مع كل موسم صيف يسجل إقبال كبير على مجموعة من الشواطئ بمدينة البيضاء و النواحي، بل يتحول العديد منها إلى وجهة لمئات المصطافين من الباحثين عن متعة الاصطياف هربا من حرارة الشمس الحارقة وتكريس الروتين اليومي، إلا أن العديد من هذه الشواطئ لا تتوفر بها وسائل وشروط السلامة الضروريين، بل غالبيتها غير محروسة.. شاطئ عين السبع بكافة تفرعاته واحد من بين الشواطئ التي تضم مجموعة من الأماكن غير المحروسة، فعلى بعد 400 متر من شاطئ «الشهيدية» تبتت إشارة تحذيرية كتبت عليها عبارة «ممنوع السباحة» تلخص الوضع الذي يحكم المنطقة، حيث الأخطار تحذق بالمصطافين، إلا انه رغم وجود هذه العلامات التحذيرية، فالمكان يسجل إقبالا مكثفا من لدن المصطافين، خاصة ساكنة عين السبع والمناطق المجاورة، بل أحيانا من بعض المدن المجاورة «سطات» الذين يقصدون مياه الشاطئ. «... هناك غياب للنظافة شيئا ما، خاصة في ظل تواجد مواد التطهير السائل، ومقذوفات المصانع وكبريات الشركات، التي تصب في مياه الشاطئ، لكن هذا لا يمنعنا من السباحة وركوب الموج، رغم علمنا بخطورة الوضع، علاوة على أن المنطقة غير محروسة في الغالب، وإمكانية السباحة فيها تشكل أكبر خطر» يصرح «أنس 23 سنة» ملخصا الوضع الذي يسود شاطئ عين السبع . علاوة على طبيعة المنطقة الصخرية فهي ملوثة بمقذوفات تطهير السائل كما سبق الذكر إضافة إلى الازبال، إذ تستقبل مياه البحر بعين السبع مئات الأطنان من مخلفات المصانع من مواد كيميائية ذات انعكاسات سلبية تهدد سلامة و صحة المصطاف، وكذلك الثروة السمكية. انعدام شروط الاصطياف بالمنطقة و الإقبال الكبير للمصطافين على شاطئ عين السبع، يطرح أكثر من سؤال. يقول أحمد، مصطاف من مدينة سطات، بهذا الخصوص :«صراحة البحر هنا ما نقيش، أنا تنجي من سطات غير باش تنستمتع بالبحر، زيادة على أني ما تنعرفش السباحة...» تختلف أسباب ودواعي زيارة شاطئ عين السبع من شخص لآخر، فبين حب السباحة وركوب الموج، هناك فئة أخرى ارتأت التواجد بالشاطئ فقط للتمتع بزرقة البحر، فيما يجد آخرون صعوبة في التنقل إلى بعض الشواطئ المحروسة و الآمنة، خاصة من الساكنة المجاورة للشاطئ مما يفسر إقبالهم على الشواطئ غير المحروسة، في مغامرة قد تكون لها عواقب وخيمة، خاصة لدى الأطفال . رشيد 26 سنة، اعتاد ارتياد الشاطئ بشكل يومي وهو الذي يستهويه ركوب الموج، وممارسة بعض أنواع الرياضات المائية. وبخصوص نظافة وأمن وسلامة الشاطئ يقول رشيد :«صراحة هناك غياب تام للنظافة وكذا شروط السلامة مما يهدد حياة المصطافين، لكني أجد المتعة في ركوب الموج ... هذا كل شيء» يبقى شاطئ عين السبع بمختلف أجزاءه «النحلة، السعادة، زناتة»، بالإضافة إلى مجموعة من الشواطئ الأخرى غير مصنفة، بالمدخل الشمالي للمدينة الوجهة الصيفية للعديد من الشرائح الاجتماعية المعوزة، رغم خطورة الوضع وعلمهم بذلك لدواعي تختلف من شخص لآخر .