فيما بدأت أجواء الانفراج تلوح في الأفق بين المغرب واسبانيا ، بعد المكالمة التي أجراها العاهل الإسباني خوان كارلوس مع جلالة الملك ، أبت بعض الأوساط الإسبانية المعروفة بعدائها التاريخي والدفين لبلادنا إلا أن تواصل حملة التصعيد ضد المغرب والمغاربة . وفي هذا الإطار شن رئيس ما يسمى بحكومة مليلية المستقلة ، خوان خوسي إمبرودا ، حملة على المغرب وحكومة ثاباطيرو التي اتهمها بالتقاعس والعجز في ما يخص تناول القضايا الثنائية، وعدم تمكنها من «إعادة المغرب إلى حجمه الطبيعي» حسب قوله . إمبرودا المعروف بمواقفه العدائية لكل ما يمت للمغرب بصلة ، اتهم في حديث إلى وكالة إيفي للأنباء حكومة ثاباطيرو بترك « الأمور تتعفن»، معتبرا أن ما حدث بالحدود الوهمية مع مليلية المحتلة نتيجة احتقان مستمر منذ عدة أشهر ، وأن الحكومة المركزية عوض أن تواجه الموقف و« تعيد المغرب إلى حجمه الطبيعي» فضلت الركون إلى الصمت . واعتبر إمبرودا أن الحوار مع المغرب غير مجد، وأن الأفضل هو سياسة الحزم تجاهه ، وأضاف أنه إذا تواصل تضييق الخناق على مليلية اقتصاديا، فإن المغرب هو الخاسر لأن مليلية ستولي وجهتها إلى مالقة وألميرية للتزود بما تحتاجه من مواد غذائية . ومعلوم أن ناشطين مغاربة منعوا فجر الخميس شاحنات محملة بالسمك والخضر والفاكهة من دخول مليلية المحتلة، مما كان له تأثير بين على أسواق المدينة، قبل أن يعلنوا إنهاء الحظر ، مبررين لجوءهم إلى ذلك للاحتجاج على العنف الذي مارسه عدد من رجال الشرطة الإسبانية ضد مواطنين مغاربة . ومن المتوقع أن يتم منع الشاحنات التي تحمل الأسماك والمنتجات البحرية والخضراوات والفواكه من دخول مليلية المحتلة اعتبارا من الأربعاء المقبل وحتى السبت ، بينما سيتم منع وصول الاسمنت اعتبارا من الاثنين المقبل، وعلى مدار 15 يوما، حسب ما صرح به مسؤول منسقية المجتمع المدني بالشمال . من جهة أخرى، قررت تسعة من الشرطيات العاملات بنقطة الحدود الوهمية مع مليلية المحتلة، رفع دعوى قضائية ضد مسؤولين بالمنسقية المذكورة متهمات إياهم بتعليق ملصق مركب بالنقطة الحدودية تحمل صورة نساء بزي الشرطة الاسبانية وبجانبهن أياد ملطخة بالدم في إشارة على ما يبدو إلى العنف الممنهج الذي يتعرض له المغاربة بالحدود الوهمية . ورغم أن الملصق لايظهر بوضوح أي وجه، إلا أن الشرطيات المذكورات قلن إنهن تعرفن على أنفسهن من خلاله وهو ما اعتبرنه قذفا وإهانة لهن .