لازالت قناة الري الرئيسية بإقليم بركان تشكل قلقا متواصلا لدى المواطنين، سواء لدى أولئك الذين يقطنون بمحاذاتها، أو الذين يتجه أبناؤهم إليها بهدف الاستحمام خلال فصل الصيف، خاصة وأنهم يعاينون كل مرة حالة أو أكثر من حالات الغرق بمياهها، التي لاتميز بين الكبير والصغير، حتى أن عدد الغرقى بلغ خلال سنة واحدة حوالي 15 غريقا، كان آخرهم امرأة في عقدها الخامس، والتي ابتلعتها مياه القناة بجماعة الشويحية، ولم يتم العثور على جثتها إلا بعد مضي ثلاثة أيام. وسجل شهر يونيو الأخير لوحده أربع حالات للغرق كان ضحيتها أطفال تتراوح أعمارهم بين 11 و15 سنة، من بينهم طفلة في سنتها الثالثة. ارتفاع عدد الغرقى بمياه قناة الري الرئيسة بإقليم بركان، جعل شريحة واسعة من المواطنين تعيش معاناة حقيقية، مما يفرض على المسؤولين الإلتفات إليها، والتفكير في إجراءات عملية من شأنها الحد من هذه الظاهرة التي تتنامى مع كل صيف. وقد طالب مجموعة من السكان القريبين من هذه القناة في حديثهم للجريدة، بضرورة بناء أسيجة حديدية أمام كل منزل محاذ لها، بهدف تأمين أفراد الأسرة من الوقوع فيها، خاصة الأطفال الذين لا يدركون حقيقة الخطر الذي يحدق بهم، بالإضافة إلى التفكير في آليات أكثر فاعلية، لتشديد المراقبة. فالأطفال، يقول أحد المواطنين، «يقضون النهار كله في الاستحمام بهذه القناة بدون أي خوف من أحد، لأنهم يدركون أن هناك غيابا للمراقبة، التي من شأنها العمل على لجم مرتادي هذه القناة للسباحة» وقد عقب أحد الأطفال على هذا وهو يستعد للقفز في القناة قائلا :« واش احنا معندناش الحق حتى فالعوم فهاذ الصيف.. او ديرولنا المسابح » وهي إشارة إلى أن انعدام فضاءات عمومية للاستحمام، يشجع هؤلاء على التوجه إلى هذه القناة وغيرها. وعلاقة بالموضوع، استغرب أحدهم من الابقاء على الطرقات التي تمر على حافتها، والتي كانت سببا في وقوع دراجات هوائية ونارية بمياهها. ومن جهة أخرى شدد أحد آباء التلاميذ، على ضرورة بناء سياج آمن عند مدخل المدارس التي يفترض أن تبنى بعيدا على هذه القناة، مع ضرورة وضع اللوحات و«الشواخص الارشادية» على طول القناة، وإرفاق العملية باستراتيجية دائمة تتضمن برامج تحسيسية بخطورة الاقتراب من هذه القناة، وذلك للحيلولة دون وقوع حوادث مفجعة، والتي طالما يذهب ضحيتها الكثير من الأطفال والشباب على السواء، خاصة مع كل فصل صيف.