كان من المنتظر أن ينظم المهرجان الوطني لعبيدات الرما أيام 3 و 4 يوليوز 2010 في دورته العاشرة.. لكن تفاجأ سكان إقليمخريبكة بإيقاف هذه الدورة بسبب تضارب الآراء حول من له الأحقية في تنظيم هذا المهرجان. هل هي وزارة الثقافة أم جمعية المهرجان. ونظرا للقرار الذي اتخذته الوزارة بتنظيمها للدورة العاشرة بدل الجمعية، خلف تفاعلات صادمة بين المؤسستين وجعلت الجمعية تلتجئ للقضاء في شكاية مستعجلة (ملف 47 / 4 / 2010 ) بالمحكمة الإدارية بالدار البيضاء. وقضت المحكمة بإيقاف تنظيم الدورة 10 مؤقتا إلى حين البت في القرار، كما أن الجمعية حفظت المهرجان !!! ولهذه الأسباب تأجلت الدورة وضاع على سكان المدينة الاستمتاع بالفرق الوطنية خلال هذا الصيف... تلك الفرق التي خضعت للانتقاء بالمركب الثقافي بالمدينة يومي 19 و 20 يونيو من طرف الوزارة. كما تعاقدت الجمعية مع مختلف الفاعلين الاقتصاديين والاجتماعيين والثقافيين وحددت المجالس المحلية والإقليمية والجهوية ومجموعة المكتب الشريف للفوسفاط منحا للدورة.. من سيتسلمها. لقد تم تغليط الوزارة من طرف بعض مسؤوليها بالجهة وخاضت حربا هامشية مع الجمعية... تلك الجمعية التي أسستها الوزارة نفسها في عهد الوزير السابق محمد الأشعري من أجل الحفاظ على المهرجان، وراسل الجمعية كتابة لتأكيد ذلك لدعم استمرارية المهرجان.. هذه الجمعية التي نظمت الدورات 7 و 8 و 9 وكانت دورات ناجحة.. بل شاركت مجموعات عربية في الدورتين الأخيرتين من البحرين وقطر والإمارات العربية المتحدة، وأبرمت الجمعية في الدورة العاشرة المجهضة اتفاقات أخرى مع الجزائر وتونس وليبيا ومصر والسعودية !!! لهذه الغاية، أصدرت الجمعية بلاغا (تتوفر الجريدة على نسخة منها) تنهي فيه إلى قرار المدير الجهوي لوزارة الثقافة بسطات بالاستيلاء على تنظيم الدورة العاشرة وأنها رفعت دعوى قضائية مستعجلة (عدد 47 / 4 / 2010)، وأن القضاء اتخذ قرار إيقاف الدورة.. ولم يستطع عامل الإقليم الممثل للحكومة بالإقليم أن يتخذ قرارا في الموضوع.. بل إنه في اجتماع يوم 17 وينو 2010 حاول أن يخرج بصيغة مشتركة بين الوزارة والجمعية والاتحاد الوطني لعبيدات الرما، لكنه فشل بسبب تعنت بعض مسؤولي وزارة الثقافة. إن تأسيس جمعية المهرجان الوطني لعبيدات الرما بخريبكة سنة 2006 بهدف تنظيم دورات المهرجان الوطني لعبيدات الرما حسب قانونها الأساسي، وأشرفت على تنظيم دورات 7 و 8 و 9 ... وقدمت تقارير أدبية ومالية وتمت المصادقة عليها وتم تجديد هياكلها.. آخرها بتاريخ 25 غشت 2009 حسب وصل الإيداع التي سلمته وزارة الداخلية تحت عدد 321 / 7 وساهم أعضاء الجمعية في الدورات الست الأولى كأفراد من المجتمع المدني... وعقدت شركات قانونية مع مؤسسات جامعية بالدارالبيضاءوخريبكة ومع مستشهرين.. وأعلنت الوزارة في عدة مناسبات عن تخليها بصفة نهائية عن تنظيم المهرجان وكان آخرها في اجتماع مع عامل الإقليم يوم 12 يونيو 2008 .... كما أن وزيرة الثقافة ثريا جبران بعثت للجمعية رسالة شكر وامتنان يوم 24 أبريل 2009 ورسالة شكر وتهنئة من طرف الوزير الحالي للثقافة بن سالم حميش يوم 26 شتنبر 2009 ورسالة شكر أخرى من طرف الرئيس المدير العام لمجموعة المكتب الشريف للفوسفاط.. كما أن الجمعية لم يسجل عليها أي مخالفة مالية أو إدارية أو تدبيرية... وتبين فيما بعد أن هناك خلافات بين الجمعية والمدير الجهوي لوزارة الثقافة نتيجة رواسب سابقة عندما كان المدير الجهوي مندوبا إقليميا للوزارة بإقليمخريبكة !!! من له مصلحة في إقبار هذا المهرجان، علما أنه أفرز مجموعات غنائية أصبحت تمثل المغرب في محافل دولية وملتقيات عالمية.. كما أفرزت أيضا مجموعات شابة تنشط كل المهرجانات المحلية والوطنية والأعراس وأصبحت فرق عبيدات الرما لصيقة بمدينة خريبكة.. وهذا راجع لبرنامج الوزارة في عهد الوزير السابق للثقافة محمد الأشعري في حكومة سي عبد الرحمان اليوسفي.. وذلك من أجل إبراز الطاقات الثقافية للمناطق والحفاظ على الثراث الوطني، من خلال تبنيها مهرجانات وطنية لعبيدات الرما بخريبكة والعيطة بآسفي والهيت والأندلسي والغرناطي والملحون والأغنية الأمازيغية والحيدوس والراي... وخوفا من إقبارها شكلت الوزارة جمعيات للحفاظ عليها... على الوزارة بحكم دورها المرتبط بالإشراف والمراقبة والتأهيل أن تشكل لجنة محايدة للتقصي للوقوف على الأسباب الحقيقية لإجهاض الدورة وحرمان سكان الإقليم من هذا المهرجان الثقافي الكبير... أم أن هناك نية لقرصنة المهرجان وتهريبه على منطقة أخرى.. إن سكان المدينة متشبثون بالمهرجان. ما مصير المنح المخصص للدورة 10؟ وما مصير نتائج الإقصائيات وتعويضات الفرق؟ ما مصير الشركات والمستشهرين والموقعة مع الجمعية؟ نظمت الدورات السابقة الأخيرة من طرف الجمعية وبدعم من وزارة الثقافة ومجموعة المكتب الشريف للفوسفاط وعمالة الإقليم والجماعات المحلية بخريبكة ووادي زم وأبي الجعد والمجلس الإقليميبخريبكة والمجلس الجهوي للشاوية ورديغة وبتنسيق مع وحدة التحقيق والتوثيق ودراسة التراث المغربي المخطوط والشفهي بكلية بن امسيك بالدار البيضاء ونادي الشباب بالكلية المتعددة التخصصات بخريبكة ومؤسسات اقتصادية وتجارية أخرى... كل هذا الإنجاز تبخر في الدورة 10 بسبب حسابات شخصية لبعض مسؤولي وزارة الثقافة... فهل ستتدخل الوزارة الوصية لحماية مشروعها الثقافي وهو ضمن المشروع المجتمعي الحداثي والديمقراطي التي تتبناه الدولة.