أعرب محمد ولد دادة مدير الاكاديمية الجهوية للتربية التكوين بجهة فاس بولمان في كلمة له ألقاها الاثنين الماضي، أمام أعضاء المجلس الإداري، عن تفاؤله بخصوص تنفيذ مراحل المخطط الوطني الاستعجالي بالجهة وقال مستحضرا السياق العام لانعقاد الدورة الثانية للمجلس خلال السنة الدراسية الحالية، بعد دورة 25 دجنبر2009، التي أسست لانطلاق العمل بالبرنامج الاستعجالي الجهوي، معتبرا أن الأخيرة تشكل محطة لعرض حصيلة السنة الدراسية، وتقييم مرحلي لإنجاز البرنامج الاستعجالي. وحول حيثيات الاختيار، أكد ولد دادة أمام كاتبة الدولة في التعليم المدرسي لطيفة العابدة، أن انعقاد هذه الدورة داخل فضاء مؤسسة تعليمية، له دلالة عميقة لإعادة الارتباط بالمؤسسة التعليمية باعتبارها المحور الأساسي للإصلاح من ناحية، كما أنها من جهة أخرى تؤسس لانطلاقة جديدة لأعمال المجلس الإداري للأكاديمية، في أفق مواكبة البرنامج الاستعجالي وترسيخ ثقافة التعاون والتشارك من أجل إصلاح حقيقي للمنظومة التربوية بالجهة. وزاد موضحا في عرضه أن الإجراءات المتخذة في إطارالبرنامج الاستعجالي، انعكست ايجابا و بشكل ملموس على نتائج الباكالوريا برسم الموسم الدراسي 2009/2010، حيث ارتفع عدد الناجحين بالجهة من 51 بالمائة برسم السنة الماضية إلى 55 بالمائة خلال الموسم 2009/2010 . وحدد في عرضه التأثير المطلوب في مجالات التدخل الأربع وهي قطب تعميم التمدرس مشددا على ضرورة التحقيق الفعلي لإلزامية التعليم إلى غاية 15 سنة مع توسيع العرض التربوي بالتعليم الثانوي التأهيلي. وعلى مستوى قطب الحكامة، أكد دعم القدرات التدبيرية للمؤسسات التعليمية خلال السنة، كما عرض العمليات المنجزة خلال السنة المالية، كإحداث جمعيات دعم مدرسة النجاح الحراسة والتنظيف «المدارس الابتدائية» توزيع الحواسب والطابعات مع الربط بالأنترنيت على المديرين والمفتشين ورؤساء المصالح والأقسام.أما على مستوى القطب البيداغوجي فقد رسم مدير الأكاديمية خارطة طريق تتغيا حفز المبادرة والتميز داخل المؤسسات التعليمية لضمان نجاح التلاميذ، تنفيذا لمشروع تشجيع التميز واحتفاء بالتلاميذ المتفوقين في مختلف الأسلاك. وبخصوص قطب الموارد البشرية حدد المدير التأثير المطلوب في ضرورة توفر قطاع التعليم المدرسي على الموارد البشرية الضرورية والمؤهلة، مشيرا إلى أهمية تنظيم قافلة تواصلية ترأسها بمعية السيدة والسادة النواب ورؤساء الأقطاب جابت جميع أرجاء الجهة للتعريف بمضامين المخططات الإقليمية والوقوف على مدى أجرأة البرنامج الاستعجالي. على المستوى المحلي أوضح ولد دادة أن عدد المتقاعدين برسم 2010 بلغ 325 . في حين تم تعيين 100 خريج جديد بالجهة برسم نفس السنة لمواجهة الدخول المقبل « 30 بالابتدائي و48 بالإعدادي و22 بالتأهيلي» مما سيترتب عنه خصاص في الأطر التعليمية للسنة المقبلة. ومن جهتها أبرزتلطيفة العابدة، في كلمة لها، «المجهودات التي تبذلها الوزارة من أجل بلورة المفهوم الجديد للعرض المدرسي في الميدان، وخاصة ما يتعلق بمواجهة المعيقات السوسيو-اقتصادية لشريحة واسعة من الأسر». وفي المقابل، سجلت الوزيرة استمرار ارتفاع مؤشر الاكتظاظ، ذلك أنه باستثناء التعليم الثانوي الإعدادي الذي عرف انخفاضا من 6ر16 في المائة إلى 7ر13 في المائة بين سنتي 2008-2009 و 2009-2010، فقد عرف المؤشر ارتفاعا بباقي الأسلاك، حيث انتقل في الابتدائي من 3ر7 في المائة إلى 5ر7 في المائة، وفي التعليم الثانوي التأهيلي من 1ر26 في المائة إلى 28 في المائة. غير أنها توقعت انخفاضا ملموسا في حدة الاكتظاظ مع التقدم في انجاز مشاريع توسيع العرض