إنه لمن دواعي الأسف الشديد أن أجد نفسي مضطرا لمكاتبكم عبر هدا المنبر الإعلامي لأعبر لكم عن احتجاجي الشديد واستنكاري الكبير للسلوك أللاحترافي والمثير للشبهات الذي سلكه معي طاقم برنامجكم «تحقيق» خلال تصويره للحلقة الأخيرة التي تمت برمجتها ليلة الخميس 17 يونيو 2010 حول موضوع تقارير المجالس الجهوية للحسابات الخاصة بالتسيير الجماعي.لقد سبق لمعد البرنامج محمد خاتم أن اتصل بي بواسطة أحد الأصدقاء، وعرض علي الإدلاء بوجهة نظري ، بصفتي مسؤولا سابقا بالجماعة الحضرية للجديدة، حول موضوع تقرير المجلس الجهوي للحسابات الذي سبق لقضاة هذا الأخير أن زاروا الجماعة الحضرية للجديدة وأنجزوا تقريرا مفصلا بخصوص جملة من الخروقات التي لاحظوها، فالتمست من السيد خاتم إعفائي من ذلك وأوضحت له بأن الأمر يتعلق بالأفكار التي سأعبر عنها التي تتوخى الحقيقة حيث أنني بصفتي مناضلا في صفوف الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية وعضوا بمجلسه الوطني، وسبق لي أن عشت التجربة الجماعية سواء كمعارضة أو كمسؤول عن التسيير لمدة سنتين، تبين لي بصورة لاتدعو للشك بأن هناك بعض الإرادات ، وهي المنتصرة مع كامل الأسف، تسعى إلى تكريس العبث واللامسؤولية والإفلات من المحاسبة والعقاب وإلا كيف يمكن تفسير تراكم الغبار على تقارير المجالس الجهوية للحسابات الفاضحة ليس فقط للخروقات وإنما للاختلاسات للممارسة عن سبق إصرار وترصد وبتواطئ مكشوف مع جهات يفترض فيها أن تكون حامية للقانون وساهرة على حسن تطبيقه حتى أصبحنا اليوم أمام أباطرة المال الحرام هم الذين أصبحوا يتحكمون في تدبير الشأن المحلي بعد أن نزلوا بكامل ثقلهم ليس الفكري أو الثقافي وإنما المالي الوسخ خلال الانتخابات ليستحوذوا على التدبير الجماعي لكن بإخراج جديد. وأوضحت للسيد خاتم بأن هده السلوكات هي ما يجعل نسبة المشاركة تنزل إلى الحضيض وستستمر في ذلك في مقابل التهافت على الترشيح لأن الذين كانوا بالأمس القريب يتجولون داخل ممرات البلدية يستجدون الدريهمات من بعض المسؤولين ، أصبحت مالية الجماعات في نظرهم مالا سائبا يمكن الاستفادة منه بلا رقيب ، خاصة وأن بعض المسؤولين الجماعيين الدين كانوا بالأمس القريب لايجدون ما يقتاتون به ، أصبحوا من ذوي الثروات الطائلة . أنداك خاطبني السيد محمد خاتم بما مفاده بأن هده الحقيقة هي التي يبحث عنها البرنامج وهذا هو ما يجب أن نبلغه إلى المواطنين المغاربة ، وألح علي على أن أدلي بتصريح في الموضوع. وأمام هذا إلحاح استجبت له وقمنا بعملية التسجيل.إلا أنه وخلال يوم الأربعاء 16 يونيو 2010 أي يوما واحدا قبل موعد البرنامج، تلقيت اتصالات هاتفية من بعض الأشخاص الذين كان لهم علم بعملية التسجيل وقالوا لي بأن تصريحي سوف لن يكون ضمن برنامج تحقيق لأن تدخلات أجريت ليفعل المقص العجيب فعلته. فلم أعر الأمر أي اهتمام واعتبرت المسألة مجرد ادعاءات ليس إلا. إلا أنه مع كامل الأسف ذلك ما تحقق يوم الخميس 17 يونيو 2010 حيث تأكد بالفعل عدم إدراج تصريحي ضمن البرنامج على الرغم من الإصرار الشديد للسيد محمد خاتم على تسجيله الشيء الذي يطرح أكثر من علامة استفهام حول هذا الموضوع خاصة مع العلم المسبق لبعض الأطراف داخل مدينة الجديدة بهذا الحذف قبل أن يبث البرنامج. لأجله السيد المدير العام ألتمس منكم وبكل مسؤولية العمل على فتح تحقيق نزيه وموضوعي في هذه النازلة قصد إنصاف الرأي العام الوطني والمحلي الذي يعتبرالمتضرر الوحيد من هذه العملية اللاأخلاقية والتي تمس مصداقية القناة في العمق ومصداقية العمل الصحفي النبيل. بوشعيب بالمقدم مسؤول سابق ببلدية الجديدة وعضو المجلس الوطني للإتحاد الإشتراكي