في السنوات القليلة الماضية، كان اقتناء المجوهرات وتحديدا الذهبية منها، و«تخزينها» تحسبا لما يخفيه المستقبل بين طياته من خيبات وأزمات ومفاجآت، أو «دواير الزمان» ، هي القاعدة السائدة التي كانت تسير وفقها غالبية النساء، فكان معظمهن يفضلن شراء الذهب عوض اذخار المبالغ النقدية أو صرفها على «ملذات» الحياة ، ما جعل تجارة الذهب أنذاك من أبرز الأنشطة التجارية. هكذا كان الوضع قبل الأزمة المالية الخانقة التي عرفها العالم بأسره، والتي لا تزال تداعياتها ترخي بظلالها على مختلف القطاعات والأنشطة التجارية، ومن ضمنها تجارة الذهب التي تأثرت كذلك بفعل هذه العوامل الخارجية (الأزمة المالية العالمية التي مست كبريات الدول ...) وهذا ما يؤكده لنا «حسين» صاحب محل لبيع الذهب بقيسارية اسباتة ، يقول: «منذ حدوث الأزمة المالية العالمية، اعتبرت تجارة الذهب من أبرز المجالات التي تأثرت بهذه الأزمة، وهذا راجع إلى ارتباط أسعار الذهب في السوق العالمية بأسعار الدولار، فارتفاع سعر الذهب رهين بتراجع سعر هذه العملة الرئيسية» . قبل أن يضيف «إن الكساد الذي تعرفه تجارة الذهب هو راجع بالأساس إلى عدم استقرار سعر السوق(سعر الذهب في السوق العالمية)». كثيرا ما كان اقتناء الذهب من ضمن استعدادات الأعراس والحفلات وغيرها من المناسبات ، حيث تقوم بنات حواء بشراء أجمل وأثمن المجوهرات الذهبية للتباهي ولفت الانتباه، لكن، مؤخرا، ومع انتشار بدائل أخرى، كالبلاكيور (الذهب المقلد لأنه يتم دمج بعض المواد المعدنية في صناعته كغبار الذهب ومادة النحاس) أصبح العديد من النساء يلجأن إلى اقتنائها عوض الذهب. تقول لمياء :« أصبحت أقتني « البلاكيور» حتى لا أضطر إلى دفع مبالغ كبيرة مقابل قطعة (أو قطعتين) من الذهب أتزين بها مرة أو مرتين »! إن ارتفاع الإقبال على هذا النوع من المجوهرات (الذهب المقلد) راجع إلى أسعارها المناسبة و التي تتماشى والقدرة الشرائية للكثيرات، وحتى وإن سُرق فهو ليس بالذهب الخالص والذي لا يقدر بنفس الثمن طبعا. رغم أن «البلاكيور» وجد رواجا من لدن الكثير من النساء من مختلف الأعمار وأضحى هو البديل، إلا أن قيمة الذهب ومكانته تظل محفوظة لدى عاشقات هذه النوعية من المجوهرات التي لاغنى عنها بالنسبة لهن، خاصة وأن الذهب يبقى الملاذ الوحيد للخروج من دوامة الأزمات المالية التي تتربص بالأسر كل وقت وحين.