جميل ان تنضج المهرجانات في صيفنا مثل فواكه موسمية طرية وندية تفتح شهية الحياة. وجميل ان نلقح شجر مهرجاناتنا ونزينه بمصابيح ونجوم من الشرق والغرب ايضا، اذ في الاقبال على الحياة بسط للذراعين لاحتضان العالم. لكن الملاحظ في مهرجاناتنا عامة، انها تكاد تكون مهرجانات ذات البعد الواحد، ومهرجانات للفن الواحد، لذلك فان كانت ثمة بعض المدن تختص بمهرجانات السينما، واخرى للمسرح، في ما ندر، فان اغلب المهرجانات هي مهرجانات للطرب والغناء لحد الهيمنة. لذلك، من باب حب الحياة، بل من باب فن الحياة ايضا، ان نحب الفنون كلها، وان نكون ديمقراطيين في الحب، بحيث لا نفرق بين احد من الفنون، وان نؤمن بتعدد المهرجان الواحد، بدل المهرجان ذي البعد الواحد. ان المهرجان المحلوم به هو مهرجان الفنون كلها، يقدم كطبق من فواكه مختلفة ومتنوعة ومتعددة، مهرجان للضحك والغناء والمسرح والسينما والتشكيل والرقص والالعاب البهلوانية، والشعر والزجل والادب. ان الفنون هي رؤوس الثقافة وثمارها، لكن الادب والفكر هما جذور الثقافة لذلك على مهرجاناتنا الا تنسى الفكر والشعر والا تغلب في الان نفسه فنا على باقي الفنون. ولان لنا في المغرب من التنوع، والتعدد داخل الفن الواحد ما يعكس الثراء والغنى الفني،فانه من غير المقبول ولا المعقول ان لا نغني مهرجاناتنا بالفن والفن والفن الى جانب ا لفن فالفكر فالشعر. وكل مهرجان والفنون المغربية والفكر والشعر بألف خير.