امرأة مناضلة وشجاعة، احدى الوجوه النسائية المعروفة لدى مدينة خريبكة، اعتقلت بضواحي مولاي بوعزة بمنطقة الجبوج، رفقة ابنتها حين كانوا رجال البوليس يبحثون على زوجها علي عبيدي. عاشت سنوات الرصاص والقمع الأوفقيري ، من مواليد سنة 1929 ، تعرضت للإختطاف القسري إبان سنوات السبعينات، بسبب زوجها وأخيها أحمد عسيل المطاردان. وقضت ثمانية أشهر رهن الإعتقال في المعتقلات السرية والعلنية ما بين سجن مولاي بوعزة وثكنة خنيفرة ودرب مولاي الشريف بالدارالبيضاء والكوربيس بآنفا ، عندما جيء بفاظمة عسيل إلى الدارالبيضاء رفقة أختها يطو، تعرضت لأبشع أنواع التعذيب والترهيب الجسدي والنفسي على يد زبانية البطش بالزنازن ، الذين زادوا فنزعوا منها طفلتها خدوج عبيدي وعمرها ستة أشهر من عمرها وسلموها دون شفقة أو رحمة لأحد المستشفيات، حيث بقيت شبه يتيمة إلى حين قضاء والدتها لمدة اعتقالها . اعتقلت فاظمة عسيل في المرة الأولى لمدة شهرين، وبعد إعدام شقيقها أحمد اعسيل اعتقلت ثانية يوم نزعوا منها طفلتها واقتادوها إلى المعتقل الذي قضت به أكثر من خمسة أشهر في ضيافة الظلام والتعذيب. كانت فاظمة وأختها يطو التقوا بالأختين المناضلتين أزغار جميعة وزهرة في المعتقل السري درب مولاي الشريف والكوربيس . وكانت ضمن 159 مناضلا معتقلا من الذين مثلوا أمام المحكمة. فاظمة عسيل صهرة المناضلة فاظمة أوخلف زوجة احماد عسيل التي قضت بدورها تسعة أشهر في المعتقلات السرية . دون محاكمة شأنها شأن المختطفين والمختفين آخرين . فاظمة عسيل شقيقة المناضل أحماد عسيل المدعو احديدو الذي اختطف واحتجز بالأقبية السرية ما بين خنيفرة ومكناس والقنيطرة إلى حين أصدرت المحكمة العسكرية يوم 30 غشت 1973 حكمها القاضي بإعدامه رميا بالرصاص في غياهب السجن المركزي بالقنيطرة فجر فاتح نونبر سنة 1973 رفقة مناضلين كثيرين من ضمنهم حوالي 16 معتقل، بعد الحكم عليهم بالإعدام، أمثال موحى والحاج أمحزون،من أعيان مدينة خنيفرة ينحدر من سلالة من الملاكين المحليين أصبح صهر الملك الحسن الثاني ، وعمر دهكون والملياني. وصادف ذلك اليوم احتفالات عيد الأضحى ، وكان أقل حكم، هو سنتين، وذلك بتاريخ 14 مارس 1973 ، في محاكمة القنيطرة في قضية أحداث 3 مارس 1973 المعروفة «بمولاي بوعزة»، كما قتلا بالرصاص بعد مواجهات مسلحة كل من محمود بنونة ورفيقه مولاي سليمان العلوي ، كما استشهد مناضلون آخرون في معتقلات سرية تحت التعذيب وصل عددهم حوالي 30 شهيدا. ومثل أمام المحكمة 159 مناضلا ، كان من ضمنهم، فاظمة عسيل صهرة المناضلة فاظمة أوخلف زوجة احماد عسيل التي قضت بدورها تسعة أشهر في المعتقلات السرية . انتقلت المناضلة فاظمة عسيل إلى جوار ربها يوم 27 ماي 2007 ، وودعها المناضلون الاتحاديون والديمقراطيون بإقليم خنيفرة ، عن سن يناهز 78 سنة ، وشيع جثمانها إلى مثواها الأخير بمقبرة بويجمان بقبيلة أيت خويا التي تعتبر من القبائل التي تعرضت للهجوم من طرف قوات الأمن الأوفقيري خلال سنوات الرصاص ، حيث عانى سكانها من انتهاكات جسيمة ، ومن وحشية وهمجية الجنرال وزبانيته.