الدكتور مصدق مرابط أظهرت عدة أبحاث أن الاستهلاك المفرط في الملح يسفر عن ارتفاع نسبة أخطار الإصابة بحوادث الشرايين الدماغية والأمراض القلبية، حيث بينت هذه الأبحاث أن استهلاك أكثر من 5 غرام في اليوم من الملح يرفع خطر الإصابة بحوادث الشرايين الدماغية بنسبة 23 في المائة، ومن خطر الإصابة بالأمراض القلبية بنسبة 17 في المائة. وتجدر الإشارة إلى أنه ثلث المغاربة مصابين بارتفاع في الضغط الدموي الذي يؤدي إلى تسجيل مضاعفات قلبية ودماغية، إضافة إلى التسبب في الضعف الكلوي، لذا فإن فتقليص الاستهلاك اليومي من الملح بستة غرامات من شأنه تخفيض الضغط الدموي ب4/7 ملم ميركير عند الأشخاص المصابين بارتفاع في الضغط الدموي و ب 2/4 ملم ميركير عند الأشخاص الذين لديهم ضغط دموي عادي . لذا فإن استعمال الملح بكيفية قليلة في مأكولاتنا يمكن أن يقلص نسبة ارتفاع الضغط الدموي والأمراض القلبية والدماغية، ويساهم في تقليص نسبة الوفيات والميزانيات المخصصة لعلاج هذه الأمراض، ف 75 في المائة من الصوديوم الذي نتناوله يأتي من منتوجات الصناعة الغذائية ونسبة 06 في المائة تأتي من الملح الذي يُضاف في مائدة الطعام، بينما نسبة 5 في المائة هي في طي المأكولات . ومن باب العلم بالشيء فإن عدة دول نجحت في تقليص نسبة استهلاك الملح عند السكان بنسبة 20 إلى 30 في المائة وذلك من خلال إجراء شراكة بين الحكومة والصناعة الغذائية والمنظمات العلمية والصحية والقطاع الخاص، أخذا بعين الاعتبار أن المنظمة العالمية للصحة توصي باستهلاك يومي أقل من 5 غرام، مما يتعين معه على الفاعلين الصحيين أن يقيموا الوضع في المغرب للتعرف على كمية الصوديوم التي يستهلكها المواطن المغربي، ومنابع الصوديوم في الأكل، مع خلق بيئة تساعد على تقليص استهلاك الملح، والعمل على التحسيس والتربية الغذائية خاصة عند الأطفال لتفادي مضاعفات الاستهلاك المفرط في الملح، كما يجب أن تكون استراتيجية تقليص استهلاك الملح عند السكان متكاملة ومتناسبة مع استراتيجية الملح المقوى باليود . وختاما فإن عقد شراكة تطوعية هادفة مع المؤسسات الصناعة الغذائية لتقليص الملح المضاف إلى المأكولات في التصبير وفي الانتاج، مع التربية والتحسيس بأهمية تقليص نسبة الصوديوم في أكلنا سيساعد المواطن على تحسين صحته.