لم يجد البيت الأبيض غير الإدانة للرد على إقدام موقع «ويكيليكس» على نشر أكثر من تسعين ألف وثيقة سرية خاصة بالجيش الأمريكي، تكشف الخروقات التي ارتكبتها القوات الأمريكيةبأفغانستان في الفترة الممتدة ما بين يناير 2004 ودجنبر 2009. واعتبر البيت الأبيض أن نشر تلك التقارير يعتبر «عملا غير مسؤول»، لكونها تعرض جنود قوات حلف الناتو المنتشرة في أفغانستان، والقوات الأفغانية للخطر. وجاء في بيان أصدره مستشار الأمن القومي الأمريكي، جيمس جونز، أن ما تضمنته تلك الوثائق يتعلق بفترة حكم الرئيس السابق جورج وولكر بوش، أي أنها قبل إعلان الرئيس أوباما عن تبني استراتيجية جديدة في أفغانستان، تشمل زيادة الموارد المتوفرة في البلد، والتركيز في العمليات العسكرية على مخابئ طالبان وعناصر القاعدة في باكستان، بسبب ما أسفرت عنه العمليات العسكرية في السنوات السابقة. وكشفت تلك الوثائق عن تفاصيل لعمليات لم يتم الإعلان عنها وقُتل خلالها مدنيون، إلى جانب عمليات أخرى سرية استهدفت عناصر طالبان، كما أوضحت أن مقاتلي طالبان كانوا يتوفرون على صواريخ مضادة للطائرات. ومن جهة أخرى، أشارت نفس الوثائق إلى أن مصالح الاستخبارات الباكستانية كانت تقوم سرا بتقديم الدعم لحركة طالبان، وهو ما وصفته صحيفة «نيويروك تايمز» بأن «باكستان، التي تعتبر حليفا في الظاهر للولايات المتحدة، تسمح لممثلين لجهاز مخابراتها بالاجتماع بشكل غير مباشر مع طالبان في جلسات تخطيط سرية لتنظيم شبكات الجماعات المتشددة التي تقاتل الجنود الأمريكيين في أفغانستان، بل وتضع مخططات لاغتيال زعماء أفغان». وأضافت ذات الصحيفة أن الاستخبارات الباكستانية ساعدت عناصر طالبان على شن هجمات ضد قوات الناتو المتواجدة بأفغانستان. ولقد أثارت المعلومات الواردة في التقرير غضبا واستياء في الأوساط الباكستانية، إذ لم يتأخر الرد، الذي جاء على لسان سفير باكستان لدى الولاياتالمتحدة، حسين حقاني، قوله إن تسريب مثل هذه التقارير من مسرح العمليات يعتبر أمرا غير مسؤول، بل ولا يعكس سوى تعليقات وشائعات من مصدر واحد، وغالبا ما يثبت أنها كانت خاطئة. للإشارة فإن موقع «ويكيليكس» يشجع تسريب المعلومات لمكافحة فساد الحكومات والشركات، دون أن يعلن عن المصادر التي يحصل منها على تلك المعلومات. وسبق له أن قام قبل بضعة أشهر بتسريب تسجيل مصور سري لهجوم قادته مروحية أمريكية في 2007 ضد مجموعة من المدنيين بالعراق، مما أسفر عن مقتل 12 منهم ، حيث كان من بينهم صحفيان تابعان لوكالة رويترز للأنباء.