في الوقت الذي يعتبر فيه الأطلس المتوسط خزانا طبيعيا للماء بالنسبة للمغرب وفي الوقت الذي تزود فيه مياه ينابيعه أهم الأنهار المغربية تعيش الجماعة القروية لتمحضيت المتواجدة في قلب الأطلس المتوسط أزمة حقيقية في التزود بالماء الصالح للشرب بسبب سوء التدبير لهذه المادة في ظل تسيير المجلس الجماعي الحالي المغيب للصالح العام خصوصا وأن الحي المسمى « بتشنكورت» يضم ثلثي سكان قرية تمحضيت مما يعد مشكلا حقيقيا في ظل ارتفاع حرارة الصيف، وفي ظل غياب بدائل أخرى للتزويد بهذه المادة الحيوية، مما حدا بالساكنة إلى تنظيم مسيرة شعبية احتجاجية تجاه مكتب رئيس الجماعة الذي ما إن استتبت الأمور بيده تنكر لوعوده وضرب عرض الحائط كل انتظارات الساكنة التي عبرت عن سخطها وبرغم تدخل بعض المسؤولين على المستوى الإقليمي وتحملهم مسؤولية إيجاد الحل المرضي لأزمة الماء بتمحضيت ظل الحال على ما هو عليه واستمر البحث عن قطرة ماء الشغل الشاغل لنساء ورجال الحي المذكور وكذا كل الدواوير المزودة بالماء من منطقة «اخنيك» مما يؤكد أزمة تدبير هذه المادة الحيوية من طرف المسؤولين المحلين ومن طرف المكتب الوطني للماء الصالح الشرب الذي يتحمل قسطا من المسؤولية تجاه ما يعانيه سكان جماعة تمحضيت من إنقطاعات مستمرة للماء الصالح للشرب بسبب عشوائية التدبير والارتجالية وعدم تحمل المسؤولية تجاه ساكنة وجدت نفسها أمام أزمة مائية لا عهد لها بها. خصوصا وأن ما تتداوله الألسن بالجماعة يعزي الأزمة الحالية إلى تحويل مياه العين المزودة لقرية تمحضيت بالماء الصالح للشرب إلى ضيعات وفدادين المحظوظين بالمنطقة لسقي محاصيلهم الزراعية من بطاطس وذرة وأشجار. فهل سيظل مشكل الماء الصالح للشرب بالجماعة مرهونا بأهواء ومصالح البعض الذين لا تهمهم معاناة الساكنة مع العطش المفروض عليهم بقدر ما تهمهم مصالحهم الذاتية . وإلى أن يتحقق العكس سيظل سكان جماعة تمحضيت بين سطوة العطش القسري والتمادي في تهميش مطالبهم من طرف من تولوا تدبير شأنهم المحلي.