حد ما على طريقة الحزب الشيوعي الفرنسي والنقابات العمالية في تحويل إلى بورجوازي صغير فرنسي العمال الايطاليين أو البولونيين الذين هاجروا إلى «لورين» أو إلى الشمال، خلال النصف الأول من القرن العشرين . من المكتبات الإسلامية، اشتريت صورا للشيخ نصرالله، رئيس حزب الله، يرفع رشاشا سلبت من الجنود الإسرائيليين، في تركيب تصويري يظهر فيه أمام مسجد الصخرة في القدس، هدف الفتح المستقبلي، في صورة محارب يحمس الجماهير. أهناك حقيقة أكبر من حلم ديكتاتورية البروليتاريا التي يغوي بها الحزب الشيوعي مناضليه، بينما يلتزم بالتسيير اليومي للبلديات الشعبية حيث تضعف عصبه الثوري؟ لا أعرف. هناك العديد من الكتب الإسلامية المترجمة إلى الفرنسية توجد في المكتبات، هناك أيضا كتب للأطفال. هذه الدعاية في لغة موليير موجهة إلى اللبنانيين المقيمين في إفريقيا الغربية، أغلبهم شيعة، يسهرون على تجارتهم هناك منذ أن هربوا من أريافهم حيث فقر القرى الجافة، في فترة كان فيها لبنان مثل السنغال و غينيا تحت وصاية الإمبراطورية الاستعمارية الفرنسية. وأغلبهم نسي اللغة العربية لكنه حافظ من أجل البلد و الدين على علاقة تتجلى في هبات عامة. قد تسمح ربما، في شراء مكان في الجنة لن توفره دائما الثروات المجمعة في إفريقيا في ظروف تكون غالبا مشكوكا فيها. البنايات الضخمة المتوهجة بالمرمر المخصصة للمؤسسات الإحسانية، والمستشفيات الخاصة بالطائفة، تشهد بكل تأكيد على هذا الكرم الاستثنائي، وعلى هذه العلائق المالية بين الشتات وحزب الله. لي موعد مع السيد محمد حسين فضل الله، لقب السيد يعني أنه ينتسب إلى نسل عائلة الرسول. كان لوقت طويل يعتبر مرشد حزب الله. إلتقته «ماري صورا»عندما أخذ ميشيل رهينة في مكان ما من ضواحي الجنوب، في محاولة منها لإطلاق سراح زوجها، دون نجاح. منذ ذلك الحين، وضع مسافة بينه وبين السياسة، ابتعد عن الحزب، مكرسا دوره في مجاله كدكتور في القانون ، وذلك يسمح له بالتوسع الديني. يعتبره أتباعه مرجعا، وسلطة عليا، ومنبعا للاستلهام الشيء الذي يكسبه، بين الشيعة الذي يبجلوه، نوعا من العصمة، تضاهي تلك التي لدى البابا في عيون الكاثوليكيين الأكثر ورعا. يتكلم العربية الصافية التي لدى الخطباء الدينيين، الملونة شيئا ما بالنبرة العراقية، البلد الذي ولد ودرس في مساجده الشيعية، إلى حد بلوغه الثامنة عشرة. مثلما حدث عند عرفات، عندما طلبوا مني ترك هاتفي النقال عند الحارس - إنها في كل الأذهان ذكرى الهاتف النقال المفخخ من طرف المصالح السرية الإسرائيلية، الذي قتل صانع الصواريخ في حزب حماس الفلسطيني «المهندس عياش». قال الجاحظ: «وسلمان رجل فارسي، وهذا كان شاهد كسرى، فتوهّم أن حكم الكتاب والسنّة كحكم تدبير السر والقائمين بالملك، فإنما تكلم على عادته وتربيته (...) وإن كان سلمان على ما قد وصفتم، وبالمكان الذي وصفتم، من الحكمة والبيان، فما دعاه إلى أن يكلم العرب والأعراب بالفارسية، وهو عربيّ اللسان فصيح الكلام، وهو يعلم أنه لم يكن بحضرة المدينة فرس ولا من يتكلم بالفارسية ولا من يفهمها. وهو إنما أراد الاحتجاج عليهم والإعذار إليهم». فقد جاء في الأخبار أن «سلمان الفارسي» قال عند بيعة السقيفة (كرْداذ ونكرْداذ) ويشرحها الجاحظ: «وإن كانت هذه الكلمة حقا، كانت ترجمتها بالعربية صنعتم ولم تصنعوا»، ثم يرفض الجاحظ هذه الرواية ويعطي عدداً من الأدلة التاريخية التالية: - لو كان سلمان قد قال ذلك، لكان من أهل الطعن والمخالفة فكيف يكون مع هذا والياً للنظام الذي عارضه. قال الجاحظ: «فكيف يحتمل لسلمان الطعن والخلاف ثم لا يرضى له إلا بالولاية على بلاد كسرى، ففي هذا دليل على أن سلمان لم يقل: كرداذ ونكرداذ». - انعدام السند التاريخي الموثق لهذا الخبر وفي هذا يقول الجاحظ: «مع إنك لو طفت في الآفاق تتطلب لكرداذ ونكرداذ إسنادا لما وجدته. ولكنّا قد روينا أن سلمان قال: «أصبتم الحق وأخطأتم