التربوي. ودعت إلى الانكباب على المؤشرات الجهوية والإقليمية بالدرس والتحليل «حتى نتمكن من محاصرة مناطق التدخل ذات الأولوية وابتكار مقاربات وصيغ جديدة للمعالجة، حتى نكون في الموعد مع ما سطره البرنامج الاستعجالي من أهداف». ومن جهة أخرى، ثمنت الوزيرة التحسن الملموس في نسب ومعدلات النجاح في الموسم الدراسي الحالي، وخصوصا في البكالوريا، معتبرة أن هذا التحسن يعود إلى مجموعة من العوامل أهمها استقرار الهندسة البيداغوجية والتمرس بالبرامج الدراسية الجديدة وتحسن أداء المترشحين في مكون الامتحان الجهوي الموحد والتحسن في تدبير المؤسسات التعليمية. ومعلوم أن السنة المالية 2010 تميزت بالتأشير على الميزانية الأولية من طرف وزارة الاقتصاد والمالية بتاريخ 26 يناير 2010 وهو ما أتاح للأكاديمية بالجهة الشروع في تنفيذ هذه الميزانية في وقت مبكر، علما بأن هذه الميزانية في صيغتها النهائية لازالت في طور المصادقة لحد الساعة، يقول ولد دادة وهو ماسيؤثر بدون شك على نسبة إنجازيتها خلال ماتبقى من السنة المالية. وأشارفي ذات السياق الى ان التركيز في تدبير الميزانية انصب على أولويات منها الدعم الاجتماعي، وتأهيل المؤسسات، وتوسيع العرض التربوي، والتكوين المستمر، وغيرها... تتكون الميزانية النهائية للأكاديمية من إمدادات 2010 والباقي بالخزينة بتاريخ 31 دجنبر 2009، حيث بلغت هذه السنة ما قدره 448 974 637,89 موزعة على الاستغلال ب : 188 366 232,57 درهما، ثم الاستثمار ب : 260 608 405,32 درهما. وزاد ولد دادة في ندوة صحفية عقدها على هامش أشغال المجلس الإداري للأكاديمية المنعقد الاثنين 26 يوليوز بثانوية القرويين بفاس، أن التطور لم يقتصر على مجالات بعينها بل شمل مجمل الحقول بما في ذلك حقل الموارد البشرية على مستوى تأهيل الأطر الإدارية والتربوية. معبراعن ارتياحه للتقدم المسجل في مجال محاربة الهدر المدرسي وتعميم التمدرس من خلال توسيع العرض التربوي عبر رفع عدد المؤسسات التعليمية وكذا على صعيد تأهيل المؤسسات، حيث لم يفوت الفرصة دون التنصيص على وجود نوع من التعثر على مستوى السلك الإعدادي بسبب مشكل توفير النقل المدرسي الكافي. اجتماع المجلس الإداري استعرض التقدم المسجل على صعيد تنفيذ محاور البرنامج الاستعجالي بتوضيحات تهم النسب من حيث مسار التعميم والجوانب البيداغوجية وإشكالية الحكامة وتدبير الموارد البشرية مع تشخيص جوانب التعثر التي يتعين تجاوزها على مستوى كافة المحاور. وفي ذات السياق استعرض المجلس المجهودات المبذولة من أجل تحسين خدمات المطاعم المدرسية والاستفادة من الداخليات والمنح الدراسية. عرض المدير توقف مليا حول النتائج الايجابية لبرنامج تيسير الذي يوفر دعما ماديا للعائلات المعوزة مقابل استمرار تمدرس أبنائها وبعد تقديم مجموعة من التوصيات في إطار الاجتماع الذي شكل مناسبة لعرض الخطوط العامة لبرنامج عمل الأكاديمية الجهوية الذي يستمد خطواته الإجرائية ورهاناته العملية من توجهات ومضامين البرنامج الوطني الاستعجالي كما تم تقديم كافة التقارير السنوية للجن المنبثقة عن المجلس الإداري، استعرض ولد دادة المميزات الجغرافية والسكانية ومونوغرافية التمدرس لجهة فاس بولمان ليخلص في النهاية إلى أن ارتفاع النمو الديمغرافي، سرعة التمدن وصعوبة التحكم فيه- الهجرة القروية- تضخم الكثافة السكانية بفاس فضلا عن التوزيع سكاني غير متكافئ تشتت الساكنة بالوسط القروي جماعات تعيش تحت عتبة الفقر - فاس تستقطب أكثر من نصف المؤسسات التعليمية بالجهة تحديات ورهانات ينبغي ربحها بتظافر جهود مختلف الفاعلين والمتدخلين محليا جهويا ووطنيا.