تعتبر «السيت كومات» أو المسلسلات الكوميدية، هي المنتوج الدرامي الرئيسي الذي تعتمد عليه القناتان التلفزيتان الأولى والثانية لشد الجمهور المغربي لمشاهدة أعمالها بواسطة ثلة من الفاكهيين المغاربة، خاصة أن زمن عرضها يتم في فترة الذروة، أي حين تكون الأسر مجتمعة على مائدة الإفطار. و كان فن «السيت كوم» التلفزي قد ظهر لأول مرة بالمغرب سنة 1989 بسلسلة «أنا و أخي ومرتو»، لكنه لم يرق إلى المستوى المطلوب، وفي2001 تم عرض «لالة فاطمة» الذي عرف استحسانا، بعدما تم الاعتماد على طاقم إخراج فرنسي، لكن الجزأين الثاني والثالث لعامي 2002 و2003 صارا نسخة من الجزء الأول، فلم يتركا لدى الجمهور المغربي سوى الملل من حيث تكرار المضامين بأساليب أخرى. وبخصوص العام المنصرم عرضت «الأولى» أربع سلسلات و هي «دار الوراثة، فركوس وفركوسة، جحا، زورو»، و قد لاقت السلسلة الفاكهية «دار الورثة» استحسان الجمهور من منطلق أنها صورت في منزل / رياض يزاوج بين الأصالة والمعاصرة، كما تناولت المشاكل الأسرية التي تتعرض لها أسرة الحاج كبور الذي جسد دوره الفنان الكوميدي عبد الجبار الوزير، أما القناة الثانية فعرضت من جانبها أربع سلسلات وهي «نسيب الحاج عزوز، بنت بلادي، وكول سانتر، سعدي ببنتي»، بالرغم من اعتماد القناة على الوجه الفكاهي المعروف سعيد الناصري، إلا أنها لم ترق الجمهور المغربي، نظرا لغياب روح النكتة والموقف،و مما زاد الطين بلة الفكرة التي أتت بها القناة الثانية بخصوص تصوير السيت كوم «كول سانتر»الذي لم يتطرق إلى المشاكل الحقيقية التي يعاني منها المشتغلون بمراكز الاتصال، ولم يجر الالتفات إليها حقيقة، كما أنه لم يتطرق إلى معاناة المشغلين من المغرب في الخارج الذين لم يطبق عليهم قانون الشغل الفرنسي، بل يخضعون إلى قانون الشغل المغربي وكدا تقاضيهم أجرا أقل من نظائرهم المشغلين بمراكز الاتصال بأوربا.ولا يخطئ المتتبع للشأن التلفزي المغربي ملاحظة هي أن وجوها فنية عديدة تتكرر كل رمضان، خاصة في السلسلات المحلية، حيث دأب الجمهور على مشاهدة نفس الكوميديين خاصة سعيد الناصري ومحمد الخياري وعبد الخالق فهيد، مما يطرح تساؤلين مهمين أولهما مسألة ملل الجمهور من تكرار نفس الوجوه كل لرمضان بنفس الطرق والتعبيرات وحتى الإيماءات في التمثيل، وثانيهما التساؤل حول أسباب اعتماد فقط على نفس الأسماء وعدم توظيف ممثلين آخرين. وتعود رداءة بعض الأعمال بالإضافة إلى سطحية المضامين، إلى الفترة الزمنية التي يتم فيها تصوير الأعمال الفاكهية، إذ يتم انتظار حتى الأسابيع الأخيرة من الشهر الذي قبل رمضان ليشرع في التصوير، مما يترتب على ذلك الخروج بعمل فكاهي هزيل بفعل السرعة التي يتم بها إنجاز الأعمال.. المشاهد المغربي يأمل في أن لا تبقى دار لقمان على حالها وتلتفت القناتان إلى تقديم طبق متنوع من الأعمال الفاكهية يروق للمتفرج المغربي بدل إسكاته بأعمال تضحك على الذقون.