تحت شعار «فسيفساء من التراث الموسيقي» تعيش فضاءات قصر البديع بمراكش خلال الفترة من 16 إلى24 يوليوز الجاري ليالي فرح مغربية تساهم في إحيائها مجموعة من الفرق الشعبية التي استطاعت أن تحافظ على هذا الموروث طلية عقود من التاريخ. فخلال عشرة أيام من فعاليات المهرجان الوطني للفنون الشعبية في دورته ال45، ستجسد هذه الفرق الملامح الحية والصادقة للإنسان المغربي من خلال الرقصات التي ربطت دلالاتها العميقة بالأحداث المؤثرة في الحياة اليومية. وسيكون الجمهور على موعد مع فرق شعبية مشاركة في هذه الدورة ستمتع المتتبع برقصاتها الفنية، كما سيشكل المهرجان مناسبة لاكتشاف أصالة وتنوع الفولكلور المغربي وتراثه الشعبيفي مختلف تجلياته الثقافية والفنية واكتشاف الموروث وصناعة العفوية والأصالة من خلال فنون تقليدية نابعة من مصادر حية لم تتقادم مع الزمن. ويتوفر قصر البديع، الذي احتضن هذا المهرجان منذ ولادته سنة1960، حاليا على بنيات للاستقبال والعرض مع منصة عروض تزيد مساحتها عن600 متر مربع وتتوسط حوض هذه المعلمة التاريخية الضاربة في القدم والتي يعود تاريخ بنائها إلى عهد أحمد المنصور الموحدي(1578 ) والتي تؤكد أن معطيات التحضر والمعاصرة لم تطمس تراثها وفنونها ودلالاتها العميقة المتجذرة في التاريخ وسيشارك في هذه الدورة حوالي500 فنان وفنانة يمثلون مختلف المناطق المغربية من بينها «الغياطة» ، «عبيدات الرمى» ، «حصادة»، «ايت بوغماز» ، «المنكوشي» ، «عيساوة»، «الكدرة»، «أحيدوس»، «أحواش أمينتانوت» و«أحواش تيسنت»، «الروكبة»، «أحواش ورزازات»، «الدقة»، «كناوة»، «ولاد سيدي حماد أو موسى» و«الطقيطقات»... وبالموازاة مع ذلك وخلال فترة المهرجان، سيتم تقديم عروض موازية على خشبات موزعة بأحياء المدينة الحمراء كباب إغلي، وساحة الحارثي، وساحة أكيوض، بالإضافة الى المسرح الملكي الذي ستنظم به سهرات فنية متميزة بمشاركة ثلة من أشهر فناني العيطة المغاربة مثل محمد العروسي، وحادة أوعكي، وأولاد بن عكيدة، وأولاد الخبشة، وخديجة البيضاوية، وساتسا، وعبد الرزاق الخريبكي. وقد خصصت اللجنة المنظمة لهذه الدورة عروضا لأذواق مختلفة ستحتضنها ساحة «باب إيغلي» من خلال تنظيم سهرات يشارك في تنشيطها فنانون مغاربة مثل عبدالهادي بلخياط ولطيفة رأفت والستاتي والصنهاجي وفاطمة تحيحيت وحميد بوشناق والنوري ومازكان وكازاكرو وزريباب فيزيون. وبساحة أكيوض ستشارك في هذا العرس الفني فرق موسيقية كأوركسترا طهور والحاج مغيث وحميد السرغيني وعلي البيضاوي وأغنينو وتكدة وفييجتا والشاب أمين جاد وبسمة. وستعرف ساحة الحارثي تقديم عورض فن الجيل الجديد بمشاركة لموانسة وماريا بوند وتيغالين وشوف تشوف واش الحل وكناوة كليك والشبكة وكناوة ستون وزاز بوند وستيل سوس . ويشكل المهرجان الوطني للفنون الشعبية الذي يعتبر الأقدم من نوعه على الصعيد الوطني فرصة لتثمين الموروث الثقافي المغربي وإنعاش الأنشطة السياحية بالمدينة الحمراء وجهتها، فضلا عن كونه يشكل فضاء لتلاقح الفنون الشعبية المغربية مع الموسيقى العالمية. ويعد هذا العرس الفني التراثي فرصة مواتية للقطاع السياحي بالمدينة الحمراء لترسيخ المكانةالمتميزة التي تحظى بها مراكش على الصعيدين الوطني والعالمي والتي تجعل منها الوجهة المفضلة لدى العديد من السياح المغاربة والأجانب على حد السواء.