المعدن». ويعلل الجاحظ أن هذا القول قد صدر عن سلمان تأثرا بنظام الحكم الذي كان موجودا في بلاده التي نشأ فيها ولم يفهم الفرق بين البيئة العربية والبيئة الأجنبية. يرى يوسف صديق أن أدلة الجاحظ لم تعمل إلا على إرجاع سلمان إلى بيئته، أي أنها- بإثارة العامل الإثني في تفسير الخبر- أنكرت عليه حق إبداء رأي سياسي في موضوع يهم المسلمين. ومع ذلك، فإن سلمان الفارسي يبدو، في كل الأحوال، بدون وجه أو اسم، اللهم تلك الصفة التي التصقت به (أي الفارسي)، ولا نعرف عنه إلا أنه كان رجلا فارسيا من أصبهان، أبوه كان دهقان قريته، وأنه كان مجوسيا ثم نصرانيا قبل أن يعتنق الإسلام. وكل التراجم المرتبطة بالمؤسسة الفقهية، بل حتى العسقلاني صاحب كتاب «الإصابة في تمييز الصحابة» وشارح صحيح البخاري كان يصف سلمان بالمعمر، وأنه من معاصري المسيح! أما البلاذري صاحب كتاب «أنساب الأشراف»، وهو من معاصري الجاحظ، فقد تمكن من تقديم سلمان الفارسي بشكل أفضل. فقد نقل أنه (سلمان) غادر أصبهان في وقت مبكر هربا من والده الذي عارض إعجابه بالمسيحية لأن قومه كانوا يعتنقون الديانة المجوسية. والتحق بالكنيسة وخدم الرهبان، وتنقل في فضاء كان تطغى عليه الحضارة اليونانية (الهيلينية)، إلى أن التحق بالمدينة بناء على وصية أحد الرهبان الذي قال له إن نبيا جديدا سيبعث في أرض الحجاز. ورغم أن يوسف صديق يصر على أن الممحاة رافقت الدور الذي لعبه سلمان الفارسي في تطوير المشروع الأخلاقي والثقافي والسياسي الجديد (الإسلام)، وبأنه بدون وجه أو اسم، فإن روايات أخرى، التي حاولت تجميع الأجزاء وتركيب الصورة (وتحديدا الرواية الشيعية)، تؤكد أن اسمه الحقيقي هو «روزبة»، وأنه عاش حياة قلقة، إذ لم يجد في معتقدات قومه ما يلبي طموحه، فبدأ رحلة البحث عن الحقيقة، ولذلك آثر الطواف في أصقاع العالم، تاركاً نصيبه من الجاه والمكانة الخاصة التي كان ينعم بها ويخصه بها والده «خشفوذان»، الذي كان يؤثره على بقية أخوته، ولا يكلّفه بأيِّ عمل في مزارعه التي كان يملكها، شأنه في ذلك شأن بقية المترفين. وقد بدأت رحلة البحث عن الحقيقة هذه عندما طلب منه والده أن يقوم بالإشراف عن كثب على سير عمل الفلاحين في مزرعة له، وطلب منه أن لا يتأخر في العودة إليه، كي لا يشغل باله، فمرَّ بكنيسة للنصارى وهم يصلّون، فأعجبه أمرهم، ورأى أن دينهم أفضل مما يعتقد، وبقي عندهم حتى غابت الشمس، يسألهم ويستفسر منهم عن ماهية هذا الدين. ولما عاد سلمان، لم يجد سبيلاً لكتمان ما رأى وسمع، فأخبر والده أنّ دين النصارى أفضل مما يدين، ولكن والده حاول إقناعه بأحقية ما يدين به وقومه، ولما فشل في إقناعه وضع القيود في رجليه. وظل سلمان رهين قيده وبيته مدةً من الزمن، إلى أن علم بتحرك قافلة نحو الشام فألقى الحديد من رجليه، وخرج. ولما وصل إلى الشام قصد أحد الرهبان، ودخل في خدمته ليتعلم منه الدين المسيحي. وتنقل بين رهبان أنطاكية والإسكندرية، إلى أن أخبره أحد الرهبان أن الزمن الذي سيبعث به النبي محمد قد دنا، فخرج يقصد أرض الحجاز، وسار مع ركب يخدمهم في رحلتهم تلك، لكنه كان لا يشاركهم الطعام، مما عرضه لحقدهم، لأنهم كانوا وثنيين أو يهودا. فما كان منهم إلا أن أوسعوه ضربا وباعوه بثلاثمائة درهم إلى رجل يهودي، لم يتردد في تعذيبه، بعد أن علم بأمره. ولم يمض وقت قصير حتى باعه لامرأة سَلمية، فأحبّته تلك المرأة وأعطته حائطاً (بستاناً)، حيث مكث معها فترة طويلة يدير لها شؤون بستانها، يسقي الزرع ويؤبر النخل. وفي تلك الفترة، كان النبي قد ظهر في مكة وخرج يدعو الناس إلى الإسلام، وسلمان لا يعلم بذلك. ولم يتحقق موعد اللقاء إلا عندما هاجر النبي إلى المدينة، فسنحت له الفرصة عندما أقبل عليه سبعة رهط، وهو يعمل كعادته في بستان امرأته، وهم النبي محمد، وعلي بن أبي طالب، والحمزة بن عبد المطلب، وعقيل بن أبي طالب، وزيد بن حارثة والمقداد وأبو ذر الغفاري..