احتل اسم امحمد أوزال مكاناً لائقاً في المشهد الكروي، بعد أن أصبح رئيساً للمجموعة الوطنية في أواسط التسعينيات قادماً من فريق كبير اسمه الرجاء. أطل امحمد أوزال على عوالم الكرة في سنوات السبعينات، كان فقط مناصراً لفريق الرجاء. وظل يصعد الدرجات إلى أن أصبح رئيساً خلفاً لعبد القادر الرتناني، الذي اضطر لمغادرة رئاسة الفريق، بعد أن كان ضحية لحسابات عسيرة، كان مهندسوها ما يطلق عليهم الباكديا (المحامون). وقتها جاء أوزال، بسحنات سوسية، وبجسم نحيف. امحمد أوزال وصل الى أعلى الدرجات، سواء على المستوى المهني أو على الصعيد الرياضي. ولمحمد أوزال مميزات وخصال خاصة، فهو لا يتنكر لماضيه، حين كان موظفاً عادياً، وواصل المسير بعد أن أتم دراسته العليا في فرنسا، ليعود طارقاً باباً كبيراً، باب المال والأعمال. هو رجل التوافقات بامتياز، ورجل الحلول السريعة، ولا يمكن أن يترك مكانه فارغاً ولو كان على سفر. حينما قدم أحمد عمور استقالته من الجامعة احتجاجاً على رفض مشروعه الذي تبناه أيضاً امحمد أوزال، لم يكن امحمد أوزال على استعداد نهائياً لترك مكانه. ربما بسبب الضغوطات أو ربما لحسابات خاصة. عانى امحمد أوزال من ضغوطات عديدة، سواء حين اشتعل لهيب الصراع الذي رسمه رفاق المديوري هناك في مراكش أو هنا في الدارالبيضاء، ظل هذا السوسي الذي خبر الأيام وخبرته، في مكانه، لم يتحرك لا شمالاً ولا جنوباً، بل ظل جالساً ينتظر التطورات. وانتهى هذا الصراع وظل امحمد في مكانه ينتظر المعارك القادمة بما يلزم من الخبرة والحيلة والبحث عن الحلول السريعة. من المواقف التي سجلت له، أن إحدى المؤسسات المالية والتجارية الكبرى، أرادت أن تستفرد فقط بفريق الرجاء. وكان موقفه الرفض، على اعتبار أن هذه المؤسسة مغربية ويجب أن تمنح لجميع الفرق المغربية دعمها المالي. وكان بإمكانه أن يجد تخريجات كثيرة ليستفيد الرجاء لوحده. أتذكر الضغط الإضافي الذي عانى منه امحمد أوزال حينما تم تعيينه رئيساً للجنة المؤقتة لألعاب القوى، بعد إقالة الرئيس السابق الحاج المديوري. كانت المهمة صعبة، خاصة وأن الرجل لم يكن يعرف عوالم هذه الرياضة التي كانت مثل جبل عال لا يستطيع أحد أن يصعد إليه، إلا بإذن من صاحب الدار الكبير الذي كان يلقى الدعم الكامل من أعلى السلطات في البلد، خاصة وأن النتائج كانت تزيده شرعية. بعد ذهاب المديوري، عانى امحمد أوزال كثيراً، خاصة وأن الخارجين كانوا قادرين على زرع الألغام هنا و هناك. وكم من قرار أو خبر فات أوزال، بسبب هذه المسامير التي كانت تعج بهم جامعة ألعاب القوى. وزادت المهمة صعبة، بعد أن تراجعت النتائج ومازالت في تراجع مستمر الى اليوم، وكان نقطة الضوء الوحيدة وقتذاك هشام الكروج والبطلة نزهة بيدوان التي كانت دوماً تعبر عن وجهة نظرها بالشجاعة اللازمة. حينما تم تعيين الفاسي الفهري رئيساً للجامعة، طلب امحمد أوزال عقد جمع عام، كوسيلة أولا لتبرير الذمة، وثانياً لفتح باب الرحيل عن هذه المؤسسة التي عمر فيها لأكثر من 15 سنة. وظل ينتظر السماح له بعقد الجمع العام، لكن ظل القرار هناك في عوالم أخرى، لم يقو امحمد أوزال الوصول إليها. لكن قرار حل المجموعة الوطنية، فسح المجال لهذا الرجل بأن يعود إلى بيته ليستريح من عناء سفر طويل قاده إلى عوالم تشبه فواهة بركان. من حق امحمد أوزال أن يستيرح، لكن ليس من حقه أن يصمت عن الكلام. فمنذ ذهابه لم نسمع منه ولا كلمة واحدة، ولم ينطق جملة ولا موقفاً. رغم أن تجربته أضحت وازنة، تجربة مكنته من معرفة أدق التفاصيل.