2010 باهتمام خاص في اطار أشغال المجلس الاداري للأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة فاس-بولمان، الذي انعقد أمس الاثنين. واستعرض اجتماع المجلس الاداري، الذي ترأسته السيدة لطيفة العابدة كاتبة الدولة المكلفة بالتعليم المدرسي، التقدم المسجل في تنفيذ محاور البرنامج الاستعجالي، من حيث مسار التعميم والجوانب البيداغوجية واشكالية الحكامة وكذا تدبير الموارد البشرية، مع تشخيص جوانب التعثر التي يتعين تجاوزها على مستوى هذه المحاور. وأعرب مدير الأكاديمية السيد محمد ولد دادة عن ارتياحه للتقدم المسجل في مجال محاربة الهدر المدرسي وتعميم التمدرس من خلال توسيع العرض التربوي عبر رفع عدد المؤسسات التعليمية، وكذا على صعيد تأهيل المؤسسات والدعم الاجتماعي، مسجلا وجود نوع من التعثر في المستوى الاعدادي يعزى أساسا الى مشكل توفير النقل المدرسي. وقال السيد ولد دادة في ندوة صحافية على هامش الاجتماع إن التقدم طال أيضا مجال الموارد البشرية من زاوية تكوين المدرسين والأطر الادارية، فيما سجل الدعم الاجتماعي تطورا ملحوظا انعكس على مستوى التمدرس ومردودية التلميذ. واستعرض في هذا السياق المجهودات المبذولة من أجل تحسين خدمات المطاعم المدرسية والاستفادة من الداخليات والمنح الدراسية قبل أن يتوقف عند النتائج الايجابية لبرنامج "تيسير" الذي يوفر دعما ماديا للعائلات المعوزة مقابل استمرار تمدرس أبنائها. وبحسب مدير أكاديمية فاس-بولمان، فإن الاجراءات المتخذة في اطار البرنامج الاستعجالي انعكست في النتائج الايجابية للباكالوريا، حيث ارتفع عدد الناجحين بالجهة من 51 في المائة في موسم 2008-2009 الى 55 في المائة خلال موسم 2009-2010. وذكر السيد ولد دادة أن المجلس أفضى الى مجموعة من التوصيات همت أساسا احداث لجنتين اضافيتين: لجنة تتبع تنفيذ البرنامج الاستعجالي ولجنة التكوين، واقتراح نظام داخلي للمجلس وطرح تقارير اللجن للمصادقة والتعبئة لمحاربة الهدر المدرسي واحداث مقر جديد للأكاديمية. وشكل الاجتماع مناسبة لعرض الخطوط العامة لبرنامج عمل الأكاديمية الجهوية، الذي يستمد خطواته الاجرائية ورهاناته العملية من توجهات ومضامين البرنامج الوطني الاستعجالي، ولتقديم التقارير السنوية للجن المنبثقة عن المجلس الاداري. وكانت السيدة لطيفة العابدة قد أبرزت، في كلمة خلال الاجتماع، "المجهودات غير المسبوقة التي تبذلها الوزارة من أجل بلورة المفهوم الجديد للعرض المدرسي في الميدان، وخاصة ما يتعلق بمواجهة المعيقات السوسيو-اقتصادية لشريحة واسعة من الأسر". وفي المقابل، سجلت الوزيرة استمرار ارتفاع مؤشر الاكتظاظ، ذلك أنه باستثناء التعليم الثانوي الاعدادي الذي عرف انخفاضا من 6ر16 في المائة الى 7ر13 في المائة بين سنتي 2008-2009 و 2009-2010، فقد عرف المؤشر ارتفاعا بباقي الأسلاك، حيث انتقل في الابتدائي من 3ر7 في المائة الى 5ر7 في المائة، وفي التعليم الثانوي التأهيلي من 1ر26 في المائة الى 28 في المائة. غير أنها توقعت انخفاضا ملموسا في حدة الاكتظاظ مع التقدم في انجاز مشاريع توسيع العرض التربوي. ودعت السيدة العابدة الى الانكباب على المؤشرات الجهوية والاقليمية بالدرس والتحليل "حتى نتمكن من محاصرة مناطق التدخل ذات الأولوية وابتكار مقاربات وصيغ جديدة للمعالجة، حتى نكون في الموعد مع ما سطره البرنامج الاستعجالي من أهداف". ومن جهة أخرى، ثمنت الوزيرة التحسن الملموس في نسب ومعدلات النجاح في الموسم الدراسي الحالي، وخصوصا في البكالوريا، معتبرة أن هذا التحسن يعود الى مجموعة من العوامل أهمها استقرار الهندسة البيداغوجية والتمرس بالبرامج الدراسية الجديدة وتحسن أداء المترشحين في مكون الامتحان الجهوي الموحد والتحسن في تدبير المؤسسات التعليمية بفضل الدينامية الناجمة عن الشروع في تنفيذ البرنامج الاستعجالي، فضلا عن تعزيز الاجراءات التأطيرية والتنظيمية للعمليات الامتحانية.