مع حلول الساعة 7 من مساء كل يوم، تتجدد محنة عاملات وعمال الحي الصناعي بعين السبع، وتحديدا بشارع الشفشاوني، حيث يقف المئات بحثا عن وسيلة نقل، وقد يمتد الانتظار أزيد من ساعة دون ظهور سيارة أجرة بيضاء . في هذا الصدد يقول« أنور» البالغ من العمر 20 سنة يعمل بأحد المصانع «هذه المنطقة لا توجد بها سيارات للأجرة بوفرة مما يجعلني أنتظر لوقت طويل مرور أية وسيلة نقل توصلني إلى المنزل » . هذه المنطقة ، رغم كونها منطقة صناعية بامتياز، حيث تتواجد بها مصانع مختلفة معظمها في قطاع النسيج، تفتقد لوسائل النقل، مما يجعل الفرصة مواتية بالنسبة لسيارات النقل السري، تقول (عزيزة، عاملة بإحدى الشركات تقطن بأناسي ): «أضطر للركوب مع «الخطاف» لأنني لا أجد البديل، و أيضا خوفا من أن يصيبني مكروه بحكم ان هذه المنطقة تصبح فارغة من المارة لا سيما في وقت متأخر... » ! تضيف «حفيظة» ، تعمل بدورها بأحد مصانع النسيج أم لفتاة وولدين تقطن بحي الأزهر :« مرة كعادتنا، تعبت أقدامنا من كثرة الانتظار فلم نجد أي خيار غير الركوب مع «الخطاف»، كنا قرابة 9 أشخاص، كان السائق يقود السيارة بسرعة و حينما سألناه عن السبب لم يبال بسؤالنا، و عندما التفتت إحدى زميلاتي لمحت سيارة شرطة تطاردنا، فبدأنا بالصراخ و طالبناه بتوقيف السيارة لكنه تجاهل كلامنا و تابع القيادة، بفعل مراوغته للسيارات، أضحت السيارة تتمايل يمينا و شمالا، وكدنا أن نصطدم بإحدى السيارات حتى أن زجاج باب السيارة الخلفي قد تكسر، ليستسلم في الأخير ويوقف السيارة» ! و بشأن المغامرة ذاتها تسترسل «السبب الذي جعل الشرطة تطاردنا هو أن «الكورتيي» وشى بالسائق، لأن هذا الاخير لم يمنحه مقابلا عن بحثه عن زبناء لسيارته »! و في ما يتعلق بالثمن المحدد من قبل «الخطاف» يقول المهدي «كل سائق و ثمنه الخاص به الذي يمكن أن يصل إلى 5 او 6 دراهم للفرد الواحد حسب الوجهة ». وفي السياق ذاته يقول (ياسين والده يمارس النقل السري «أبي كان يعمل في إحدى الشركات فأعلنت إفلاسها، حاول أن يجد عملا آخر إلا أن تقدمه في السن حال دون ذلك »، مضيفا «إن والدي قضى 3 سنوات وهو يزاول هذا العمل بالرغم من إيقافه عدة مرات من قبل الشرطة، لكن اين البديل لإعالة أسرته؟» . ومما زاد في اتساع دائرة « نشاط» النقل السري بالمنطقة، أن شركة نقل المدينة أوقفت الحافلة (169) التي كانت تربط بين أناسي و تمر عبر الحي الصناعي لتصل الى عين حرودة، لتزداد معاناة القاطنين بهاته الاحياء خصوصا الذين يعملون بالحي الصناعي ، ويرجع أغلب مستجوبينا توقيف هذه الحافلة لتعرضها لتكسيرالزجاج و الكراسي في فصل الصيف من لدن شباب يستقلونها للذهاب الى شاطئ زناتة!