قالت وسائل الإعلام الهولندية التي تناقلت في وقت لاحق خبر إنشاء جهاز الاستخبارات الهولندي مواقع متطرفة وهمية للتواصل مع الإرهابيين والسيطرة عليهم وكشف خططهم ; ان الاستخبارات الهولندية كونت فريقا كاملا انتقت أفراده بعناية فائقة للإشراف على هذه العملية، وان الفريق ضم مستعربين ومترجمين وهولنديين ناطقين باللغة العربية ووصفت الفكرة بأنها جهنمية ولم تخطر حتى لجهاز الاستخبارات الأمريكي نفسه. وذكرت بعض التقارير الصحفية أن من بين الأشخاص الذين ضمهم الفريق صحفيا مصريا يعمل في مجال الترجمة، عمل ضمن هذه المهمة إلا انه قام بربط علاقات مع جهات خارجية وقام تسريب معلومات عن العملية الى هذه الجهات، كما عمد الى تسجيل لقاءاته مع المسؤول الهولندي المكلف بالإشراف على العملية والى استنساخ الكثير من الوثائق الخاصة بها. يقول جمال ريان، أحد متتبعي الشأن العربي الاسلامي في هولندا أن «المخابرات الهولندية نفذت عملية ذكية جدا وغاية في الدقة وهو ما مكنها بالفعل من الحصول على الكثير من المعلومات و تتبع خطوات الجالية المسلمة في هولندا». وقد تمكن جهاز الاستخبارات من خلال هذه العملية من التواصل فعليا مع متطرفين إسلاميين وتبادل المعلومات معهم، وانضم الى منتدى المواقع الالكترونية الوهمية أكثر من 150 عضوا واستمر الموقع في العمل مدة ستة أشهر كاملة. ورغم أن جهاز الاستخبارات كان راضيا تماما عن النتائج التي حققها الموقع الا أنه اضطر في النهاية الى إغلاقه نظرا لان زائريه كانوا يخططون لاختراق مواقع أخرى وهو ما قد يعرض جهاز الاستخبارات الهولندي للمساءلة القانونية. ويبدو ان جهاز الاستخبارات الهولندي تمكن من خلال هذه المواقع من رصد حركات بعض الإسلاميين المقيمين في هولندا وحتى خارجها وتتبع خطواتهم والتعرف على خططهم، و يرى السيد جمال ريان أن»الموقع نجح في الإيقاع بأشخاص مشبوهين من داخل وخارج هولندا ولا استبعد أن تتبنى أجهزة مخابرات عربية هذه الفكرة لتطبيقها لديها، فقد كانت هذه العملية ناجحة الى الحد الذي جعل دولا أخرى تفكر في الإقتداء بها». في عام 2004 اغتال المغربي محمد بويري المخرج السينمائي تيو فان خوخ في الشارع على خلفية إنتاجه لفيلم اعتبره البعض مسيئاً للمسلمين. وغرس بويري في صدر الضحية رسالة تهديد موجهة الى كل من تسول له نفسه التعرض الى الإسلام. ومنذ تلك الحادثة أصبحت هولندا تخشى الإرهاب وتستعد له. الا ان السيد جمال ريان يرى ان مقتل فان خوخ ليس هو السبب الوحيد الذي يجعل هولندا تخشى الخطر الإرهابي ويقول إن «مشاركة هولندا في الحرب في أفغانستان وصعود حزب الحرية المعادي للإسلام والمسلمين بزعامة خيرت فيلدرز المثير للجدل سببان مباشران يبرران خوف هولندا المستمر من الإرهاب». ورفض جهاز الاستخبارات الهولندي تأكيد أو نفي هذا الخبر رغم محاولات عديدة قامت بها وسائل إعلام مختلفة للحصول منه على تعليق. جدير بالذكر ان جهاز الاستخبارات الهولندي سبق له ان اعتمد تقريبا نفس الطريقة في السبعينات لملاحقة الماويين في هولندا عبر إنشاء حزب شيوعي وهمي وهو ما جعل حتى الصين تقع في هذا الفخ.