لا يمكن أبدا أن نجزم بارتفاع نسب الطلاق بالمقارنة مع نسب الزواج، كما لا يمكن أن نقول إن هناك عزوفا عن الزواج..» يعد فصل الصيف موسم الأعراس بالدرجة الأولى، فمعظم المقبلين على الزواج يختارون من ضمن أيام شهوره الثلاثة يوما ليكون «يوم العمر». فكرة الزواج هي فكرة واردة لدى جميع العزاب من الجنسين، فالزواج سنة من سنن الحياة، إلا أن التغيير الحاصل على مستوى العقليات وطريقة التفكير، بالإضافة إلى الظروف الاجتماعية و الاقتصادية التي يعيشها الشباب قد تكون ساهمت بشكل كبير في تغير هذه الفكرة أو تأجيلها «إلى إشعار آخر» لدى بعضهم. فحسب (محمد . ب) عدل بأحد مكاتب عين الشق : «يشكل ضعف الدخل الفردي أبرز أسباب تراجع الإقبال على الزواج ». هذا التراجع يمكن إرجاعه كذلك إلى الفهم المغلوط أو ربما الجهل الفاضح لدى العديد من الأشخاص بمضامين مدونة الأسرة، التي بدأ العمل بها منذ الخامس من فبراير من سنة 2004. يقول (محمد . ب): «إن بعض مضامين مدونة الأسرة لم تحظ بالفهم الكافي من قبل العديد من الأشخاص الذين اختلط عليهم عقد الزواج بعقد الشراكة ، فأصبح الجميع يخشى اقتسام أمواله مع الطرف الآخر ، في حالة ما إذا وقع الطلاق ». العدل (الحسين .س ) ، يرى من جهته أن « مدونة الأسرة لم تساهم في تراجع نسبة الإقبال على الزواج، إنما انتشار البطالة وصعوبة الحصول على السكن ، هما السببان الرئيسيان وراء تقليص نسبة الإقبال ، فإذا ما توفر هذان الشرطان (العمل و السكن ) سنرى أن هذه النسب ستتغير بالكامل ». وفي نفس السياق يقول (محمد. ب): «إن ضعف الدخل الفردي للشخص لا يقتصر على الشباب المقيم بالمغرب، فمعظم شباب الجالية المغربية المقيمة بالخارج ، يعانون نفس المشكل ، الأمر الذي أثر على فكرة ارتباطهم بشخص مقيم بالمغرب لأنه يعاني المشكل ذاته ، فيختار الارتباط بالأجنبي »! إن مشروع الزواج هو كغيره من المشاريع الأخرى، إما أن يتوج بالنجاح أو ينتهي بالفشل، وهذا يبقى رهينا بمدى تفاهم الزوجين وتقارب أفكارهما وطباعهما، أما في حالة العكس «فأبغض الحلال هو الحل». يوضح العدل (محمد . ب) «يمكن أن نعتبر أن نسب الزواج و الطلاق متساوية، وخصوصا بعدما فتح باب طلاق الشقاق» ، مؤكدا أن «الكثير من الشباب عاجزون عن تحمل أعباء ومسؤوليات الحياة الزوجية »! مسألة ارتفاع نسب الطلاق هي فكرة يرفض (الحسين . س) الاعتراف بها، ويقول : «لا يمكن أبدا أن نجزم بارتفاع نسب الطلاق بالمقارنة مع نسب الزواج ، كما لا يمكن أن نقول إن هناك «عزوفا عن الزواج، لأن الأمر هنا لا يتعلق بالعزوف ، وإنما بتأخر سن الزواج، الذي كان في وقت قريب لا يتجاوز 22 سنة، على عكس ما هو عليه الآن حيث وصل إلى ما يقارب 36 سنة ». تأرجح نسب الزواج والطلاق ، وكذا سن الزواج، هو أيضا رهين بالظروف الاجتماعية، وكذلك بالعادات والتقاليد التي يأبى البعض «التخلي» عنها، فكثير من الأسر تنظر إلى الفتاة التي تجاوزت 17 سنة على أنها عانس «فاتها الركب»، وهذا ما يجعلنا أمام مشكل آخر وزواج من نوع آخر ، وهو زواج القاصرات!