بدأ اليوم الأول لشهر رمضان المبارك بإعادة طرح مشكل الباعة المتجولون بالمدينة وبشكل حاد، خصوصا تواجدهم وسط المدينة بشارع محمد الخامس باعتباره قلب المدينة. لقد سبق أن تقدم أصحاب المحلات التجارية المتواجدة بالشارع مند شهور، بطلب إلى السلطات المعنية من أجل تحويل الباعة المتجولين إلى مكان آخر، وفعلا استجابت السلطات لطلبهم، لكن مع حلول الشهر الكريم عاد الباعة المتجولون إلى وسط المدينة، مما دفع بأصحاب المحلات التجارية للاحتجاج مرة أخرى، فاتصلوا أولا بالسلطة المحلية التي أكدت لهم أن المشكل عام ومعقد بكل الوطن ولا يمكن إيجاد حل سريع ، خصوصا وأن شهر رمضان تنتعش فيه الحركة التجارية الموسمية ولا يمكن قطع أرزاق هؤلاء، وقد اتصلوا كذلك بالمجلس البلدي للاحتجاج ، فتم إخبارهم بأن المشكل من اختصاص السلطة المحلية. وقد اخبرنا بعض المحتجين عن الأسباب الرئيسية على احتجاجهم ، فصرحوا للجريدة بانتشار الفوضى وسط المدينة وعرقلة حركة المرور وتجميدها من الظهيرة حتى مغرب الشمس، الأمر الذي يسبب عدة مشاكل في حركة سير السيارات والشاحنات، خصوصا تلك التي تنقل البضائع، وهذا أمر يثير استياء السائقين اضافة إلي كثرة المشاجرات والسب والشتم بالكلام الساقط، وغالبا ما يترتب عن ذلك استعمال العنف رغم الزحمة التي يعرفها المكان وتسببهم في تراكم الأزبال بعد تركها بالشارع بدون جمعها، الأمر الذي يشوه صورة المكان، ويسبب انتشار الروائح الكريهة وغير ذلك. أما الباعة المتجولون فيعتبرون أنه من حقهم العيش هم وعائلاتهم ، فليس هناك بديل عن هذا، لأن سوق الشغل بالمدينة منعدم ، وإن توفرت بعض فرص الشغل فهي جد محدودة وتكون فقط لأصحاب النفوذ أما أن يستسلموا فهذا مستحيل، لأن عليهم واجبات يجب القيام بها من إطعام، وتوفير السكن والملبس والدواء ولوازم الدراسة، التي هي على الأبواب ، وغير ذلك من الضروريات . أما ما يقع من تجاوزات لا أخلاقية وفوضى فهم يحملون المسئولية للسلطة المحلية والمجلس البلدي . يذكر أن المجلس ما قبل السابق قرر نقل جميع الباعة المتجولين إلى السوق القديم ،وتمت المصادقة أنداك على تفعيل لجنة الشئون الاقتصادية والاجتماعية ، لكن لم يفعل أي شيء . أما أثناء ولاية المجلس السابق فتم اقتراح بتخصيص جزء من القطعة الأرضية المحاذية لمحطة القطار للباعة المتجولين . لكن بعد نقاش حاد تم الاتفاق والمصادقة مرة أخرى على أن يرحل كل الباعة المتجولون إلى السوق القديم . لكن بقي المشكل قائما إلى اليوم .فمتى سيتم إيجاد حل نهائي لمواطنين يبحثون عن رزقهم وأرزاق عائلاتهم بالرصيف ؟ ويمكن اعتبار أن السوق القديم هو الحل الأمثل لهدا المشكل ، يكفي فقط أن تكون لدى المجلس والسلطة المحلية الجرأة والإرادة لتطبيقه ، بعد تطهير السوق من التلوث والتخطيط الجيد لهذا الغرض والحزم من أجل ضبط كل الباعة المتجولون وتنظيمهم للحفاظ على نظافة المكان .