لم تكن صفقات الدوري الإسباني هذا الصيف بنفس ضجة صفقات الموسم الماضي، بعد انتقال ثلاثة من أبرز نجوم الدوريات الكبيرة الأخرى، وهم كريستيانو رونالدو، ريكاردو كاكا وزلاتان إبراهيموفيتش. لكن صفقات هذا العام كانت واضحة الدراسة والمعالم لأغلب الفرق في إسبانيا، وشعرت وأن الأندية درست احتياجاتها بالفعل قبل اتخاذ قرار الشراء. في برشلونة قام بطل الليغا في العام الماضي بإجراء صفقتين فقط، لكنهما صفقتين مهمتين وقويتين. ضم مهاجما من أفضل ثلاثة مهاجمين في العالم، وهو دافيد فيا بمبلغ وصل 40 مليون يورو دفعها لفريق فالنسيا، وهي صفقة لا غبار على قوتها وفائدتها للنادي الكتلاني سواء بتعويض إخفاق إبراهيموفيتش في العام الماضي أوربما القيام بما قام بد ديل بوسكي، وإشراك فيا على الجانب الأيسر، الذي بات فارغاً بعض الشيء برحيل هنري. كما ضم أدريانو في صفقة غاية في القوة، لأن الفريق يحتاج للاعب من عينة كوريا، الذي يستطيع اللعب في أكثر من مكان، وهي بالفعل صفقة ناجحة قبل حتى أن يتم الإعلان عنها رسمياً. إن برشلونة لا يحتاج لمركز ضروري في التشكيل الأساسي، لكنه بالتأكيد يحتاج ل «زاد» بشري يسمح له بخوض البطولات الثلاثة بدون مشاكل، وذلك بعد رحيل لاعبين مهمين كهنري، ماركيز وتوريه، وحتى لا تمثل له الإصابات مشكلة عويصة يصعب حلها، خصوصاً وأنه يستمر طويلاً في دوري أبطال أوروبا خلال السنوات الماضية. أما في ريال مدريد فالوضع مختلف، فالفريق يعاني من تخمة من اللاعبين، وفي طريقه للتخلص من اثنين أو ثلاثة ممن يتدربون مع مورينيو، والأسماء التي تم طرحها هي لمحمادو ديارا ولاس ديارا بجانب فان دير فارت. والإختلاف بين «الماركا» وال «آس» في أن الأولى وضعت اسم غاغو والثانية وضعت اسم درينثي. ويمكن اعتبار أن ريال مدريد أخطأ في عدم ضم ظهير أيسر، لأن جوزيه مورينيو مدرب معروف بقدرته على خلق كماشة دفاعية لايمكن المساس بها إلا نادراً، وأساس هذه الكماشة هي تواجد 4 لاعبين في الخط الخلفي قادرين على تنفيذ فكره هذا بكل قوة. وقد قام النادي الملكي بتعاقدات هادئة، إذا ما قارناها بتعاقدات الموسم الماضي، لكنها مدروسة بعناية، فمورينيو يعشق اللعب بمهاجم واحد، وبالتالي لم يكن يمكن ضم مهاجم قبل ضم لاعب من عينة مسعود أوزيل قادر على اللعب بنفس طريقة شنايدر في الإنتر. أما فالنسيا، الذي كان أكبر نادي في البيع، فقد قام بتعاقدات مثمرة جداً لم ينتبه إليها كثيرين، مكتفين بمعرفة أن الفريق فقد أهم نجمين عنده. وركز إيمري بطريقة واضحة على خط الوسط، لذلك ضم محمد توبال وهو «مسمار» في الوسط بجانب ضمه لتينو كوستا مع المحافظة على مانويل فرنانديز، كما أن الفريق تخلص من حمامه القديم بالتخلي عن كبار السن مارشينا، باراخا وتضاؤل دور دافيد ألبيلدا لكن من تبين تألقه فعلاً هو فيسنتي رودريغيز، الذي يقدم مستوى كبيرا هذه الأيام. وعوض الفريق رحيل فيا بجلب سولدادو وأدوريث، فالأول قادر تماماً على أداء الدور الأهم لدافيد فيا، وهو تسجيل الأهداف لأنه مهاجم قناص جداً، والثاني يمتاز بالمهارة العالية بجانب قدراته التهديفية. ومازالت مشكلة فالنسيا في قلب دفاعه، فالفريق ضم مدافعا واحدا هو ريكاردو كوستا، وهو مدافع جيد لكنه ليس بالقائد في الخط الخلفي، لكن أمل عشاق فالنسيا في قدرة إيمري على إيجاد نوع من التفاهم بين كوستا ونافارو أو أليكسس أو حتى ديالبيرت. أتلتيكو مدريد كانت سوقه مؤثرة جداً، وازداد الفريق قوة بالفعل على كافة الأصعدة، فرغم التخلص من المهاجم سالفيو على سبيل الإعارة لبنفيكا، ضم الفريق نجم بلد الوليد دييغو كوستا، الذي قدم موسماً مميزاً بجانب ضمه لتلميذ آرسن فينغر فران ميريدا في صفقة انتقال حر، أما الخط الخلفي فقام فيه الفريق بأفضل صفقة. فقد ضم فيليبي لويس، ظهير ديبورتيفو لاكورونيا، كما قام الفريق بجلب مدافع متمرس هو دييغو غودين، لاعب فياريال السابق، وربما يشكل ثنائياً مميزاً مع دومينغيز اكتشاف كيكي فلوريس في العام الماضي، وتوج الفريق سوقه الصيفية بالفوز بخدمات تياغو اليوفنتوس لموسم آخر، ليحافظ على قوام الفريق الذي حصد الدوري الأوروبي في الموسم الماضي. واستمر إشبيلية في تعاقداته الهادئة بعيداً عن الأضواء، لكن صفقة دابو الظهير الأيمن كانت مميزة، رغم أنه لم يقدم المستوى الجيد في لقاء سبورتنغ براغا، وتبقى صفقة سيغاريني علامة التحدي للفريق، لأن النادي الأندلسي يحتاج بشدة لمن يقود خط وسطه من قلب الملعب، لأن ريناتو لا يستمر في أفضل حالاته طوال الموسم. وقام فياريال بخطوة جريئة جداً، حيث جدد ثقته في خوان كارلوس جاريدو، مدرب الفريق الثاي، الذي ألحق 7 لاعبين دفعة واحدة بالفريق الأول. لكن الغواصات قامت بتعاقدين مؤثرين، ضم الدولي الإسباني كارلوس مارشينا قبل رحيل غودين وقبلها قام بتعاقده الأفضل هذا الموسم بالتوقيع لبورخا فاليرو، الذي لم يستطع مايوركا شراؤه من وست بروميتش بسبب أزمته المالية. بقية الفرق كانت تعاقداتها رخيصة الثمن وكلُ كان يلعب في منطقته، لكن البعض اختار إعادة بعض الخبرات لليغا أومنح الثقة للمواهب الشابة.